تراجعت أسعار النفط خلال تعاملات أمس، بعد يومين من تسجيلها مكاسب، لتتكبد خسارة أسبوعية إثر ضغوط من قوة الدولار ومخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي.
ونزلت العقود الآجلة لخام برنت 97 سنتا أو بنسبة 1 في المائة مسجلة 95.62 دولار للبرميل بحلول الساعة 08:26 بتوقيت جرينتش، كما سجل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 89.59 دولار للبرميل بتراجع 91 سنتا، أي بنسبة 1 في المائة.
ووفقا لـ"رويترز"، سجلت عقود الخامين القياسيين خسائر أسبوعية تقترب من 3 في المائة، وتسببت قوة الدولار في زيادة تكلفة النفط لحائزي العملات الأخرى، بينما شهدت الأسهم الآسيوية والأوروبية انخفاضا.
وفي مؤشر على انحسار اختناق إمدادات النفط، قلت الفجوة بين السعر الفوري لبرنت وثاني أقرب شهر استحقاق للعقود الآجلة بمقدار خمسة دولارات تقريبا عنها في نهاية تموز (يوليو).
وقال محللون في مؤسسة بي.في.إم "الركود العالمي وتأثيره في الطلب في صدارة ومركز المخاوف الحالية نظرا إلى البيانات الضعيفة القادمة من الولايات المتحدة ومنطقة اليورو والصين". وأضاف "مؤشرات تباطؤ نمو الاقتصاد مهيمنة، وقد تكبح الطلب على النفط".
وحد من انخفاض الأسعار، تراجع مخزونات الخام الأمريكية بشدة مع تصدير كمية قياسية بلغت خمسة ملايين برميل من النفط يوميا في الأسبوع الأخير مع تلقي شركات النفط طلبا من دول أوروبية تسعى إلى تعويض الخام الروسي.
قال هيثم الغيص الأمين العام الجديد لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، "إنه متفائل إزاء الطلب على النفط في العام المقبل"، وأضاف قبل اجتماع سيعقد في الخامس من أيلول (سبتمبر) أن "أوبك حريصة على ضمان بقاء روسيا ضمن تحالف أوبك +".
وأوضح أن صانعي السياسات والمشرعين والاستثمارات غير الكافية في قطاع النفط والغاز كلها أمور مسؤولة عن ارتفاع أسعار الطاقة وليس المنظمة.
وقال "إن أوبك +، التي تضم موردي نفط آخرين مثل روسيا، قد تلجأ في اجتماعها المقبل في سبتمبر إلى خفض الإنتاج إذا لزم الأمر، ويمكننا زيادته عند الضرورة، كل هذا يتوقف على كيفية تطور الأمور".
وفي تعاملات البارحة الأولى، حصلت أسعار الخام على دعم من بيانات لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية أظهرت تراجع المخزونات في الولايات المتحدة 7.1 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 12 أغسطس، مقارنة بتوقعات بانخفاض قدره 275 ألف برميل، بينما بلغت الصادرات خمسة ملايين برميل يوميا، وهو أعلى مستوى على الإطلاق.
ويحذر محللون من أن الحظر الذي فرضه الاتحاد الأوروبي على الخام الروسي المنقول بحرا بداية من ديسمبر المقبل وعلى واردات المنتجات في أوائل العام المقبل قد يؤدي إلى خفض الإمدادات بشكل كبير ورفع الأسعار.
لكن في الوقت الحالي، بدأت روسيا في زيادة إنتاج النفط تدريجيا بعد القيود المتعلقة بالعقوبات ومع قيام المشترين الآسيويين بزيادة المشتريات، ما دفع موسكو إلى رفع توقعاتها للإنتاج والصادرات حتى نهاية 2025، حسبما أظهرت وثيقة لوزارة الاقتصاد.
ومن المتوقع أن ترتفع إيرادات روسيا من صادرات الطاقة بنسبة 38 في المائة هذا العام، فيما يرجع جزئيا إلى ارتفاع صادرات النفط، وفقا للوثيقة، في إشارة إلى أن الإمدادات من الدولة لم تتأثر بالقدر الذي توقعته الأسواق في البداية.
من جانب آخر، تراجعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 95.73 دولار للبرميل، مقابل 97.44 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" الخميس إن "سعر السلة، التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق ثالث تراجع على التوالي عقب عدة ارتفاعات سابقة، وإن السلة خسرت نحو ستة دولارات، مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي، الذي سجلت فيه 101.29 دولار للبرميل".