قال تقرير نشرته صحيفة "فورين بوليسي" الأمريكية، إن تركيا تُعَدّ أكبر اللاعبين "النشطين" في الحرب الروسية الأوكرانية.

وأوضح التقرير أن تركيا برزت لاعباً رئيسياً في النزاع الذي بدأ يطول أمده، من خلال التعاون الأمني مع أوكرانيا، والتعاون في مجال الطاقة مع روسيا. إلى جانب التدخل وسيطاً دبلوماسياً بين موسكو وكييف.

كما سهلت الدبلوماسية التركية تصدير الحبوب العالقة في المواني الأوكرانية، بعد التوصل إلى توقيع "وثيقة مبادرة الشحن الآمن للحبوب والموادّ الغذائية من المواني الأوكرانية" بين تركيا وروسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة، يوم 22 يوليو/تموز الماضي، في إسطنبول.

ويرى التقرير أن على الغرب استخلاص الدروس المهمة من أنقرة حول كيفية التعامل بأكثر فاعلية مع روسيا.

ولفتت الصحيفة إلى أهمية الموقع الاستراتيجي الذي تحظى به تركيا، والذي جعلها تعمل كممر عبور حيوي للموارد الرئيسية مثل إمدادات الطاقة والغذاء، وقد أصبح هذا الممر أكثر أهمية بسبب الاضطرابات الاقتصادية والتجارية للحرب الروسية في أوكرانيا.

كذلك تُعَدّ تركيا عضواً حيوياً في الكتلة الأمنية لحلف شمال الأطلسي "ناتو". ودعمت موقف الحلف لتوفير دعم أمني لأوكرانيا.

وباعت شركات تركية كييف كميات كبيرة من الأسلحة، بما في ذلك الطائرات المسيرة "بيرقدار" التي أثبتت فاعليتها في مساعدة القوات الأوكرانية.

في الوقت ذاته لم تنضمّ تركيا إلى عقوبات الغرب ضد روسيا ردّاً على هجومها العسكري على أوكرانيا، وناقش الرئيس التركي رجب طيب أردوغان توسيع التعاون التركي-الروسي في مجال الطاقة، خلال اجتماعه مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في سوتشي يوم 5 أغسطس/آب الجاري.

وتعمل تركيا كقناة لإمدادات الطاقة غير الروسية إلى أوروبا عبر ممر الغاز الجنوبي، الذي يسعى الاتحاد الأوروبي لتوسيعه لتأمين بدائل بعيداً عن الغاز الطبيعي الروسي.

ويعتبر التقرير أن الدور الأكثر أهمية لتركيا في هذه الحرب، هو دور الوسيط الذي لعبته في قضية الحبوب والإمدادات الغذائية بين موسكو وكييف.

وينتقد في المقابل نهج الولايات المتحدة والحلفاء الغربيين في التعامل مع روسيا الذي يركز على العقوبات وغيرها من الإجراءات العقابية، ردّاً على الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا ، الذي ردّت عليه موسكو بقطع الطاقة الخاصة بها، إلى جانب أساليب ضغط أخرى.

TRT عربي - وكالات