قال مسؤول إيراني الثلاثاء إن بلاده ردت وأوضحت وجهة نظرها بخصوص الصيغة النهائية التي قدمها الاتحاد الأوروبي بشأن إحياء الاتفاق النووي.

وقال محمد مراندي مستشار الفريق المفاوض الإيراني، عبر تويتر: "أعربت إيران، في ردها، عن مخاوفها لكن القضايا المتبقية ليس من الصعب جداً حلها، وتستند هذه المخاوف إلى انتهاكات الولايات المتحدة/الاتحاد الأوروبي السابقة، لا أستطيع أن أقول إن اتفاقاً سيكون، لكننا أقرب مما كنا عليه من قبل".

وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أعلن الاثنين أنّ بلاده ستقدّم بحلول منتصف ليل الثلاثاء "مقترحاتها النهائية" بشأن إحياء الاتفاق النووي للاتّحاد الأوروبي، بعد أيام من عرضه على طهران وواشنطن صيغة "نص نهائي" بعد أشهر طويلة من المفاوضات.

وقال أمير عبد اللهيان خلال لقاء مع صحفيين في مقر الوزارة إن "الجانب الأمريكي وافق شفهياً على اقتراحين لإيران، وسنرسل مقترحاتنا النهائية بحلول منتصف الليل" الموافق 19:30 ت غ، وفق ما نقلت عنه وكالة "إرنا" الرسمية.

وفي حين لم يحدد الوزير طبيعة هذيْن الاقتراحين، أوضح أنه "يجب تحويلهما (الموافقة) إلى نص، وإبداء المرونة في موضوع واحد (ثالث)"، وشدد على أن "الأيام القادمة أيام مهمة (...) في حال جرت الموافقة على مقترحاتنا، نحن مستعدون للإنجاز وإعلان الاتفاق خلال اجتماع لوزراء الخارجية".

وفي واشنطن، رفض الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس خلال مؤتمر صحفي الإفصاح عما إذا كانت الولايات المتّحدة مستعدّة للموافقة على الخطة التي قدّمها الاتّحاد الأوروبي، قائلاً إنّ واشنطن "ستتّصل ببوريل كما طلب منها الأخير".

وأضاف أنّ "ما يمكن التفاوض عليه جرى التفاوض عليه"، مؤكّداً موقف الولايات المتحدة القائل إنّ الكرة في ملعب طهران.

وشدّد برايس على أنّ "الطريقة الوحيدة لتحقيق عودة متبادلة لخطة العمل الشاملة المشتركة (...) تكمن في تخلّي إيران عن مطالبها غير المقبولة والتي تتجاوز بكثير اتفاق خطة العمل الشاملة المشتركة".

وأتاح اتفاق "خطة العمل الشاملة المشتركة" الذي أُقرّ في 2015 بين طهران وست قوى دولية كبرى، رفع عقوبات عن الجمهورية الإسلامية لقاء خفض أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها. إلا أن الولايات المتحدة انسحبت أحادياً منه في 2018 خلال عهد رئيسها السابق دونالد ترمب، معيدة فرض عقوبات قاسية على إيران التي ردت بالتراجع تدريجياً عن غالبية التزاماتها.

وبدأت إيران والقوى التي لا تزال منضوية في الاتفاق (فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، روسيا، الصين) مباحثات لإحيائه في أبريل/نيسان2021، جرى تعليقها مرة أولى في يونيو/حزيران من العام ذاته.

وبعد استئنافها في نوفمبر/تشرين الثاني، علّقت مجدداً منذ منتصف مارس/آذار مع بقاء نقاط تباين بين واشطن وطهران، رغم تحقيق تقدم كبير في سبيل إنجاز التفاهم.

وأجرى الطرفان، بتنسيق أوروبي، مباحثات غير مباشرة ليومين في الدوحة أواخر يونيو، لم تفضِ الى تحقيق تقدم يذكر.

وفي مطلع أغسطس/آب استؤنفت المباحثات في فيينا بمشاركة من الولايات المتحدة بشكل غير مباشر.

وبعد أربعة أيام من التفاوض، أكد الاتحاد الأوروبي في الثامن من أغسطس، أنه طرح على الطرفين الأساسيَيْن، أي طهران وواشنطن، صيغة تسوية وينتظر ردهما "سريعاً" عليها.

وقال بيتر ستانو، المتحدث باسم مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد، للصحفيين في التاسع من الشهر الحالي "لم يعد أي مجال للمفاوضات (...) لدينا نص نهائي. لذا إنها لحظة اتخاذ القرار: نعم أم لا. وننتظر من جميع المشاركين أن يتخذوا هذا القرار بسرعة كبيرة".

TRT عربي - وكالات