في أعقاب عملية المداهمة التي شنتها الشرطة الفيدرالية يوم الإثنين الماضي على منزل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في فلوريدا، توالت ردات الفعل من ترامب وأنصاره بل ومكتب التحقيقات الفيدرالية نفسه، في حرب تكسير عظام بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري.

ووصف ترامب الشرطة الفيدرالية بأنها فاسدة في الوقت الذي أعرب فيه أنصاره عن حالة من الغضب جراء اقتحام منزل الرئيس السابق، ومن جهة الشرطة الفدرالية فقد أكدت أن ضباط من عناصرها تعرضوا لتهديدات متزايدة كتبعات لعملية المداهمة.

وحول أبرز النتائج المترتبة على الحدث، قالت نرمين سعيد كامل، الباحثة بالمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية،  إن الشرطة الفيدرالية خرجت بحوالي 10 صناديق مكدسة بالأوراق والوثائق الرئاسية المحظور امتلاكها حسب القانون الأمريكي، إلا أن الرئيس السابق ترامب كانت لديه طريقته في الاحتفاظ بالوثائق.

وتابعت كامل فى تصريحات خاصة لـ"الدستور"، اقتحام منزل الرئيس السابق يحتاج إلى موافقة من جهات عليا في وزارة العدل الأمريكية ما يؤكد على علاقاته المتوترة مع المنظومة القانونية في الولايات المتحدة قبل المداهمة وبعد المداهمة إلى الحد الذي دفع بعض الجمهوريين للتأكيد على أن ترامب لو وصل للرئاسة مجددًا ستكون له طريقته في الانتقام من وزارة العدل والشرطة الفيدرالية.

مداهمة منزل ترامب أثار علامات استفهام حول طريقة الإدارة الحالية للولايات المتحدة

وأشارت كامل إلى أنه رغم أن الصورة الحالية تشير إلى تسجيل الديمقراطيين لهدف في الانتخابات النصفية للكونجرس بالترويج لفضيحة الوثائق الرئاسية المخزنة في منزل ترامب، إلا أن الأمور يمكن أن تنعكس لأن الجمهوريين من جانبهم أكدوا أن الديمقراطيين يقومون باستخدام وزراة العدل والشرطة الفيدرالية كسلاح سياسي يشهرونه في وجه ترامب لعرقلة تشرحه للرئاسة في الانتخابات الرئاسية القادمة خصوصًا في ظل انخفاض شعبية بايدن، ووجود استطلاعات رأي تؤكد أن لترامب حظوظ جيدة في أن يكون مرشح الحزب الجمهوري القادم وبطبيعة الحال، فلما باءت محاولات معاقبة ترامب قانونياً في حادثة الكابيتول ظهرت مساعي أخرى لإثارة علامات الاستفهام حوله.

وأكد كامل أن ما حدث أثار علامات الاستفهام حول طريقة الإدارة الحالية للولايات المتحدة الأمريكية، حيث وصفت عملية المداهمة بأنها لا يمكن أن تحدث إلا في ظل أنظمة شمولية أو فاشية كما وضعت ترامب في خانة الضحية وهو ما يدفع بأنصاره للاحتشاد للتصويت في انتخابات الكونجرس النصفية.

ولفتت كامل إلى أن توقيت عملية المداهمة فوت على الديمقراطيين نشوة الانتصار بتمرير حزمة اقتصادية كاملة في وقت تعاني فيه الولايات المتحدة من تضخم ووضع متردي للاقتصاد لأن اخبار المداهمة تصدرت جميع وسائل الإعلام.