هل تتساقط أحجار الدومينو؟!
هل تتساقط أحجار الدومينو؟!
اتهمت وزيرة خارجية النمسا السابقة كارين كينسل قادة الاتحاد الأوربي, بعد أكثر من 5 أشهر علي العملية العسكرية الروسية في أوكراينا, بالجهل والغطرسة بسبب تجاهلهم للتوافق الجيوسياسي والمبادئ الأساسية للدبلوماسية في تعاملها مع روسيا.
وقالت إن أوربا بحاجة إلي روسيا أكثر مما تحتاجه روسيا..واستطردتوإذا كنت علي حق, فهل حقا من مصلحة القارة العجوز معاملة موسكو كعدو وجعلها تنحاز إلي جانب الصين.
ولفنتت إلي أن الأوربيين بدأوا الآن يشعرون بخيبة الأمل بشكل متزايد وتراجع دور الدول الأوربية علي مسرح السياسة الدولية. وختمت بأنها تعكف علي إعداد كتاب بعنوانوداعا أوربا!!.
علي صفحات الجارديان البريطانية سطر الكاتب يسايمون جنكيز أن الحرب الاقتصادية التي شنتها ومازالت الولايات المتحدة وأوروبا ضد روسيا جاءت بنتائج عكسية, وأصبح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أقوي من ذي قبل.
والسبب أن أمريكا وأوربا لم تدرسا النتائج المترتبة علي العقوبات الاقتصادية..فالحاصل أن الحرب الاقتصادية الغربية علي روسيا جعلت فائضا في ميزان مدفوعاتها, وعززت من مستوي الروبل كأحد أقوي العملات العالمية.
وفي المقابل انزلقت الدول الأوربية إلي ركود وتضخم أفرزا ارتفاعا في الأسعار ومخاوف من انتقام بوتين بتجميد أوربا الشتاء القادم.
وهو ما يتوقعه الأوروبيون بعد أن خفضت روسيا إمدادات الغاز بخطوط الأنابيب الرئيسية وبنسب مرتفعة وصلت إلي 80% كما في نوردستريم وارتعفت أسعار النفط العالمية مما منح روسيا تعويضا كبيرا وتوقفت امدادات القمح وباقي الحبوب إلي أفريقيا وآسيا بل أن تطلقة المعيشة أخذه في الارتفاع في كل مكان من العالم!.
والمدهش كما يقول جنكيز أن المرشحين لخلافة بوريس جونسون علي رئاسة الوزراء ريشي سوناك وليزتراس يتنافسان الآن يتشديد العقوبات ضد موسكو دون كشف الهدف من ذلك.
لكن ماذا عن أصوات الدولة الأوربية؟…المجر وجهت دعوة جديدة تؤسس المفاوضات سلام…وقال الرئيس المجري فيكتور أوربان أن العقوبات حتي الآن لا تؤثر علي روسيا فيما انهارت حكومات عدة في أوربا وتعاني دول عديدة في أفريقيا وآسيا من أزمات سياسية واقتصادية.
ليتواينا تراجعتا عن حصار مقاطعة كالينجو الروسية كما وصف وزير الاقتصاد البولند فرض بلاده خطرا علي توريد الغاز بالقرار المتهور وغير المدروس…فهل بدأت أحجار الدومينو تتساقط تحت وطأة الاقتصاد؟…وماذا عن واشنطن في حال خرجت الدول الأوربية عن إرادة البيت الأبيض في حساباتها الجديدة؟!