كثيرة هي المواقع الحيوية والاستراتيجية في إسطنبول العريقة، وتشتهر صور "السيلفي" الملتقطة من الأماكن المرتفعة المطلة بجمالية على المدينة، وتلة جامع السليمانية إحدى تلك المناطق الحيوية.

"السليمانية"، تكتسب اسمها من جامع السليمانية، الذي أمر السلطان العثماني سليمان القانوني (1494-1566م) ببنائه، ودُفن فيه.

وكلّف السلطان سليمان المعمار سنان (1489-1588م)، أشهر معماري في العصر العثماني، الإشراف على تشييده.

وفي المنطقة مكتبة السليمانية للمخطوطات الشهيرة، التي تُعتبر من أكبر المكتبات التراثية العريقة في العالم، وتحتوي على أكثر من 70 ألف مخطوطة، مكتوبة بالعربية والتركية والفارسية.

مجمع السليمانية شيده المعمار سنان، وافتتحه السلطان سليمان القانوني، في 15 أكتوبر/تشرين الأول 1557م، داعياً: "يا فتاح".

ويُعَدّ جامع السليمانية، أجمل قطعة أثرية في إسطنبول، لما يتميز به من موقع فريد ورمزية للإمبراطورية العثمانية، واستغرق بناؤه سبعة أعوام.

وشارك في بناء الجامع 3 آلاف و523 عاملًا، منهم 1713 من المسلمين، وبلغ عدد العمال الذين يعملون باليومية فيه ألفي عامل.

وينقسم المجمع إلى 15 قسماً: المسجد، والمدرسة الرابعة، والمدرسة الثالثة، والمدرسة الأولى، والمدرسة الثانية، ومدرسة الطب، وضريح السلطان سليمان القانوني، وضريح زوجته هُرم سلطان، وغرفة حارس الضريح، والمستشفى، ودار الضيافة، ومدرسة دار الحديث، وجناح الزائرين وعابري السبيل، وضريح المعمار سنان، والحمّام.

ويُعَدّ مسجد السليمانية أهمّ أقسام المجمع لما يتميز به من مزيج من الفخامة والأناقة والجمال، كما يعُتبر أحد أهم المزارات التي تجمع بين البساطة والروعة، وتزيّنه الزخارف المستخدَمة في نقوشه، التي تُعتبر أيضاً من الروائع والعجائب في حد ذاتها.

شواهد قبور عثمانية بجانب مسجد السليمانية (AA)

خليَّة نحل

يجاور المنطقة مقر جامعة إسطنبول العريقة، والسوق المسقوفة، ومنطقة بايزيد، وأسواق الجملة المنتشرة بالمنطقة، التي تشبه خلية نحل خلال الأيام العادية إذ يرتادها التجار والمتسوقون.

ويمكن الوصول إلى المنطقة عبر خطوط الترام والحافلات، ولاحقاً التجول بين البيوت والأحياء القديمة لإسطنبول، حيث الأزقة الضيقة والبيوت الخشبية، وصولاً إلى منطقة السليمانية المميزة، التي يعشقها أهالي إسطنبول والقادمون إليها.

وتجمع السليمانية الجانب الروحاني المتمثل بالجامع والمنطقة المحيطة به، والجانب السياحي، لإقبال السياح على الجامع ولمشاهدة المناظر المميزة، وانتشار المقاهي والمطاعم المختلفة.

لقطة سيلفي وإطلالة ومطاعم

لعل أبرز ما يشدّ السائحين للمنطقة هو الإطلالة المميزة التي تجعل كل وافد إلى المنطقة يلتقط الصور التذكارية لنفسه ولمن يرافقه، ومنها لقطة السيلفي الشهيرة التي يفضّلها زائرو المنطقة ومحبو إسطنبول.

ويحرص الزائرون على إظهار خليج القرن الذهبي وبرج غلطة الأثري ضمن صورهم، إذ تظهر الأحياء الأوروبية في هذا المشهد وصولاً إلى الأحياء الواقعة في الجانب الآسيوي.

صور للقمر الدامي فوق مآذن جامع السليمانية (AA)

ويجلس آخرون على تلك الأماكن المرتفعة التي تقع على حافة الجامع، للاستمتاع بالمشهد ومراقبة الطيور ومحاولة إطعامها، والاستمتاع بمشهد المدينة، وعبور السفن على خليج القرن الذهبي، ومرور المشاة والسيارات.

هذه الإطلالة توفّرها مقاهٍ ومطاعم بالمنطقة، يفضّل الزائرون والسائحون الجلوس بها والاستمتاع بتناول الطعام التركي وشرب الشاي، ومشاهدة إسطنبول برؤية بانورامية مدهشة.

كذلك في المنطقة مطاعم ومقاهٍ من طراز آخر، تقع داخل البيوت التركية القديمة التي بداخلها فسحة كبيرة، وهي مغلقة تقي من حر الصيف ومطر الشتاء، ويُقبِل عليها السائحون والزائرون ليشمّوا من خلالها عبق التاريخ.

يقصد كثيرون الجامع من أجل أداء العبادات والصلوات (AA)

وفي شهر رمضان المبارك يُعتبر جامع السليمانية من أبرز الأماكن التي يستهدفها الزائرون والصائمون من أجل أداء الصلوات والعبادات، وعندما تكون حالة الطقس جيدة تشكّل باحات وحدائق الجامع مكاناً محبَّباً لإفطار الصائمين.

TRT عربي - وكالات