تحية طيبة وبعد،
في الوقت الذي يتزايد فيه الاهتمام بالأشخاص في وضيعة إعاقة، وتعمل الأنظمة والقوانين على تفعيل مبدأ تكافؤ الفرص، سعيا لتحقيق العدالة ورفض أي حواجز أو تحيزات مصطنعة تقف في طريق فئة ما من أبناء الوطن، نرفع إليكم السيد الوزير هذه الرسالة ونحن على أبواب افتتاح المهرجان الوطني للفيلم بطنجة، نعلن لكم وللرأي العام أن القاعة التي ستعرض فيها أفلام المهرجان قاعة لا تحترم مبدأ تكافؤ الفرص، ولا تتوفر على ولوجيات للمواطنين ذوي الاحتياجات الحركية الخاصة، وكبار السن وكل المواطنين الذين لا يستطيعون لسبب أو لآخر صعود الأدراج… بل أن تلك القاعة لا تتوفر حتى على قاعة أرضية، مما يعني أن عرض أفلام المهرجان في هذه القاعة سيحرم أكثر من ثلاثين في المائة من المواطنين الذين يريدون حضور أفلام المهرجان من متابعة هذا العرس السينمائي، وسيتم الإقصاء المتعمد لثلث الجمهور المحتمل حسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية والاحصائيات الرسمية بالمغرب. ولذلك نلتمس منكم السيد الوزير العمل على اختيار قاعة أخرى في مدينة طنجة تراعي مبدأ تكافؤ الفرص وتكون أسهل ولوجاً لعموم المواطنين، حتى يستمتعوا بأفلام المهرجان ويتابعون فعالياته ، ويساهمون في إثراء النقاش حول الأفلام الطويلة والقصيرة والوثائقية ويشاركون في حفل افتتاح المهرجان وحفل اختتامه.
إن في اختيار قاعة بدون ولوجيات مخالف لاتفاقية الأمم المتحدة التي وقع عليها المغرب والتي تقول مادتها التاسعة ،( تقتضي الاتفاقية بأن تحدد الدول العقبات والمعوقات التي تعترض إمكانية الوصول، وأن تزيلها، وأن تكفل إمكانية وصول الأشخاص ذوي الإعاقة إلى البيئة المادية المحيطة بهم) ومعاكس للبرنامج الوطني “مدن ولوجة” وتناقض صارخ مع دستور المملكة الداعي إلى المساواة وتكافؤ الفرص، والقانون الإطار 13/97 الذي تنص ضرورة على توفير الولوجيات في بعدها الشامل، وتزويد الفضاءات والبنايات المفتوحة في وجه العموم القائمة منها أو التي في طور الإنجاز بالولوجيات اللازمة كمنطلق أساسي لكل سياسة اندماجية للأشخاص في وضعية إعاقة، تساهم بشكل رئيسي في الرفع من استقلاليتهم، عبر إزالة كل الحواجز البيئية، المادية، التنظيمية وكذا الثقافية التي تحول دون ممارسة حقوقهم وولوجهم لمختلف الخدمات والفضاءات المستقبلة للعموم…
أما إن كانت هناك معيقات قانونية أو تنظيمية تحول دون تغيير القاعة فنلتمس منكم طبقا للقوانين الوطنية والمواثيق الدولية التي صادقت عليها دولتنا العملَ على صرف جزء يسير من ميزانية المهرجان لتجهيز القاعة بمصعدين بسيطين يمكن تثبيتهما في الفراغين بين الدرجين الموجودين في تلك القاعة، ولن يتعدى مبلغ تثبيتهما إلا جزء يسيرا من ميزانية المهرجان لسنة واحدة، حتى يقدم المهرجان صورة مشرفة لبلد يحظى فيه كل المواطنين بالكرامة ويضمن ولوج كل المواطنين لمتابعة جديد سينماهم الوطنية التي تمول وهي مهرجانها من أموالهم.
تحياتي ومتمنياتي لك بالتوفيق.
من عبد السلام الكلاعي، مخرج سينمائي.
عن موقع: فاس نيوز ميديا
