قال الدكتور عبد المسيح سمعان أستاذ التربية البيئية بجامعة عين شمس ورئيس لجنة الجغرافيا والبيئة في المجلس الأعلى للثقافة، إنّ ما يشهده العالم في الآونة الاخيرة من جفاف أنهار في أوروبا وسيول وأمطار في دول الخليج، هو نتيجة حتمية لما حدث من تغيرات مناخية وما تبعها من ظواهر الاحتباس  الحراري، مشيرا إلى أن تأثير التغيرات المناخية لن يتوقف عند هذا الحد وما نراه في مصر من موجات برد شديدة وحر شديد هو أحد  نتائج التغيرات المناخية.

نسبة غاز ثاني اكسيد الكربون 

وأضاف في تصريحات لـ«الوطن»، أن نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون الطبيعية في الغلاف الجوي 0.03% وهي نسبة  قليلة وتسمح لأشعة الشمس بالوصول إلى الأرض دون أي موانع لأنها تسقط بأطوال موجية قصيرة، وعندما تمتص الأرض ما تحتاجه تعكس الزيادة ويتغير الطول الموجي للشعاع إلى طول موجي طويل ومن سمات غاز ثاني أكسيد الكربون أنه لا يسمح للأطوال الموجية بالصعود للفضاء فبالتالي نسبة ثاني أكسيد الكربون قليلة لأنها تحبس بعض الحرارة وتنطلق الإشعاعات للفضاء الخارجي.

وأشار إلى أن الوقت الحالي شهد تضاعف نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون، ويعني ذلك زيادة ظاهرة الاحتباس الحراري فمنذ عام 1860 حتى الآن زادت درجة الحرارة إلى 1.2 درجة وهذا يعني أن تداعياتها كبيرة إذا وصلت لدرجة ونصف وسيكون للتغيرات المناخية تأثير على كل دول العالم وبينها مصر.

ماذا يحدث حال زيادة درجات الحرارة

وتابع أستاذ التربية البيئية: «إذا استمر العالم على نفس المنوال وارتفعت درجات الحرارة لأكثر من درجة ونصف الدرجة سيؤدي ذلك إلى ذوبان الثلوج في القطبين الشمالي والجنوبي لترتفع مناسيب المياه في البحار والمحيطات ويحدث ما يسمى بالسيول وتمتد المياه للمدن الساحلية الأمر الذي يؤدي إلى غرقها ونظرا لأن مصر لديها شواطىء كثيرة بالبحر المتوسط ولها أطوال على السواحل ممكن أن تتأثر جراء تغيرات المناخ كنتيجة لامتداد مياه البحر إلى المناطق اليابسة».

تأثير التغيرات المناخية

وعن تأثير التغيرات المناخية قال: «كل المخلوقات متكيفة مع المناخ كالنبات والحيوان والطيور، وهو ما يسمى بالتنوع البيولوجي والنظم البيئية الطبيعية وكلها تتأثر أيضًا فالنبات الذي ينمو في مناخ طبيعي يتأثر حال حدوث خلل في هذا المناخ يؤدي إلى ضعف إنتاجيته، كما يؤثر على الطيور ويؤدي إلى نفوقها نتيجة الحرارة الشديدة».

واستكمل: «للأسف مصر ودول قارة أفريقيا الأكثر تأثراً بالتغيرات المناخية لأنها تعاني من مشكلات عديدة كالتصحر ومشكلات في المياه رغم أنها أقل البلدان تلويثاً للبيئة فهي الأقل في إحداث الظاهرة والأكثر تأثراً بها، لكن الثابت والواقع أن كل الدول تتأثر على مستوى العالم من ظاهرة التغيرات المناخية».