اختلفت وجهات نظر علماء النفس في تحليل الأشخاص الذين يدمنون على التقاط الصور الذاتية بكثرة، حيث هناك من يرى أنها صفة نرجسية وحب للتباهي بين الناس واستعراض للمنجزات، وهناك من يجد أن التصوير الذاتي مع الأحباب أو مع النفس يمنح السعادة، حيث ترفع هرمون الدوبامين.

التعبير عن الذات

ترى الأخصائية النفسية ابتهال سعد أن السيلفي يعبر عن الذات، ويستعرض الأحداث المهمة أو ما أنجزه الفرد أمام الناس، وهو بذلك يكون لمتابعيه على مواقع التواصل الاجتماعي مثاليته وجماله، فالشخص يلتقط صورا لنفسه كما يريد أن يراها وتراها الناس، وليس كما هو بالفعل، بل ربما بعيدا عن الواقع. وتضيف أن السيلفي يعد ظاهرة تندرج تحت النرجسية وفقا لكثير من الباحثين، الذين قاموا بدراسات عدة وجدوا فيها أن الأشخاص المغرمون بالتصوير الذاتي المبالغ جدا، قد يصابون بداء العظمة الذي يدفع صاحبه للتعالي والغرور.

كثرة التصوير

من جهتها، توضح الأخصائية النفسية سميرة جامع أن كثرة التصوير الذاتي «سيلفي» من أجل عرض الصور على مواقع التواصل الاجتماعي يؤدي إلى إدمان هذا السلوك من أجل الحصول على إعجاب كبير وزيادة المتابعين. وهذا السلوك له آثار سلبية على الناس، فيجعل الشخص يحرص على نشر الكثير من الصور للحصول على تعليقات، وأحيانا يجد تعليقات مزعجة له إذا كانت الصور دون قيمة، كما أنها تحرمه الاستمتاع بوقته. وزادت جامع أن هناك دراسات عالمية تعتبر أن هذا مرض عقلي جديد يمكن أن يؤدي إلى ضعف الثقة بالنفس، وأيضا قد يعني أن الشاب أو الشابة بحاجة إلى الشعور بالاهتمام الكبير، ورغبة في الإحساس بوجودهما وحضورهما الاجتماعي.

فراغ كبير

وتضيف أن المراهقين والمراهقات أكثر من يستخدمون السيلفي لأنهم يهتمون بنظرة الغير لهم وتحقيق الإعجاب بجمالهم وشبابهم، وينتظرون قراءة ردود وتعليقات جميلة عنهم من الآخرين. وقد يأتي إدمان هذا السلوك نتيجة وجود وقت فراغ كبير ورغبة في الانبساط، حيث يؤدي حصد المزيد من اللايكات والمتابعين إلى تعزيز إشارات الدوبامين، وهو الهرمون المسؤول عن زيادة الشعور بالسعادة في نفس الإنسان، وهو الذي يأتي أيضا من ممارسة الرياضة مثلا أو تناول المكسرات أو شرب القهوة، فهذه الأمور تزيد من الدوبامين. ومن هنا نعرف سبب تعلق الناس بها يوميا، فالكافيين الموجود في القهوة يعزز إشارات الدوبامين في الدماغ، من خلال مستقبلات الأدينوزين، وهي مادة كيميائية في الدماغ تعمل على إنتاج هرمون الدوبامين بكثرة.

ناقل عصبي

وتوضح أن هرمون الدوبامين هو ناقلا عصبيا، وهو مادة كيميائية تصنع بواسطة الخلايا العصبية، ويشارك الدوبامين في إرسال الإشارات والرسائل بين الدماغ وباقي أجزاء الجسم، وهو المركب المسؤول عن الشعور بالمكافأة، يتم إفرازه بعد أي تصرف أو عمل ينجزه الإنسان ويشعر بعده باللذة والرضا مكافأة لما أنجزه.

بعض الأعراض والظروف التي قد ترتبط بنقص الدوبامين

تشنّجات عضلية وارتعاشات.

أوجاع عامة وآلام.

فقدان التوازن.

الإمساك.

صعوبة البلع.

فقدان الوزن أو زيادة سريعة في الوزن.

مرض الجزر المعدي المريئي.

التهابات رئوية متكررة.

اضطرابات وصعوبات في النوم.

الإرهاق وانخفاض طاقة الجسم.

ثقل الحركة والكلام.

المشاعر السلبية؛ يأس، وكآبة، والذنب، والقلق.

تقلب المزاج.

التقليل من قيمة الذات ونقص الوعي الذاتي.

الأفكار الانتحارية.

الهلوسة والأوهام.

انخفاض الدافع الجنسي.