الأم المصلية


كل عام وحضراتكم فى ملء النعمة والبركة بمناسبة عيد اعلان اصعاد جسد أمنا العذراء مريم، وخلال هذه الأيام يحلو للكنيسة أن تتأمل فى صفات والدة الإله العذراء كل حين.. ومن أهم الصفات التى تميزت بها هى: “الصلاة الدائمة”..

مفهوم الصلاة فى المسيحية هو الاتصال الدائم بين الإنسان والله، وقد كانت حياة أمنا العذراء هى صلاة دائمة مستمرة.. فهى لم تتصل به فقط، ولكنها حوته فى بطنها، وحملته على ذراعيها وسقته لبنها، وقبّلته بفمها الطاهر..

▪ إذا أغمضت عينيها، تحدثت إلى الله داخلها. وإذا فتحتها تحدثت إلى الله المولود منها.
▪ كانت تذهب إلى الهيكل (الحجرى) لتصلى، رغم أنها هى الهيكل التى حوت الله الكلمة. فقد لقبها القديس كيرلس الكبير فى الخطاب الافتتاحى لمجمع أفسس 431م: [السلام لمريم والدة الإله، كنز العالم كله… الهيكل غير الفاسد، مسكن غير المحدود.]
كل قديسى الكنيسة وأبرارها على ممر العصور جاهدوا سنوات طويلة حتى يصلوا الى حياة الاتحاد بالله.. ولكن هذه الطفلة الصغيرة عاشت هذه الوحدة التى تفوق كل عقل.. فصارت أعظم من كل الملائكة والقديسين.. وصارت مثال ونموذج لكل القديسين.

يقول القديس أغسطينوس: [ (كل مسيحي) يحبل بالله في قلبه]. كل مسيحى يتمنى أن يحظى ولو بقدر صغير مما نالته العذراء مريم.

ونفس المعنى يؤكده القديس جيروم قائلاً: [تستطيع أن تكون أمًّا للرب على مثال الطوباوية مريم، التي استحقَّت بطهارة كهذه أن تكون أمًّا لله]

+ وهى طفلة صغيرة علّمها أبويها “يواقيم وحنة” مبادىء الصلاة، فقدما لها نموذجًا عن حياة التقوى والصلاة.. وبعد أن بلغت من العمر ثلاثة أعوام ذهبا بها إلى الهيكل، لتتعبد نهارًا وليلاً وحفظت الأسفار المقدسة.. وهذا ظهر من تسبيحتها الرائعة التى وردت فى (لو1: 46- 55) وبها اقتباسات كثيرة من العهد القديم وخاصّة من سفر المزامير..

يقول القديس أغسطينوس: [حبلت به مريم في ذهنها قبل أن تحبل به في جسدها. حقًا مُطوَّبة هي القدّيسة مريم لأنها قد اُختيرت أُمًّا لكلمة الله، لكنه قبل أن تحبل به جسديًا حملته روحيًا بالإيمان. فقد كانت مثالية في سماعها الكلمة والإنصات لها وإطاعتها، وحفظها متفكرة بها في قلبها.]

+ خلال تسعة شهور الحبل المقدس.. وهى تحمل الكلمة المتجسد داخلها.. فهى فى اتصال دائم مع الله.. الملائكة محيطة بها.. صارت هى شخصيًا سماء ثانية جسدانية.. هل هناك أعظم من هذا؟!

+ وبعد أن ولدت الطفل الإلهى ظلت تحمله بين ذراعيها، تكلمه وتداعبه، وتشكو له، وتمجده وترفعه.. فى صلاة دائمة.. فكل كلامها مع ابنها هو صلاة..

+ وبعد قيامته وصعوده إلى السماء عبدته مع الكنيسة المجتمعة فى العلية “هؤُلاَءِ كُلُّهُمْ كَانُوا يُواظِبُونَ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ عَلَى الصَّلاَةِ وَالطِّلْبَةِ، مَعَ النِّسَاءِ، وَمَرْيَمَ أُمِّ يَسُوعَ، وَمَعَ إِخْوَتِهِ” (أع1: 14).

+ إلى أن نزل ابنها الحبيب مع وفد سماوى رفيع المستوى يوم نياحتها وأخذ روحها الطاهرة منطلقًا إلى السماء لتحيا حياة الاتحاد والفرح الحقيقى..

فهى شعرت بحضور الله فى حياتها خلال كل مراحل عمرها.

يمتدح القدّيس البابا أثناسيوس الرسولىّ حياة أمنا العذراء قائلاً: [مريم كانت عذراء نقية.. أحبت أن تصنع الخير.. لم تكن ترغب أن يراها الناس.. ولكن كانت تصلى والله حاكمها.. كانت تبقى فى المنزل دائمًا تعيش حياة خفية مستترة.. كانت تعطى المحتاجين بسخاء من القليل الذى كانت تكسبه من عمل يديها.. كانت تصلى إلى الله كشخص يتحدث إلى شخص آخر أمامه.. كلامها كان مُعبرًا وصوتها خاضعًا.. لم تقلق من الموت.. كانت تحزن وتتنهد كل يوم لأنها لم تكن قد وصلت بعد إلى أبواب السماء].

نطلب من الله أن يعطينا أن نتشبه بهذه العذراء، والأم المصلية، ونقدم أرواحنا على مذبح الحب الإلهى. أمين.

تاريخ الخبر: 2022-08-23 09:21:44
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 57%
الأهمية: 61%

آخر الأخبار حول العالم

استطلاع صادم.. 41 % من الأمريكيين يتوقعون حربا أهلية ثانية السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-05-05 21:23:58
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 56%

هيوستن تستعد للأسوأ بسبب فيضانات تكساس السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-05-05 21:23:59
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 68%

هيئة الشورى تعقد اجتماعها الثاني السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-05-05 21:24:01
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 53%

80 شركة سعودية تستعرض منتجاتها في قطر السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-05-05 21:24:00
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 60%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية