ابن حمزة المغربي
ابن حمزة المغربي (و. حوالي 1554م في إيالة الجزائر) من فهماء القرن العاشر للهجرة (أي السادس عشر للميلاد) المبرزين في فهم الرياضيات ، ولا يُعهد تاريخ مولده، ووفاته، على وجه الدقة ، جزائري الأصل ، قضى فترة من الزمن في استنابول يُدرِّس فهم الرياضيات ، وقد أجاد اللغة الهجرية حتى أنه ألف فيها كتابه المشهور "تحفة الأعداد لذوي الرشد والسداد".
هوممن مهدوا لاختراع اللوغاريتمات ، وكانت بحوثه في المتواليات هي الأساس الذي بني عليه هذا الفرع من رياضيات ، فقد تحدث عن الصلة بين المتوالية الحسابية الهندسية كلاماً جعله واضعاً لأصول اللوغاريتمات ، وواضع اللبنات الأولى له.
النشأة
حفظ ابن حمزة في صباه القرآن والحديث، وكانت لديه موهبة كبيرة في فهم الرياضيات. في سن العشرين، أوفده والده إلى إستانبول، في عهد مراد الثالث، ليتفهم هناك الفهم على يد فهماء عاصمة الدولة العثمانية.كان حسن السير والسلوك، ووصل إلى مرتبة عالية في إستانبول حتى عمل كخبير في الحسابات بديوان المال في قصر السلطان العثماني.
درس علوم الرياضيات لأبناء إسطنبول والوافدين عليها من أبناء الدولة العثمانية، وذلك لإتقانه اللغتين العربية والهجرية. وأثناء تدريسه عهد ابن حمزة كأحد الفهماء الذين يتحرون الدقة والصدق في الكتابة والأمانة في النقل.
فهماؤه ومن نقل منهم
فقد نوه عن الفهماء الذين نقل عنهم فكان يقدم الشكر والعهدان لكل من نقل عنهم مثل سنان بن الفتح، وابن يونس، والكاشي، ونصير الدين الطوسي
عودته إلى الجزائر
ظل ابن حمزة في منصبه حتى بلغه خبر وفاة أبيه، فاستنطق من عمله لكى يرعى أمه. وفي الجزائر عمل ابن حمزة في حوانيت أبيه .
المسألة المكية
كان ابن حمزة مغرماً بفهم الحساب في حله وترحاله إلى درجة أنه ، عندما مضى لأداء مناسك الحج ، أقام في مكة المكرمة مدة من الزمن يعلِّم الحساب لحجاج بيت الله الحرام.
عُرف بالنزاهة الفهمية ، فقد ذكر أسماء جميع من نقل عنهم من فهماء العرب والمسلمين، معترفاً بجميلهم. وكان محباً للترجمة والتأليف، ويعد كتابه "تحفة الأعداد لذوي الرشد والسداد" تحفة فريدة في درس المسائل الحسابية التي يستعملها الناس جميع يوم، كما تعرض للمسائل التي تدور حول المساحات والحجوم، وخط كتابه هذا باللغة الهجرية، وألفه بمكة المكرمة، في مقدمة، وأربعة فصول، وخاتمة في عصر السلطان "مراد خان ابن سليم خان".
وقد أتى على عدد كبير من المسائل التي يمكن حلها بطرق لم يُسبق إليها. ومن المسائل الطريفة الغريبة التي أوردها "المسألة المكية" ، وفيها يقول ابن حمزة: "إن حاجاً هندياً سأله هذه المسألة في مكة، وقد عجز فهماء الهند عن إيجاد حل مقبول لها ، والمسألة تقول: توفي رجل عن تسعة أبناء، تاركاً إحدى وثمانين نخلة، تعطي النخلة الأولى في جميع سنة تمراً زنته رطل واحد ، وتعطي الثانية رطلين، والثالثة ثلاثة أرطال. إلى غير ذلك إلى النخلة الحادية والثمانين، التي تعطي واحداً وثمانين رطلاً. المطلوب تقسيم النخلات بحيث تكون أنصبة الأبناء متساوية من حيث التمر، أي حتىقد يكون لكل ابن تسع نخلات، تعطي عدداً من الأرطال يساوي العدد الذي يأخذه جميع واحد من باقي الأبناء. وقد عثر ابن حمزة الحل المقبول بطريقة حسابية منطقية وكان حل هذه المسألة يعتبر من أساس المتواليات الحسابية الموجودة في العصر الحالي. وقد عهدت هذه "المسألة بالمكية". ولما عهد الوالي العثماني بمكة حل هذه المسألة، طلب منه حتى يعمل في ديوان المال، فظل في هذا العمل نحوخمسة عشر عاما.
مؤلفاته
- وقد وضع ابن حمزة أفكاره هذه في كتابه الشهير "تحفة الأعداد لذوى الرشد والسداد".
المصادر
- ثبت الإعلام
- ^ نعهد حتى وصل اسطنبول وعمره 20 عاماً، وكان ذلك في عصر السلطان مراد الثالث الذي حكم من 1574-1595. لذلك فميلاد ابن حمزة هوبين 1554-1575.