«تاج الحافظين» منهج قرآني مثير للجدل اعتمدته وزارة التربية السودانية


يشترط في قبول الطالب حفظ القران الكريم وتجويده، ويعتمد على المنهج المضغوط ودمج المقررات التي تدرس في 10 أشهر.

الخرطوم: التغيير: سارة تاج السر

اعتمدت وزارة التربية والتعليم، في مايو الماضي نظاما تعليميا باسم “تاج الحافظين” كنظام تعليمي للراغبين بجميع ولايات السودان.

يشترط في قبول الطالب حفظ القران الكريم وتجويده، ويعتمد على المنهج المضغوط ودمج المقررات التي تدرس في 10 اشهر اي فصلين دراسين 5 أشهر لكل فصل.

وفي 18 مايو الماضي، أصدر وزير التربية والتعليم المكلف محمود سر الختم الحوري، قرارا وزاريا بالرقم 29 والخاص بتوفيق أوضاع نظام تعليم تاج الحافظين.

ونص القرار على إصدار لائحة خاصة بالأخير واعتماد المنهج المضغوط لمدارس مرحلة الأساس وفلسفة تفريد وتسريع التعليم.

مراحل تاج الحافظين

عضو منظمة تاج الحافظين عوض الكريم إسماعيل إبراهيم، أوضح لـ(التغيير)، مراحل نظام تعليم تاج الحافظين.

والتي قال أنها تتكون من أولا “رياض الصالحين” المستوى الأول- رياض الصالحين، ويدرس فيه الطفل منهج الخبرات على طريقة نور البيان.

أما المستوى الثاني – رياض الصالحين، يكمل فيه دراسة الخبرات على طريقة نور البيان.

وعندما يتخرج التلميذ من الروضة وعمره 6 سنوات يكون قد تعلم الكتابة والقراءة وقراءة المصحف بالأحكام، وحفظ من جزء إلى جزئين (عم وتبارك).

أما مرحلة تحفيظ القرآن الكريم فهي تشمل تمهيدي تاج الحافظين.

وهي مرحلة نظامية لتحفيظ القرآن الكريم للتلاميذ الذين تخرجوا من الروضة مع منهج أكاديمي مصاحب من المواد الاساسية (رياضيات، عربي، انجليزي، تربية اسلامية).

وفي المرحلة الابتدائية بمدارس تاج الحافظين، بالمستوي الأول تقرر دمج مقرر الصف الأول والثاني والثالث الابتدائي كما هو معمول به سابقا.

أما في المستوي الثاني تقرر دمج مقرر الصف الرابع والخامس الابتدائي وفي المستوي الثالث يدرس منهج الصف السادس كاملا ويجلس التلميذ لامتحان المرحلة الابتدائية.

ويكون خلال هذه المرحلة قد اكمل حفظ القرآن مع إجادته للغة العربية والإنجليزية والتربية الإسلامية والرياضيات إجادة تامة وبعدها يتفرغ لدراسة المواد الأكاديمية كاملة ليمتحن الإبتدائي قبل أقرانه بعام كامل.

اما في المرحلة المتوسطة فيدمج في المستوي الأول مقررات الصف الأول والثاني المتوسط، وفي المستوي الثاني يدرس منهج الصف الثالث كاملا.

وفي هذه المرحلة يراجع الطالب حفظه من القرآن مع دراسة الفصل الأول والثاني في عام واحد 10 اشهر ليمتحن المتوسط بمنهج الوزارة القومي خلال 5 أشهر.

ليكون مجمل دراسته عامين إثنين، وفي مدارس تاج الحافظين الثانوية.

نظرية التسريع

وأوضح إسماعيل ان نظام تعليم تاج الحافظين، يعتمد على نظرية تسريع التعليم.

حيث يكمل المرحلة بالمنهج القوي كاملا خلال سنتين، الصف الأول في سبعة أشهر وإجازة شهر، الصف الثاني في سبعة اشهر وإجازة شهر، الصف الثالث في سبعة أشهر.

ومن ثم يمتحن الحافظ للشهادة السودانية ويدخل اي جامعة وأي كلية حسب نسبته ودرجاته ورغبته.

كما يمكنه الدخول لجامعة تاج الحافظين في المعمورة بالخرطوم التي يتم فيها إكمال البكالوريوس خلال ثلاث سنوات.

لجنة من المناهج

شكل الوزير لجنة من المركز القومي للمناهج والبحث التربوي لإعداد وتنقيح المنهج المضغوط “المدمج” لمدارس تاج الحافظين.

وذلك بما يتوافق والسلم التعليمي، وأعلن القرار عن تبعية مدارس تاج الحافظين للتعليم الديني بوزارة التربية والتعليم الاتحادية.

بجانب إنشاء أقسام لها بإدارات التعليم الديني بالآيات، واشار القرار الى اعتماد تقويم خاص بتلك المدارس وتعميمه على الولايات.

على ان لايتجاوز عشرة اشهر كما طلب القرار اعتماد المنهج المترجم وتنقيحه وطاعته.

مزايا النظام

نظام تاج الحافظين نظام قديم تم تنفيذه في العام 2012، والآن تم تطويره وإعادته بواسطة الشيوخ والخيرين الذين وفروا له الدعم اللازم ليصبح نظام تربوي يخضع لوزارة التربية والتعليم.

وينقسم إلى عدة مستويات حسب حديث سابق لوزير التربية والتعليم.

ويمتاز التعليم المذكور بالعام الطويل10 أشهر على النظام العادي 7 أشهر.

الى جانب تقليل سنوات الدراسة مع كثرة الإستفادة بحفظ القرآن الكريم، وإختصار ثلاث سنوات للطالب في كل المراحل ليستفيد منها في مرحلة الجامعة.

واعتبر إسماعيل ان من اهم مميزات النظام التسريع والتفريد، وأشار الى ان اختلال مدة العام الدراسي ليست ميزة خاصة بتاج الحافظين فالمدارس الأجنبية لها تقويم خاص.

وراي ان النظام بمثابة المحضن التربوي الآمن بغرس القيم الفاضلة وأخلاق القرآن، ويغيب عنه “مايسمى بالفاقد التربوي” ويتضمن التقني والحرفي المصاحب.

انتقادات للنظام

رغم الامتيازات التي تحدث عنها عضو منظمة تاج الحافظين الا ان آلاراء تباينت حول مدراس تاج الحافظين وسط مؤسسات تعليمية وخبراء تربويين.

حيث تحفظت إدارة المناهج على السلسلة استنادا على عدد من المعايير من ضمنها محتوي المنهج المقدم.

حيث يشترط فيه ان يكون تربويا يراعي تطوير المهارات مع مراعاة الجودة.

وقالت عضو المكتب التنفيذي للجنة المعلمين السودانيين مدير إدارة التعليم الخاص السابقة بوزارة التربية والتعليم درية بأبكر لـ(التغيير): إن إدارة المناهج تحفظت كذلك على قصر سنين المدرس.

حيث يتقلص الأساس من 8 سنوات الى 4 إلى جانب أن المقررات مضغوطة والمناهج تشترط ان تكون أيام الدراسة كاملة.

واعتبر التربوي والمختص في سياسات تكنولوجيا التعليم الأستاذ عمر بابكر حسن، انه لأيمكن ان يطلق على تلك المدارس نظاما، وانما نمط من التعليم يسعى إلى تكوين طلاب وطالبات بأيديولوجية معينة مستقبلاً.

وأوضح بانه مطبق منذ العهد المباد مما يشير إلى وجود هدف إستراتيجي من وراء هذا النمط من التعليم والذي بالضرورة يخدم مشروع أحادي ليس له صلة من قريب أو بعيد بغايات وآمال الشعب.

وقال حسن: بعض الروايات تفيد بأن فكرته جاءت جراء رؤية منامية من أحد قادة المشروع الإسلاموي المدحور، مما يدلل على أنه لا يستند إلى أي أساس علمي وتربوي سليم.

وذكر بان اغلب النظريات التربوية والتعليمية الحديثة تتفق على أسس لأي نظام تعليمي متطور في ظل الثورة الصناعية الرابعة” الثورة الرقمية” أبرزها أن يبنى على الدراسات العلمية المستندة على الخبرات والتجارب السابقة المتراكمة.

الأمر الذي قال إنه لا ينطبق على هذا النمط من التعليم، وأشار الى انه من المهم الإقرار بأن هذه التجربة ما زالت في طور جنيني لم تظهر نتائجها بعد.

لكنه قال إن العديد من المؤشرات تدلل على خللاً بنيوياً في هيكل ومحتوى هذا النمط من التعليم.

ويلاحظ أن تطبيق هذا النمط من التعليم يتم بصورة متباينة من حيث البيئة المدرسية، تدريب المعلمين، أساليب التدريس من منطقة إلى أخرى، حسب إفادات بعض المعلمين والمعلمات الذين درسوا في هذه المدارس.

وذكر حسن لـ (التغيير)، بأن عدد من أصحاب المهنة اكد وجود تباين واضح بين مدارس الخرطوم والمدارس الأخرى في الولايات.

واعتبر أن تقليص عدد السنين يعد تجاوزاً كارثياً يهدف إلى دغدغة مشاعر أولياء الأمور الحادبين على أن يختصر أبنائهم وبناتهم سنين الدراسة والسعي للتربح.

مما عده مخالفة تربوية تؤثر في إكتمال النمو بأبعاده المختلفة.

واتهم حسن القائمين على أمر هذا النمط من التعليم بالسعي المحموم لإقامة لقاءات مع المسؤولين من أجل جعله واقعاً، منتهزين فرصة الردة السياسية والدستورية لتمرير عدد من السياسات الخاصة من خلال إقامة الورش المسماة مجازاً علمية.

وذلك من أجل تثبيت وتمرير هذا النوع من التعليم.

وقال: أي عملية تطوير وتقييم يجب أن تتم في ظل واقع معافى، يستطيع فيه كل أصحاب المصلحة في التعليم من الادلاء بارائهم بكل حرية وهذا لا يتوفر الآن.

مع وضد

نقاشات اخري تناولت نظام تاج الحافظين عبر منصات التواصل الاجتماعي في قروب تربوية وتعليمية من بينها” معلمو ومعلمات ولاية الخرطوم” رصدتها (التغيير).

حيث كتبت جيهان عوض قائلة: منهج تاج الحافظين سيغلق الإبداع والابتكار ويجعل عقول الأطفال كانما لوح او كتاب تحتاج للشيخ اوالكاتب لتتحرك.

فيما اعتبر حامد عبدالله ان السلسلة بصورتها الحالية يمكن ان تساعد في تعليم اللغة لكنها لاتعلم التلاميذ اللغة بمعناها الواسع.

وذلك لان تعليم اللغة لايختلف عن تعليم أي مادة مثله مثل التاريخ والرياضيات والعلوم أي بمعني ان ذلك يحتاج الى منهج متكامل يتوفر فيه شروط اعداد المناهج العلمية المتعارف عليها ويشارك في وضعها المعلمون والتلاميذ والموجهون وإدارة التعليم من الوحدة الى الوزارة الى أولياء الامور والمجالس التربوية وكليات التربية ومعاهد اعداد المعلمين والخبراء في المجالات المختلفة.

ومن ثم تدعيم هذا المنهج بالخطط والأهداف والاستراتيجيات والأنشطة والإجراءات والتدريب التي من شانها ان تساعد في تطويرها وتحسينها مع مراعاة وضع القوانين التي تحميها.

ومن ثم تجربتها تجربة عملية بعد اجراء البحوث والدراسات حولها على مدارس كليات التربية في معظم الجامعات للتأكد من إشباع حاجات المعلمين.

وتساءل عبدالله هل تاج الحافظين مر بجميع هذه المراحل المتعارف عليها في اعداد المناهج او جزء قليل منها؟.

واعتبر ان السلسلة ستظل مثلها مثل أي كتاب تم إعداده دون تخطيط وبدون منهج معروف.

وستكون مخرجاته قليلة وسيظل قاصر على هدفه الذي من اجله الف وهو تعليم بعض الأطفال وليس جميعهم بعض مبادئ القراءة والكتابة.

بالمقابل وصف اخرون المنهج بالنظام المبارك الذي ستحل به البركة وسيخرج جيل يحفظ القران ويحفظه ، واستنكرت أم مازن الانتقادات الموجهة لتاج الحافظين وقالت في ذات القروب: “الناس بتمش كمبوني. الراهبات وفرانسيس واليونتي” ولكن لم نسمع بأستاذ اعترض الا عندما يتعلق الامر بتاج الحافظين”، واضافت أن البرنامج اختياري.

وذكر الطيب الدقاش ان المشكلة ليست في الحفظ فقط بل فيمن يعمل بالأحكام والأوامر والنواهي حفظا دون تفسير.

واكد بان هي نفس أزمة التعليم في الإنقاذ التي انتهي بهم الامر مع الدواعش طبقا لوصفه.

رقابة الوزارة تقطع الطريق

درية نبهت الى نقطة مهمة وهي تبعية تلك المدارس لوزارة التربية والتعليم، بواسطة إدارة التعليم الديني بعد ان كانت قصرا على الخلاوي.

حيث وصفتها بالخطوة السليمة لان عدم الرقابة على هذا النوع من التعليم من شانه افراز جيل من المتطرفين “الدواعش”.

وأشارت الى ان تاج الحافظين هي عبارة عن مدارس قرآنية تقوم على منهج يعتمد على حفظ القران بالأساس.

بالإضافة الى تدريس باقي المواد من رياضيات ،علوم، تاريخ …الخ.

واستخدام التقانة في العملية التعليمية من حواسيب وغيرها فضلا عن اللغة الانجليزية.

وقالت ان نظامه اشبه بنظام السمسترات القائم على الفصول الدراسية لتخريج الطالب في عمر صغير.

وهو مشابه للتعليم الأجنبي “بمناهج مختلفة” ويعتمد على رغبة أولياء الأمور، كما يخضع لتقييم تجربة الوزارة عبر موجيهيها.

جيل مشبع بالعلوم الإسلامية

من جانبه دافع مدير التعليم الديني بوزارة التربية والتعليم طارق مصطفي مامان، عن منهج تاج الحافظين ووصفه بالمدخل للعملية التعليمية بمختلف مساراتها.

وقال بدلا من ان نخرج حافظ قران يعمل في المساجد، يكون هناك خريج طبيب، فيلسوف، فني معامل، باحث في العلوم الإنسانية.

واكد مامان لـ (التغيير) بان تاج الحافظين مر على خبراء وتربويين في قسم المناهج وتم إجازته.

واعتبر ان المنهج المضغوط من شانه ان يخرج طالب في سن صغيرة متميز بالذكاء الخارق.

وأضاف: من السهل بعد حفظ كتاب الله التعرف على العلوم الإنسانية الأخرى.

مستشهدا بتكليف واعتماد الرسول صلي الله عليه وسلم على أسامة بن زيد في في المهام الحربية.

واكد مدير إدارة التعليم الديني بالوزارة ان الهدف انشاء جيل قراني متشبع بالعلوم الإنسانية والدراسات الإسلامية بعيدا عن التشييع والتطرف.

وأشار الى ان مدارس تاج الحافظين حققت نجاحا باهرا في امتحانات مرحلة الأساس بنسبة91٪؜.

تاريخ الخبر: 2022-08-22 18:24:31
المصدر: صحيفة التغيير - السودان
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 49%
الأهمية: 56%

آخر الأخبار حول العالم

دورة مدريد لكرة المضرب: الروسي روبليف ي قصي ألكاراس حامل اللقب

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-02 12:24:39
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 51%

هذه أبرز نقاط الخلاف التي تحول دون التوصل لاتفاق هدنة في غزة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 12:25:18
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 70%

هذه أبرز نقاط الخلاف التي تحول دون التوصل لاتفاق هدنة في غزة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 12:25:24
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 66%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية