قال الكاتب والروائي أشرف الصباغ لـ"الدستور" إنه منذ أن أصدر الإمام الخميني فتواه بقتل سلمان رشدي، نظر إليه المثقفون والنقاد العرب نظرة فيها قدر من الاستخفاف، خاصة وأنه علق بعقولهم أنه روائي ضعيف أتت شهرته من رواية "آيات شيطانية" التي أثارت ضده كل النعرات الدينية المتطرفة، سواء في إيران أو في العديد من الدول العربية والإسلامية.

ولفت الصباغ، إلى أن كثيرًا ما تردد على ألسنة النقاد والمثقفين العرب أنه روائي لا يرقى إلى مستوى الروائيين والأدباء الغربيين الذين يدمن عليهم النقاد العرب ويفضلون الحديث عنهم، وبطبيعة الحال استطاع النقاد والمثقفون العرب نسج أساطير سلبية حول شخصية الرجل وحول أدبه ضمن تنظيراتهم "العمومية" و"التعميمية" ووضعوها في سياقات هزيلة للغاية. 

وتابع الصباغ: "لكن سلمان رشدي أديب كبير ومثقف رفيع يقف إلى جانب كتاب ومثقفين وروائيين كبار من طراز أومبيرتو إيكو على سبيل المثل وإن كانت سياقات عالم كل منهما تختلف عن الآخر. 

وأشار الصباغ، إلى أن رواية "أطفال منتصف الليل" التي فازت بالبوكر عام 1981 التي قيل عنها أنها واحد من أعظم الروايات على مر العصور، تقف جنبًا إلى جنب مع رواية "الحرب والسلام" للكاتب الروسي ليف تولستوي التي صنفتها أيضا صحيفة "نيوزويك" الأمريكية بأنها واحدة من أعظم الروايات في كل العصور، وفي الواقع ينطوي العالم الروائي لسلمان رشدي على جملة من السمات المميزة التي تتراوح بين تقاليد السيرة الذاتية، وتناول عالم المهمشين بكل فئاته العمرية، إلى صياغات الواقعية السحرية التي تمثل بوتقة خصبة لتفاعلات العالم الفني لدى سلمان رشدي.

وأوضح الصباغ، أن أعمال رشدي ربما اكتسبت جانبًا من تقاليد السرد الملحمي الذي يصور مصائر البشر وقصص الحب والمعناة والمصائر التراجيدية على خلفية التحولات السياسية والتاريخية، كما في "العار" أو في روايته الأخيرة "كيخوته" أو حتى في "أطفال منتصف الليل".

وأشار الصباغ، إلى أن "لا شك أن العالم يقرأ للكاتب سلمان رشدي باهتمام شديد لاعتبارات كثيرة ليس بينها إطلاق أي شيء مرتبط بالدين ولا بالأساطير التي تحاك عنه في شرقنا العربي، فهو الباكستاني- الكشميري المولود في الهند والمواطن البريطاني الحاصل على لقب "سير"، الأمر الذي يعكس ثقافة غنية ومتنوعة وعريقة من جهة، ويمنح أعماله تلك التلوينات السردية شكلًا وموضوعًا من جهة أخرى. إضافة إلى الخيال الثري والجموح بكل درجاتهما وتموجاتهما من جهة ثالثة.