احترق أكثر من عشرة آلاف هكتار من أراضي حديقة القالة الوطنية في الشمال الشرقي للجزائر، التي تتمتع بنظام بيئي فريد في حوض البحر المتوسط وتصنفها اليونسكو محمية للمحيط الحيوي.
وأعلنت الحماية المدنية الجزائرية السبت إخماد أغلب حرائق الغابات التي اجتاحت شمال البلاد في الأيام الأخيرة، فيما أكد خبير احتراق أكثر من 10 آلاف هكتار في حديقة القالة الوطنية الفريدة.
لطالما قيل إنها جمال رباني يحاور البصر، ترافقه موسيقى طبيعية تعج بالحياة.. هذه اللوحة الخلابة تشوهت وانقلب حالها.
جذوع أشجار سوداء وجيف حيوانات متفحمة، والرائحة هنا هي رائحة رماد بدلا من الصنوبر، بعبارة واحدة، كابوس بيئي خلفته حرائق الجزائر، ضحاياها ليسوا من البشر فقط فأكثر من 10 آلاف هكتار من المحميات اختنقت.
منها حديقة القالة، هي ليست حديقة وطنية عادية، بل خزانا رئيسيا للتنوع في حوض البحر المتوسط.
مساحتها الإجمالية تناهز ثمانين ألف هكتار، تعد موطنا لمئات الحيوانات، التي تمنحها ثراء بيولوجيا استثنائيا.
40 نوعا من الثدييات و25 من الطيور الجارحة
أكثر من أربعين نوعا من الثدييات وخمسة عشرين من الطيور الجارحة وما يعادل أربعة وستين طيرا، إضافة إلى تسعة أنواع من الطيور البحرية. جميعها تفضل القالة كموطن لها.
المحمية تعتبر ملاذا آمنا للغزلان البربري الأحمر و60 ألف طائر مهاجر يسافر من أوروبا إلى إفريقيا كل شتاء.
متحف بيئي اعترفت به اليونيسكو
محمية تشكل متحفا بيئيا في الخارج يتميز بمزيج من غابات البلوط والفلين والسنديان أما في الأعماق، فتتراقص أسماك ملونة مع أعشاب بحرية وشعاب مرجانية.
طبيعة جذبت منظمة اليونيسكو للاعتراف بالقالة كمحمية طبيعية، ووصفت اليونيسكو القالة بأنها فسيفساء من النظم البيئية البحرية.
لتأتي حرائق الجزائر وتسرق لقب التتويج هذا من القالة، هي ربما رؤية متشائمة لكن الأمل كبير بإعادة الرونق والبساط الأخضر للغابات.
