مسرحيون يضعون معايير لاختيار لجان التحكيم وأسسًا لضبط المسابقات

الروبى: إلغاء المسابقات أو زيادتها.. علينا أن نختار

أمل ممدوح: الجودة الفنية والانسجام بين العناصر معيار أساسى

حمدى حسين: من الممكن أن تصبح الجوائز تحفيزية

هند سلامة: ضد إلغاء الجوائز.. وذائقة اللجان تتسبب فى حرمان بعض المستحقين 

 

عقب انتهاء فعاليات المهرجان القومى للمسرح وإعلان نتائجه، تحدث عادة حالة من الجدل، وتكثر التساؤلات بشأن معايير اختيار اللجان وآليات التحكيم، ومدى توافق النتائج مع اللوائح، وأهمية التسابق بشكل عام.

«الدستور» تسلط الضوء على هذه القضية، إيمانًا بجدية هذه التساؤلات، واستطلعت آراء مجموعة من المسرحيين حول هذا الموضوع، ونقلت مقترحاتهم.

قال الناقد محمد الروبى، رئيس تحرير جريدة «مسرحنا»، إن نتائج مسابقات المهرجان القومى للمسرح، عادة تسعد بعض الناس وتحزن آخرين، وبعد انتهاء الدورة الحالية «يمكننا أن نعود إلى مناقشة هادئة لا تخص نتائج هذه الدورة أو غيرها، وإنما تخص فلسفة المهرجان والهدف منه». 

وأضاف «الروبى»: «لا بد من الاتفاق بداية على أن حدثًا بحجم المهرجان القومى للمسرح، من الطبيعى أن يثير الجدل فى كل عام، ولا يصح أن نتناول هذا الموضوع بتسرع أو تعصب لفكرة ونبذ الأخرى، بل علينا أن نتأنى فى النقاش ونستمع لجميع الآراء ونسعى للتوفيق بينها، لنصل فى النهاية إلى الشكل الذى يقترب من الكمال».

وتابع: «فى هذا الإطار، يهمنى الإشارة إلى اقتراح طرحته منذ سنوات، يتضمن اختيارين، الأول هو إلغاء مسابقات المهرجان بشكل عام، مع الإبقاء على لجان نوعية لاختيار العروض التى ستشارك ضمن الفعاليات، وهناك مهرجانات عالمية كثيرة تخلت عن فكرة التسابق». 

وأشار إلى أن الاختيار الثانى هو زيادة عدد المسابقات والجوائز، لتكون هناك مسابقة مستقلة لكل نوع مسرحى «مسرح المحترفين ومسرح الهواة والرقص المسرحى الحديث ومسرح الطفل، وغيرها»، وتتشكل لكل منها لجنة تحكيم خاصة، بجوائز متعددة «أحسن عرض وأحسن مخرج وأحسن نص وأحسن ممثل وممثلة وديكور... وهكذا».

وأوضح: «هذا مجرد اقتراح من بين اقتراحات كثيرة يقدمها الزملاء، وهى أفكار علينا أن نتأملها ونناقشها من خلال لجنة متخصصة وتضم أفرادًا من أجيال مختلفة، وهنا لن نجد أفضل من لجنة المسرح- باعتبارها بيت الخبرة المسرحى- ونضع أمامها كل هذه الاقتراحات لتصوغ لنا فى النهاية لائحة جديدة لمهرجاننا القومى».

وقال: «لا بد من الانتباه إلى أن لوائح المهرجانات ليست نصوصًا مقدسة، ويمكن تغييرها، لكن أيضًا لا يصح أن يكون تغييرها حسب أهواء شخص أو مجموعة، بل يحدد التغيير الحوار المجتمعى الذى يفرضه احتياج حقيقى وملح. وأعتقد أنه بنظرة محايدة إلى واقعنا المسرحى وإلى ما بات يثيره المهرجان كل عام سنتفق على أنه آن أوان التغيير».

من جهتها، قالت الناقدة أمل ممدوح إنها تميل إلى فكرة أن تكون اللجان مكونة من النقاد، لأن الناقد مهمته هى رصد الرؤية الشاملة والدقيقة للعمل الفنى، أما فكرة التخصصات الجزئية فهى مع كل التقدير لا تكفى لتقييم عمل فنى».

وأوضحت «أمل»: «قد يصلح مخرج أو كاتب للانضمام للجان معينة ولا يصلح للجان أخرى، ولا بد من أن يكون عضو اللجنة معروفًا بالموضوعية والحياد».

وعن معايير التحكيم التى يجب أن تتبعها اللجان، قالت: «أرى أن المعيار الأساسى فى الحكم على أى عمل فنى هو الجودة الفنية والانسجام بين كل عناصره والرؤية المميزة غير المرتبكة والمشوشة، وعدم وجود نقص مخل فى أحد العناصر أو زيادة غير ضرورية، ولا بد من أن يكون عملًا أصيلًا غير مستنسخ أو مقلد».

وتابعت: «هناك بعض المعايير الأخرى المتعلقة بطبيعة العروض، مثل التجريب أو التجارب النوعية، ما يقتضى إدراج معايير خاصة تتناسب مع هوية المهرجان، فإن كانت دورة للكاتب المصرى، مثلًا، فيمكننا التأكيد على مصرية النصوص؛ لكن بشكل عام معيار الجودة والابتكار والانسجام والأصالة الفنية يجب أن يكون موجودًا».

وأضافت: «بالنسبة لموضوع التسابق والجوائز، يبدو أن المسرحيين- خاصة الشباب- يحتاجون نفسيًا للتقدير والإحساس بأن الدولة تلاحظ جهودهم، وأقترح ألا يقتصر الأمر على الجوائز فقط، فلا بد من تقديم توصيات للفنانين تذيعها لجنة متخصصة شاهدت العروض.. عمومًا أنا لست مع المنع المطلق للجوائز، ولا مع اعتبارها أساسًا للتقييم».

وعن معايير التحكيم، قالت: «كما أشرت فى النقطتين الأولى والثانية، هناك معايير مفروغ منها، لكن يمكن ذكرها أو التأكيد عليها، ومعايير نوعية تخص نوعية العروض المقدمة، فهذه تستوجب ذكر المعايير فى اللائحة». 

بدوره، قال المخرج حمدى حسين، عضو اللجنة العليا للمهرجان القومى للمسرح: «أعتقد أنه من المهم أن تجتمع لجنة التحكيم قبل بداية المهرجان وتضع المعايير الخاصة بالتقييم وكيفية اختيار أفضل عرض وأفضل مخرج، فكما نعلم أن لجان التحكيم تضم فى عضويتها مجموعة من الأكاديميين، ومنهم من حصل على الدكتوراه من أمريكا أو روسيا أو غيرهما من الدول، وهناك اختلاف فى الشكل التعليمى للفنون، وهو ما يحتم على أعضاء لجنة التحكيم تحديد المعايير قبل بداية المهرجان، كما أن لكل مهرجان معاييره، فالمهرجان القومى للمسرح يختلف عن المهرجان التجريبى، وعن مهرجانات الثقافة الجماهيرية».

وعن المعايير المقترحة لتشكيل لجان التحكيم، أوضح «حسين»: «المعايير المقترحة لتشكيل لجان التحكيم تتلخص فى أن يكونوا من ذوى الخبرة فى المسرح، وأرى أنه من الممكن أن يتواجد فى عضوية لجنة التحكيم مخرج سينمائى أو تليفزيونى حتى يستطيع اكتشاف مهارات الممثلين بالمهرجان».

وأضاف: «التسابق يشكل جزءًا مهمًا من المهرجان، ومن الممكن أن تصبح الجوائز تحفيزية، على سبيل المثال سفر الفائزين بالجوائز الصاعدة للدراسة فى بعض الورش أو الالتحاق بالأكاديميات بالخارج مثل الأكاديمية المصرية بروما، أما الجوائز التى حصل عليها كبار المخرجين والممثلين فتكون عبارة عن سفرهم لكبرى المهرجانات الدولية».

وعن فكرة تضمين كل المعايير فى لائحة واحدة، قال: «فى كل عام هناك معايير مختلفة تضعها لجنة التحكيم، ومن الممكن أن تتم مناقشة لجنة التحكيم فى معاييرها التى ستستند إليها فى التحكيم، وذلك قبل بداية المهرجان».

أما الناقدة هند سلامة، فقالت إن المعايير التى تستند إليها لجان التحكيم ثابتة، وتتضمن الجودة والإجادة والتجديد، فلا بد من تقديم تكنيك جديد، كما أن المعيار ليس شيئًا مملوسًا يمكن التحكم فيه؛ لكنه يعتمد على ذائقة المحكم نفسه، فمن الممكن تقديم عرض كلاسيكى متواضع فنيًا؛ ولكنه بالنسبة للبعض يكون عرضًا جيدًا؛ إذن فهناك اختلاف، فلكل شخص معياره ومن الصعب الاتفاق على معيار واحد ثابت، والمشكلة هى اختلاف آراء اللجان، فعلى سبيل المثال من الممكن مشاهدة عرض متواضع المستوى، ولكنه مقدم كما يجب أن يكون».

وأضافت «هند»: «أظن أن الأمر يتعلق بشكل كبير بطريقة اختيار لجان التحكيم، فمن المهم اختيار محكمين مواكبين لما يحدث فى الحركة المسرحية، ومتابعين لعروض المخرجين الشباب وقريبين من الحركة المسرحية، فهناك من يتفاجأ بأن هناك شبابًا يقدمون مسرحًا بتكنيك أكثر تطورًا ورؤى مختلفة، وهنا تكمن الإشكالية، فى أن بعض أعضاء لجان التحكيم لهم ذائقة ومعايير قديمة، ويقومون بتحكيم أعمال أكثر حداثية، وهو ما قد يحرم بعض المخرجين من الحصول على جوائز فى حالة إذا كانت اللجنة ذائقتها كلاسيكية على سبيل المثال». 

وعن التسابق، أوضحت: «أنا ضد إلغاء التسابق لعدة أسباب، فهناك مبالغ مادية تخرج لبعض الفنانين وهم يحتاجونها، خاصة أن العمل فى المسرح مردوده المادى ضعيف، وفكرة مكافأة شخص بعد عام من الجهد والعمل يمثل شيئًا مهمًا للغاية بالنسبة له، والشىء الثانى هو أن الجوائز بها نوع من أنواع التحفيز، كما أن المنافسة شىء جيد فى ضمان وجود العدالة بشكل موضوعى، فالأمر تحكمه فى النهاية الموضوعية والعدالة والذوق». 

وضربت مثالًا بجوائز الأوسكار «يتوقع الجميع من كل أنحاء العالم فوز فيلم معين، وهذا التوقع يكون مبنيًا على معايير داخلية لكل شخص.. كل شخص يرى أن هناك فيلمًا معينًا هو الأحق بالفوز، بناء على عدة عناصر، منها أنه أفضل على مستوى التصوير والتمثيل... إلخ، ونحن لدينا معايير داخلية دون تحديدها مسبقًا تجعلنا نجمع على فيلم بعينه دون الآخر، كما أن المعايير أشياء راسخة بداخلنا تأتى بتراكم الخبرات، وعلى هذا الأساس يصبح لدينا معيار للحكم على الجودة الفنية والعمل الفنى الذى يستحق أن يكون الأفضل.

 

تاريخ الخبر: 2022-08-14 21:21:38
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 57%
الأهمية: 65%

آخر الأخبار حول العالم

السجن 4 سنوات لصاحبي أغنية “شر كبي أتاي”

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 18:26:50
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 52%

الحوار الاجتماعي.. التفاصيل الكاملة لاتفاق الحكومة والنقابات

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 18:27:00
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 69%

السجن 4 سنوات لصاحبي أغنية “شر كبي أتاي”

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 18:26:44
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 52%

الحوار الاجتماعي.. التفاصيل الكاملة لاتفاق الحكومة والنقابات

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 18:27:04
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 59%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية