يرويها لـ”الأيام” رئيس الجوق الملكي: هكذا تَنصبحُو على سيدنا يوم العيد بـ”التصبيحة” و”تكلم القطيب” (1)


 

محمد كريم بوخصاص

 

قبل سنة نشرنا حوارا حصريا مع المايسترو أحمد عواطف رئيس الجوق الملكي، وكان ذلك أول خروج إعلامي لهذا الرجل الذي يجرّ خلفه مسارا حافلا يمتد لأزيد من ثمانية عقود و24 سنة في خدمة ملكين، لكننا نعود إليه للمرة الثانية لننبش في ذاكرة الرجل بحثا عن تفاصيل أوفى ما يخص البروتوكول المخزني المنظم لموسيقى القصر، وأشكال حضورها داخل مقر حكم المملكة الشريفة. ورغم أن المايسترو عواطف يبلغ من العمر اليوم 84 عاما (من مواليد 1938) فإنه لم يتقاعد، ويستمر في منصبه مديرا للجوق الملكي منذ العام 1998، حين عينه الملك الراحل الحسن الثاني في هذا المنصب الرفيع في عيد الشباب ما قبل الأخير من وفاته، قبل أن ينال ثقة الملك محمد السادس الذي حافظ له على منصبه، علما أنه قضى قبل ذلك 16 عاما على رأس الجوق السمفوني والفرقة النحاسية التابعة للدرك الملكي.

 

هذا المسار الحافل لعواطف والذي جعله يجايل ملكين لم يأت من فراغ، فقبل أن يصل إلى هذه المرتبة، قضى 12 سنة مديرا للمعهد الموسيقي بالرباط التابع لوزارة الثقافة، والذي دخله شابا باحثا عن منحة، وتسلق فيه المراتب من طالب إلى أستاذ مساعد ثم أستاذ رسمي ثم ناظر للدروس ثم مدير له، وكان وما يزال رائدا لما يسمى بـ”الأناشيد الوطنية”، حيث أن جل أعماله الوطنية غناها كبار الفنانين المغاربة والعرب.

 

في هذا الحوار المثير مع أسبوعية “الأيام” في عددها الجديد الموجود حاليا بـ”الأكشاك”، يتحدث رئيس الجوق الملكي المايسترو أحمد عواطف، عن أنشطة الجوق الملكي خلال جائحة كورونا، حيث قال إن “أنشطة الجوق الملكي باتت مقتصرة على المناسبات الوطنية التي ينظمها البروتوكول الملكي، كـ”التصبيحة” في مقر إقامة جلالة الملك خلال الأعياد الوطنية والدينية”.

 

وفيما يخص التقاليد التي يتبعها الجوق الملكي، أوضح أن كل أنشطة الجوق الملكي تحكمها تقاليد منبثقة من البروتوكول المخزني، بما في ذلك العبارات المستعملة، حيث أن “التصبيحة” تعني أداء موسيقى خاصة في مقر إقامة جلالة الملك صباح العيد للدلالة على طبيعة ذلك اليوم المميز، كما تُستَعمل داخل القصر عبارة “تكلم القطيب”، كإشارة إلى مشاركة الطبال والغياط، حيث تعرف هذه المشاركة بالكلمة السابقة، وهذا النشاط يرمز إلى حلول عيد ديني أو وطني.

 

وحول تفاصيل إحياء”التصبيحة”، قال المايسترو عواطف، إن التصبيحة هي نشاط يقوم به الجوق الملكي في مقر إقامة جلالة الملك للدلالة على أن ذلك اليوم هو عيد، ومعناه “تتصبح على سيدنا”، وهو يرمز إلى احتفال قائد البلاد في ذلك اليوم، ويبقى لرئيس الجوق -يضيف المتحدث- انتقاء المعزوفات التي ستؤدى لجلالة الملك، حيث هناك ديوان خاص بالمناسبات الدينية كرمضان والمولد النبوي الشريف وعيدي الفطر والأضحى، وديوان خاص بالأعياد الوطنية.

 

وفي رده على سؤال “هل هناك مكان خاص بـ”التصبيحة” داخل القصر؟”، أوضح: “تكون في مقر إقامة سيدنا، وهذا بروتوكول قديم”، أما فيما يخص توقيتها، فأشار إلى أن هذا الأمر “يحدده المشرفون على الأنشطة الملكية.

 

وحول الطرائف والكواليس التي يتذكرها خلال إدارته للجوق الملكي، قال عواطف إنه”في كل المناسبات تتمنى كرئيس أن تكون عند حسن الظن، وأن يكون عملك مقبولا، لن أدعي أن الأمور تسير دائما بشكل جيد، ففي بعض الأحيان أتلقى ملاحظات، لذلك أشرت سابقا إلى أن سيدنا نصره الله يُرسِل لنا “برقيات”، ومن ضمنها ما يتعلق بالتصبيحة. كما أن جلالة الملك سيدي محمد يتتبع عملنا وكلما كانت له ملاحظة أو توجيه يوجهه إلينا، ونسعى دائما أن نكون عند حسن ظنه، وعند خروجنا نقول: “الحمد لله الأمور دازت بخير”.

تاريخ الخبر: 2022-08-22 00:18:54
المصدر: الأيام 24 - المغرب
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 72%
الأهمية: 73%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية