«لص تاريخى».. وثيقة جديدة تكشف تفاصيل سرقة مكتشف مقبرة الملك «توت» كنوزًا منها

فى ٢٦ نوفمبر ١٩٢٢، اكتشف عالم الآثار البريطانى هوارد كارتر مقبرة توت عنخ آمون، ليغير من يومها نظرة العالم للتاريخ الفرعونى، عبر اكتشاف أول مقبرة ملكية فرعونية كاملة لم تصل لها يد اللصوص من قبل.

لكن مع استعداد العالم للاحتفال بمئوية اكتشاف مقبرة «الملك الصبى»، ظهرت وثيقة جديدة مؤكدة تثبت أن «كارتر» سرق تُحفًا ثمينة من هذه المقبرة، وهو أمر كانت تشتبه فيه السلطات المصرية آنذاك، لكنها لم تنجح فى إثباته.

ذكر موقع «ذا فيندتج نيوز» الأمريكى، أن «كارتر» صُنف كأسطورة طوال القرن الماضى، بعد اكتشافه مقبرة توت عنخ آمون فى وادى الملوك، التى احتوت على كنوز مذهلة، وبعد مرور ١٠٠ عام، عاد لاحتلال عناوين الصحف مرة أخرى، لكن هذه المرة باعتباره لصًا، بعد ثبوت سرقته قطعًا أثرية من المقبرة. وعلى الرغم من أن هذه شائعة تم تداولها على مر السنين، فإن هناك أدلة حديثة تثبت صحتها.

وأوضح الموقع أن «كارتر» وصل إلى مصر عام ١٨٩١، لكنه لم يبدأ فى البحث عن مقبرة الملك توت حتى عام ١٩١٧، بتمويل من اللورد كارنارفون، وكانت السنوات الأولى من التنقيب غير مثمرة، فقرر الأخير سحب تمويله فى نهاية ١٩٢٢، قبل أن يعود مرة أخرى.

وأضاف: «كارتر كان لديه إيمان كبير بأنه سيحقق هدفه، وبالفعل اكتشف المقبرة التاريخية أخيرًا، من خلال عمله هو وفريقه فى قاعدة قبر رمسيس السادس، حيث وجدوا سلمًا يؤدى إلى حجرة دفن غير مكتشفة».

وفى ٢٦ نوفمبر ١٩٢٢، نزل «كارتر» و«كارنارفون» درجات السلم، ودخلا هذه المقبرة لأول مرة، وهو أمر غير متبع فى معظم مقابر الفراعنة التى تم اكتشافها من قبل، وجاءا كى يسرقا بعض القطع الأثرية منها، قبل الكشف رسميًا عن اكتشافها وإبلاغ الحكومة المصرية، وفق الموقع.

وواصل الموقع: «المقبرة لم يتم تدميرها من لصوص المقابر، مثل العديد من المقابر الأخرى فى وادى الملوك، لذا فى الداخل كانت هناك أشياء محفوظة جيدًا، بما فى ذلك التابوت الشهير وقناع الدفن».

وأكمل: «المقبرة كانت تحتوى على ٤ غرف بداخلها المجوهرات والتماثيل والأثاث والأسلحة والملابس، وحتى عربة خاصة بالملك، وتم توثيق آلاف القطع الأثرية، معظمها موجود الآن فى المتحف المصرى».

ومع ذلك، يعتقد كثيرون أن جميع التحف التى تم العثور عليها فى المقبرة لم تصل للمتحف، وأكدت السلطات المصرية وقتها أن «كارتر» سرق قطعًا مهمة للغاية، كان من الممكن أن تكشف عن أسرار مهمة حول هذه الحقبة من الحكم الفرعونى. وبالفعل بيعت ممتلكات لـ«كارتر» كان من الواضح أنها جاءت من هذه المقبرة، لكن كان من الصعب إثبات سرقته إياها.

استمر هذا حتى توافر الدليل اللازم لدعم ادعاء السرقة، المتمثل فى آلان جاردينر، الذى أحضره «كارتر» لترجمة الحروف الهيروغليفية داخل المقبرة، ثم أعطاه ما وصفه بـ«تميمة» لشكره على عمله، وأخبره بأنها لم تأتِ من المقبرة.

لكن عندما عرض «جاردينر» هذه «التميمة» على مدير المتحف المصرى فى القاهرة، أبلغه الأخير بأنها مسروقة من مقبرة الملك توت، ما جعله يغضب بشدة ويرسل رسالة إلى «كارتر»، أعرب فيها عن عدم رضاه عن الموقف، قائلًا: «التميمة التى أريتنى إياها سُرقت بلا شك من مقبرة توت عنخ آمون، إننى حزين لأنك وضعتنى فى موقف محرج للغاية».

وحسب الموقع الأمريكى: على الرغم من استياء «جاردينر»، لم يخبر أى شخص من أين أتت هذه «التميمة»، التى تثبت أن «كارتر» أخذ كنوزًا من المقبرة، سواء للاحتفاظ بها أو لمنحها للآخرين.

وسلطت مجلة «إنشنت أورجنيز» الأسترالية الضوء على القضية ذاتها، وقالت إن «هوارد كارتر شوه صورته وسمعته، وتحول من عالم آثار صاحب أهم اكتشاف أثرى فى التاريخ إلى لص يغزو المقابر الفرعونية لتكوين ثروته الخاصة وإفساد التاريخ»، مشيرة إلى أن هناك أدلة جديدة تثبت ذلك.

وأوضحت المجلة أن: كارتر أمضى ١٠ سنوات فى حفر قبر الملك توت، الملىء بالعروش الذهبية والمركبات والآلاف من القطع الأثرية المقدسة، ونقل القوارب المحملة بالكنوز القديمة إلى المتحف المصرى فى القاهرة، لكنه اتبع فى ذلك مبدأ: «أمام كل ١٠ قطع أثرية وصلت المتحف المصرى، احتفظ بقطعة لنفسه».

وأضافت: «السلطات المصرية اشتبهت فى سرقة كارتر كنوز الملك الصبى، وتم استبعاده ومنعه من الاقتراب من المقبرة لسنوات طويلة، ليتحول إلى أسطورة فى إنجلترا ومثير للغضب والشكوك فى مصر».

وبينت أن السير آلان جاردينر، صديق «كارتر» الذى اصطحبه لفك رموز الهيروغليفية فى المقبرة، كشف عن هذه السرقة برسالة إلى «كارتر»، نصحه فيها بالتعامل مع النزاع القانونى الذى أثارته السلطات المصرية ضده عام ١٩٢٥، بعد عدم السماح له بالاقتراب من المقبرة.

وسلطت صحيفة «الجارديان» البريطانية الضوء على الرسالة ذاتها، مشيرة إلى أن «هذه الرسالة التى لم تُنشر من قبل تؤكد الشكوك القديمة حول سرقة هوارد كارتر القطع الأثرية من مقبرة توت عنخ آمون».

وأوضحت أن «هذه الرسالة أُرسلت إلى كارتر عام ١٩٣٤، من عالم بريطانى بارز فى اللغات القديمة، ضمن فريق التنقيب فى المقبرة، هو السير آلان جاردينر، الذى استعان به كارتر لترجمة الهيروغليفية الموجودة فى المقبرة، وأعطاه فيما بعد (تميمة) تستخدم لتقديم القرابين للموتى، زاعمًا أنها لم يتم العثور عليها فى المقبرة»، كاشفة عن أن هذه الرسائل ستنشر فى كتاب يصدر قريبًا من مطبعة جامعة «أكسفورد»، يحمل عنوان: «توت عنخ آمون والقبر الذى غيّر العالم».

وقال مؤلف الكتاب بوب برير، عالم المصريات البارز فى جامعة «لونج آيلاند»، إن الشكوك حول سرقة «كارتر» بعض كنوز مقبرة توت عنخ آمون ترددت منذ فترة طويلة، لكن الآن ليس هناك شك فى ذلك.

وسبق أن تحدى بعض علماء المصريات ادعاء «كارتر» بأن كنوز المقبرة نُهبت فى العصور القديمة، ففى عام ١٩٤٧، قال ألفريد لوكاس، أحد أعضاء فريق «كارتر»، فى تصريحات لمجلة علمية فى القاهرة، إن الأخير فتح باب غرفة الدفن بنفسه سرًا، قبل أن يظهر ليغلقها ويغطى الفتحة.

وعلق مؤلف الكتاب على ذلك بقوله: «يشتبه فى أن كارتر اقتحم المقبرة قبل الافتتاح الرسمى، واستولى على بعض القطع الأثرية، بما فى ذلك المجوهرات، التى بيعت بعد وفاته، كما أنه من المعروف أن كارتر لديه كنوز فرعونية بطريقة غير قانونية».

وأضاف: «من المؤكد أنه لم يعترف بذلك قط، ليس لدينا أى نفى رسمى منه، لكن الحكومة المصرية منعته من الوجود فى المقبرة لفترة من الوقت، لأنهم كانوا متأكدين من سرقته بعض التحف الثمينة».

وواصل: «المصريون لم يتمكنوا من إثبات شكوكهم فى هذا الوقت، لكن على سبيل المثال عُثر على رأس خشبى لتوت عنخ آمون بحوزة كارتر، بعدما فتشت السلطات المصرية الموقع رقم ٤ فى المقبرة، التى استخدمها كارتر والفريق لتخزين الآثار، واكتشفوا هذا الرأس».

وبيّن أن هذا الرأس الخشبى تم تخزينه فى صندوق، لكن لم يتم ذكره مطلقًا فى سجلات «كارتر» للاكتشاف، ولا فى المجلد الذى يصف محتويات المقبرة، ليدعى بعدها أنه تم اكتشاف الرأس بين الأنقاض، كما أنه فى وقت لاحق، تم اكتشاف قطع من ممتلكات «كارتر» فى سوق الآثار المصرية، كانت موجودة فى المقبرة ولم يذكرها فى وثائقه.

وأُرسل بعض هذه القطع إلى المتاحف، بما فى ذلك متحف «متروبوليتان» للفنون فى نيويورك، الذى أعلن، فى عام ٢٠١٠، عن أنه سيرسل إلى مصر ١٩ قطعة حصل عليها بين عشرينيات وأربعينيات القرن الماضى، لأنها «يمكن أن تُنسب على وجه اليقين إلى مقبرة توت عنخ آمون».

تاريخ الخبر: 2022-08-17 00:21:03
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 45%
الأهمية: 59%

آخر الأخبار حول العالم

رئيس الوزراء الفرنسي يستعد لزيارة المغرب

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-20 21:25:43
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 59%

رئيس مجلس النواب يجري مباحثات مع رئيس برلمان فنلندا

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-20 21:25:34
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 64%

السعال الديكي يتفشى في البريطانيين السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-05-20 21:25:15
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 68%

رئيس الوزراء الفرنسي يستعد لزيارة المغرب

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-20 21:25:37
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 51%

تسعيني يتخرج على فراش الموت السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-05-20 21:25:14
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 66%

رئيس مجلس النواب يجري مباحثات مع رئيس برلمان فنلندا

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-20 21:25:29
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 69%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية