صلي نيافة الحبر الجليل أبينا الحبيب والمكرم الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران” أسقف إيبارشية أوتاوا ومونتريال وشرق كندا، القداس الإلهي صباح اليوم الأحد الموافق 21 أغسطس في كنيسة السيدة العذراء مريم في بروسار “سانت أوبيرت”، وقام بخدمة القداس الإلهي مع نيافته أبونا الحبيب والغالي القمص سيرافيم يوسف، وأبونا الحبيب والغالي أبونا كيرلس مراد وأبونا الحبيب والغالي أبونا تادرس المصري كهنة الكنيسة، وسط مشاركة عدد كبير من شعب الكنيسة، بعد صلاة عشية أمس ودورة السيدة العذراء في شوارع مدينة بروسار والتي شارك فيها الآلاف من الأقباط قدموا من مختلف كنائس الإيبارشية من مختلف مدن الكيبيك وكندا.

= الأسرة المسيحية مركزها.. السيد المسيح .. لتطردوا كل المشاكل من البيت

قال أبونا الأسقف جزيل الاحترام الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران”، في العظة بعد قراءة الإنجيل المقدس: تحل علينا نعمته وبركته من الأن والي الأبد أمين . وكل سنة وانتوا طيبين بعيد ستنا أم النور، وعملنا العشية أمس مبكرا ليحضرها أكبر عدد ممكن من الشعب. والسيدة العذراء نسميها “أم النور”، هي “أم”، “أم السيد المسيح”.

ونريد أن نعمل تعريف ماذا تعني الأسرة؟ كل الكتابات تعلمنا أن نكون أسرة، أسرة مسيحية. وهناك أسر كثيرة معتقدات مختلفة عنا. وأريد اليوم أن نتحدث عن ما هي الأسرة المسيحية، قانون الإيمان الذي نقوله هو المنهج الذي يجب أن نطبقه داخل الأسرة .

فنحن نقول: نؤمن بإله واحد الله الآب .. لذا يجب أن يقال قانون الإيمان، ويطبق لأن به كل السلوكيات والإيمانيات. نحن كأسرة مسيحية، يجب أن نكون كأسرة مسيحية علي صورة السيد المسيح، وليس صورة أرضية، ولا يجب أن نخاف أن نذهب للسماء. الأسرة المسيحية، ملكها أو سيدها أو مدبرها هو شخص السيد المسيح. منذ بدء الزواج، واختيار شريك الحياة، حيث في صلاة الاكليل السيد المسيح هو الرابط لهذا الاتحاد. لذا لا تنسوا أنه موجود في البيت، وهو رب البيت، ويعطي لكل وحده مسؤولياته.

عندما نقول نؤمن باله واحد، في المهجر، نجد أولادنا يتحاربوا بأن ربنا غير موجود ، ونحن لا يجب أن نعبد آلهه أخري ، مثل المال أو الذات أو الغضب أو الشهوة. ارجوكم في اسم المسيح، اهدموا كل هذه الالهه. وقولوا نؤمن بإله واحد. حتي لو كانت هناك مشاكل في الاسرة مع الأبناء، إن عبادة إله واحد، ستطرد كل المشاكل، وتضعون ثقتكم في الله الواحد، عندما تقابلوا أي مشاكل.

= إله واحد .. وحدانية الأسرة .. السبيل إلي الخلاص من تنصيب الآباء نفسهم كآلهة

أضاف أبونا الأسقف جزيل الاحترام الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران”: الجأ إلي الله الواحد، الذي تؤمن به. آيات كثير صنعها البحر، مثل عبور موسي والشعب وسط البحر الأحمر، وكان هناك الخلاص. أؤمن بإله واحد. فتش في قلبك، ويجب أن تجد إله واحدة، يعني وحدانية، الإسرة يجب أن يكون فيها إله واحده، إذ يمكن أن يتعامل الآب أو الأم علي أنهم آلهه، لا تعبد السيد المسيح، ويبتعدون عن الكنيسة والإله الواحد، رغم أنهم مسيحيين بالاسم.

= الثالوث القدوس .. الثلاثة أقانيم .. جسد ونفس وروح ..

أوضح نيافته: في قانون الإيمان، الثالوث القدوس، الثلاثة أقانيم، نحن عبارة عن جسد وروح ونفس، هو نفس المنطق، كل إقنوم يعمل عمل متميز عن الآخر، لكنهم نفس الطبيعة، وهي أقانيم وليس وحدات. وفي الأسرة الذكور والإناث، يجب أن يكون الاحترام والطبيعة الواحدة، وإن كان كل واحد متميز في الأداء، فلكل منهم الزوج والزوجة والأبناء، كونوا آباء وأمهات صالحين لأبناءكم وبناتكم. كما كانت السيدة العذراء، الإنسان مهم أن يكون رب الأسرة، وليس مركز الأسرة، لأن مركز الأسرة فهو السيد المسيح، ربنا الواحد مثلث الأقانيم، وليس هناك لبس أو اختلاط، شأن كل عنصر في الأسرة يعرف مسؤولياته وواجباته، التي أخذها من الله نفسه.

= الفداء والإخلاء .. السلام يسود بين جنبات الأسرة

أكد نيافة الحبر الجليل أبينا الحبيب والمكرم الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران” أسقف إيبارشية أوتاوا ومونتريال وشرق كندا: بعد ذك الفداء، تجسد وتأنس من العذراء، والتجسد فيه تنازل، ترك المجد الإلهي ونزل وأخذ ما لنا من طبيعة بشرية، ومبدأ الإخلاء، سيجعل السلام يسود كل الأسرة، لا تغضب ولا تتعصب إذا غضب أو أخطئ ابنك، خذ قوة من العلي، لذا مهم مبدأ الإخلاء، التنازل عن السلطة والنفوذ، والتفاهم والتنازل مع الاسرة وبين الزوجين، وهذا سيقود إلي التجانس، وسعادة كل فرد، يجب أن ننزل إلي أولادنا ونعيش التحديات التي يعيشونها، ونتجسد حياتهم، مبدأ الإخلاء في الأسرة، ومهم التوقف عن الشكوى من الأبناء، لكن صلوا فقط أمام الله من أجلهم.

الفداء، أنه صلب من أجل خلاصنا، وأخذ كل الخطايا التي لم يفعلها، وحكم عليه بالموت، دون أن يرتكب أي خطيئة، لماذا لا يقوم كل منا بأخذ مبدأ الفداء في الأسرة، حتي لو كان هناك خطئ، خذه وأدخل به كذبيحة، اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون. تصرف علي أنك فادي لكل العائلة، وتصلي لتأخذ معونة، لتطبق مبدأ الفداء في الأسرة.

= الروح القدس .. اجعل جسدك مذبحا مقدسا .. أنتم وكلاء أمام الله

شدد أبونا الأسقف جزيل الاحترام الأنبا بولس “اسقف الرعاية والعمران”: أخيرا مبدأ المعمودية أو ارسال أو سكن الروح القدس، عند المعمودية، نتغير، حيث مدفونين وتتغير طبيعتنا وينفخ الأب الكاهن في وجهنا نفخة الروح الجسد، حيث لم يعد جسدنا، ولكنه جسد مقدس بعد نعمة الروح القدس. اجعل جسدك وكينونتك مذابح مقدسة، من يعاني من الضعف، عليه باللجوء إلي الله، وهو يملئ كل صلاح.

وكل منا يسمي في المعمودية “اشبين” ومعناها الوكيل، يجب أن نربي من أجل الملكوت، فالأب والأم وكلاء صالحين علي رعية الله، لذا في الآخر، سيقول لنا نعما أيها العبد الصالح كنت أمينا في رعاية وتربية أولادك، رجاء ربوا أولادكم ليس علي ملذات العالم، ولكن ربوهم علي صورة السيد المسيح والقيم المسيحية، “فسحوهم ودلعوهم”، لكن يجب أن تضعوا فيهم مبادئ وقيم السماء، فهي نعمة مقدسة، وأنتم وكلاء علي أولادكم وبناتكم، وصلوا أن ربنا يعطيكم العلوفة “الطعام”، قائلين: اجعلني يارب وكيل أمين، وكيل صالح، وعندما سالوا السيد المسيح عن أبيه وامه: أن من يصنع مشيئة أبي الذي في السماوات هو أخي وأختي وأمي. أنت ابني وأنا اليوم ولدتك، ويصبح البيت مقدسا. مهم أن يتجسد كل واحد ويفدي الآخر، وأن يكون البيت به دائما الروح القدس، فيكون بنوك وبناتك مثل غصون الزيتون، “فيكونوا جمال جدا”، مثل شجر الزيتون، والتي تشير إلي الروح المظلل علي البيت.

الله يعطينا ونحن نقول قانون الإيمان، ونتذكر هذه المبادئ، ونحن نلهج في ترديد قانون الإيمان، بحيث لا يكون مجرد مجموعة كلمات نرددها، ولكنه كلام حي، وقانون حق نطبقه. الله يعطيكم النعمة إلي الأبد أمين.