خالد إسماعيل: فى العشرينيات تم تكفير طه حسين لكن لم يفكر أحد بقتله

سلمان رشدي قد يفقد إحدي عينيه، جراء الهجوم الذي تعرض إليه بمدينة نيويورك أول أمس الجمعة، خلال إلقاءه لإحدي المحاضرات الأدبية. حادثة طعن سلمان رشدي في رقبته أعادت إلي الأذهان واقعة تعرض الروائي المصري نجيب محفوظ للطعن في عنقه خلال تسعينيات القرن العشرين.

 

هذه الحوادث وغيرها من تعرض الأدباء للتكفير وفتاوي القتل وإهدار الدم، بالإضافة إلي دعاوي الحسبة وازدراء الأديان وخدش الحياء العام، تطرح السؤال حول دور الثقافة في الوعي العام، ولماذا يتصدر المشهد دعاة التشدد والتكفير دون الأدباء والمبدعين، بمعني أدق، لماذا استحوذ دعاة التكفير علي الذهنية العامة دون الأدب والفن.

 

في هذا الصدد قال الكاتب خالد إسماعيل في تصريحات خاصة لــ “الدستور”: "من المهم الربط بين طعن نجيب محفوظ وطعن سلمان رشدى والحركة السياسية الإسلامية بشقيها السنى والشيعى، فالفتوى التى كفرت محفوظ صدرت عن شيخ سنى المذهب، والفتوى التى أهدرت دم سلمان رشدى صدرت عن الخومينى المرجع الشيعى الأعلى وقائد الثورة الشيعية الكبرى فى ايران، والطرف الغائب ـ المخرج ـ الحاضر، هو "المخابرات الأمريكية الأمريكية" التى أطلقت الحرب الدينية لتقطع الطريق على الاتحاد السوفييت الشيوعى فلايصل للمياه الدافئة ومنابع البترول فى الشرق الأوسط، ولهذا كان من الممكن فى من غير هذا الزمن الأمريكى أن تحسم المسألة بكلمات فى كتاب أو فى صحيفة، ولايراق الدم، وإذا كان طاعن "نجيب محفوظ" رأى فيه كافرا تعدى على قدسية الدين، وطاعن سلمان رأى فيه كافرا انتهك قدسية الدين فالمسئول هنا عن هذا العنف من أباح اللعب بورقة الدين لتحقيق مكاسب سياسية.

 

وتابع صاحب “درب النصاري”: ففى عشرينيات القرن الماضى تعرض طه حسين لموقف مشابه واتهمه البعض بالكفر، لكن أحدا لم يفكر فى قتله، ناقش البرلمان القضية وكتبت الصحف وتراجع طه حسين عن مما كتب، وانتهى الأمر، وبعدها تعرض الشيخ على عبد الرازق لقضية الخلافة الإسلامية وفصل من لجنة كبار العلماء وخرج وزيران من الحكومة ، ولم يقتل، لأنه لم تكن فى مصر جماعة الإخوان، ولم تكن هناك لعبة سياسية تستخدم الدين للحفاظ على منابع البترول والتصدى لعقيدة سياسية مضادة.

 

واختتم “إسماعيل” مشددا علي: باختصار، أقول إن الزمن الأمريكى هو المسئول وإن الأمريكان هم مصدرهذا البلاء، ومن مصادفات التاريخ أن يتم طعن سلمان رشدى فى قلب أمريكا، فى ظل استقطاب سياسى تظهرفيه ايران فى مشهد قريب من مشهد انتصار الثورة الإسلامية فيها، ولكن هذه المرة سيقول الناس "الخومينى" هو طاعن سلمان رشدى، والحقيقة هى أن الفن والأدب تم قتلهما وطعنهما بأيدى الأمريكان الذين أطلقوا وحش الإسلام السياسى فى زمن الحرب الباردة وهانحن ندفع ثمن الخطيئة الأمريكية .

تاريخ الخبر: 2022-08-14 03:21:47
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 58%
الأهمية: 50%

آخر الأخبار حول العالم

الضغط على بايدن لمخاطبة الأمة إثراندلاع العنف في الجامعات

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 06:07:18
مستوى الصحة: 80% الأهمية: 100%

مع مريـم نُصلّي ونتأمل (٣)

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-03 06:21:38
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 68%

السلطات الإسرائيلية تؤكد مقتل أحد الرهائن في غزة

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 06:07:01
مستوى الصحة: 82% الأهمية: 98%

كتل ضبابية وحرارة مرتفعة ورياح قوية في طقس يوم الجمعة

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 06:08:54
مستوى الصحة: 61% الأهمية: 79%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية