محمد بتشين
محمد بتشين(1926م---) المولود في مدينة قسنطينة والمناضل السابق في جبهة التحرير الوطني وصفوف جيش التحرير الوطني علومه العسكرية في الاتحاد السوفياتي السابق ، وكان عضوا في اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني, واستنطق بعدها من حزب جبهة التحرير الوطني كما عمل معظم العسكريين ، وتولىّ بين عامي 1982 – 1984 قيادة القطاع العسكري في منطقة تندوف في الجنوب الجزائري على مقربة من الحدود مع المغرب ، ورقيّ بتشين إلى رتبة عقيد عام 1984 ليصبح قائدا للناحية العسكرية الرابعة التي مقرّها مدينة ورقلة الصحراوية ، واعتبارا من 1978 تولى قيادة الناحية العسكرية الثالثة التي مقرها ولاية بشّار ، ودعيّ بعدها لرئاسة الأمن العسكري حيث أصبح يشرف على معظم الأجهزة الأمنية ورقيّ إلى رتبة جنرال ، وقد قدم استنطقته في أيلول –سبتمبر- 1990 . وأنصرف بعدها إلى مشاريعه التجارية إلى حتى طلبه اليمين زروال ليكون مستشارا له وأحد أقرب المقربين اليه .
صراعات السلطة
تتهم مراكز القوة في الجزائر محمد بتشين بأنه كان يتطلع للرئاسة وأنّ زروال كان يمهد له الطريق ليكون خلفا له ، وكان على رأس المعارضين للجنرال محمد بتشين الجنرال محمد العماري وحلفاؤه في المؤسسة العسكرية . ولأنّ الصقور كانوا يلجأون إلى الصحافة الفرانكفونية لتصفية حساباتهم فقد شنّت هذه الأخيرة حملة على اللواء محمد بتشين وفتحت الكثير من ملفاته المالية وحتى الأمنية ، واتى هذا الصراع الخفي بين مراكز القوة قبل فترة وجيزة من انتهاء ولاية الرئيس اليامين زروال ، حيث كان الرئيس الجزائري قد فاجأ الجميع في 11 أيول –سبتمبر –1998 بأنّه سيختصر ولايته الرئاسية التي كان يفترض حتى تنتهي في سنة 2000 ، وأعرب أيضا أنّه سيجري انتخابات رئاسية مبكرة.
ووسط الاستعداد للاستحقاق المقبل فتح ملف محمد بتشين الذي نجح في بسط نفوذه على التجمع الوطني الديمقراطي ونجح في فتح قناة تفاوض مع الجبهة الاسلامية للانقاذ ، وكانت الصحف الفرانكفونية تسميه الاسلامي المتحفظ ، وحتى لا يستغلّ قدراته الأمنية وعلاقته القوية بزروال ليكون الرئيس المقبل ، بادر الأخرون في المعسكر الفرانكفوني إلى تحريك لعبتهم والتي سرعان ما نجحت وقدمّ محمد بتشين استنطقته ، حيث بقيّ اليامين زروال وحيدا رغم أنّه عمل المحال حتى يبقيه جانبه ولما لم يتمكّن من لقاءة المعسكر الأخر قبل استنطقة مستشاره على مضض ونسب إلى زروال قوله لمحمد بتشين : يا محمد جئنا سويّة ونمضى سويّة.
وكانت العاصفة الكبرى التي أطاحت بمحمد بتشين وأجبرت زروال على قبول استنطقته هي شهادات قدمها ضابط المخابرات السابق هشام عبّود الذي كان مدير مخط محمد بتشين عندما كان هذا الأخير مديرا للمخابرات الجزائرية ، ويقيم عبّود حاليّا في العاصمة الفرنسية باريس وقد نشرت شهادته جريدة الوطن الفرانكفونية وجريدة الخبر الناطقة باللغة العربية واتى في الشهادة أنّ بتشين قام شخصيّا بتعذيب سياسيين جزائريين في ثكنة سيدي فرج بالاشتراك مع المدعوقدور لحول، صهر الرئيس الشاذلي بن حديث ووالي ولاية تيبازة في ذلك الوقت ، واتى في الشهادة أنّ بتشين جمع ثروات هائلة وحصل على فيلات فخمة مملوكة للدولة الجزائرية، والأخطر من ذلك فانّ هذا الضابط اعترف أنّ رجالات من السلطة قاموا بتصفية خصومهم واتهام اسلاميين مسلحين بقتلهم.
|