اتهم وزير الصحة الأوكراني السلطات الروسية بارتكاب جريمة ضد الإنسانية من خلال منع وصول السكان إلى الأدوية بأسعار معقولة في المناطق، التي سيطرت عليه من أوكرانيا منذ بدء عمليتها العسكرية قبل 5 أشهر ونصف.
وفي مقابلة مع وكالة "أسوشييتد برس"، قال وزير الصحة الأوكراني فيكتور لياشكو إن السلطات الروسية منعت مراراً الجهود المبذولة لتوفير الأدوية المدعومة من الدولة للأشخاص في المدن والبلدات والقرى التي باتت تسيطر عليها.
وقال لياشكو، متحدثاً من مقر وزارة الصحة في كييف في وقت متأخر من يوم الجمعة: "طوال ستة أشهر من الحرب، لم تسمح روسيا بممرات إنسانية مناسبة حتى نتمكن من توفير الأدوية الخاصة بنا للمرضى الذين يحتاجون إليها".
وأضاف الوزير: "نعتقد أن روسيا تتخذ هذه الإجراءات عمداً، ونعتبرها جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب سيتم توثيقها والاعتراف بها".
يذكر أن لدى الحكومة الأوكرانية برنامجاً يوفر الأدوية للأشخاص المصابين بالسرطان والحالات الصحية المزمنة.
ووفقاً لمسؤولين من الأمم المتحدة وأوكرانيا، فإن تدمير المستشفيات والبنية التحتية إلى جانب نزوح ما يقدر بنحو سبعة ملايين شخص داخل البلاد عطّل أيضاً أشكالا أخرى من العلاجات.
وتسببت الحرب في أوكرانيا في اضطرابات شديدة في الخدمات الصحية التي تديرها الدولة، والتي كانت تخضع لإصلاحات كبيرة عندما بدأت العملية العسكرية الروسية في 24 فبراير الماضي.
قالت منظمة الصحة العالمية إنها سجلت 445 هجوماً على مستشفيات ومنشآت رعاية صحية أخرى منذ 24 فبراير وحتى 11 أغسطس، ما أدى بشكل مباشر إلى وفاة 86 شخصاً وإصابة 195 آخرين.
لكن لياشكو قال إن الآثار الثانوية للحرب كانت أشد بكثير. وأضاف: "بعدما تضررت الطرق والجسور في المناطق التي تسيطر عليها الآن القوات الأوكرانية.. بات من الصعب نقل شخص أصيب بنوبة قلبية أو سكتة دماغية إلى المستشفى.. وفي بعض الأحيان، لا يمكننا الوصول في الوقت المناسب للمستشفى، أو لا تستطيع سيارة الإسعاف الوصول إلى مكان المريض في الوقت المناسب".
وتابع: "لهذا السبب تتسبب الحرب في وقوع عدد أكبر من الضحايا"، أكثر من أولئك الذين قتلوا في القتال، معتبراً "أنه رقم لا يمكن حسابه".