دراسة في ثيئوتوكية واطس ليوم الجمعة (٣)

بقلم: م. منير وصفي بطــرس

باحث في موسيقى الألحان القبطية

مـدرس مــــادة اللــــحن الكنــــسي

بمعــــهـــد الرعـــــاية والتـــــربيـة

القالب الموسيقي للحن ثيئوتوكية يوم الجمعة الواطس

كل سنة وحضراتكم طيبين بمناسبة ذكرى عيد صعود جسد القديسة العظيمة أم الله العذراء مريم، الذي احتفلنا به منذ أيام قليلة، وهذه الذكرى المباركة تكون في 22 أغسطس الموافق 16 مسرى من كل عام، نحتفل بعيد العذراء فهي الأم الحنونة الشفيعة المؤتمنة أمام ربنا يسوع المسيح، نطلب شفاعتها عنا في كل حين.

تطبيق الأفكار اللحنية للمرد على كل أرباع الثيئوتوكية:

نلاحظ في هذه الثيئوتوكية العجيبة توافق في الأفكار اللحنية الموجودة في المرد مع أغلب أرباع الثيئوتوكية.

بالنسبة لأول عبارتين في الأرباع:

فيهما تشابه في السياق اللغوي، كما هناك تشابه ايضاً في العبارات الموسيقية وتشابه في الركوز الموسيقي أيضاً، أما من ناحية الأفكار فبعضها أفكار متشابهة، والبعض الآخر عبارة عنمقارنة في المعنى، هذه المقارنة توضح حالتين متباينتين تصل أحيانا إلى التضاد.

بالنسبة للتشابه نجده في هذه العبارات: (مباركة أنت في النساء –ومباركة ثمرتك)، (لأنه قد أشرقت لنا منك – شمسُ البر)، (مباركة أنتِ أفضل من السماء – ومكرمة أفضل من الأرض)، (مباركة أنت يا مريم – ومباركة ثمرتك).

وبالنسبة للمقارنة يوضح مابين حالة القداسة التي تخص الله وعظمة لاهوته، ومابين إتضاعه عندما تجسد كإنسان من العذراء التي حملته وتغذى من لبنها، وهذه الأفكار نجدها في هذه العبارات التالية: (لأن الذي على الشاروبيم – أتى وتجسد منك)، (السارافيم يمجدونه – حملته على ذراعيك)، (الكائن قبل الدهور – أتى وتجسد منك)، (هو أخذ جسدنا – وأعطانا روحه القدوس)، وأحياناً يصل التعبير إلى التضاد في المعنى، عندما يُبَين الإختلاف مابين العذراء وأي إمراة أخرى في الكرامة كما في العبارات الآتية: (ليس من يشبهك – يا مريم العذراء)، (نساء كثيرات نلن كرامات – تعاليت أنت أكثر من جميعهن).

بالنسبة للعبارة الثالثة في الأرباع:

التي ترتكز على درجة موسيقية ثانوية نغمتها أعلى وبها معاني التعجب من الأمور الفائقة: (يامريم يا أم الله)، (أنت فقت كل فكر)، (الملائكة تكرمك)، (حتى اتحدنا به)، (أيتها العذراء أم الله)، (وجعلنا واحدا معه)، (لأنك أنت فخر العذارى)، (بستان العطر)، (ونقض العداوة عنا)، (رد الإنسان مرة أخرى)، (يبشرني بفرح).

العبارة الرابعة والأخيرة في الأرباع:

وفيها التطويل في معاني تحتاج إلى التأمل، كما أنها تُكَمِل معنى العبارة السابقة: (لأنه الخالق)، (من يقدر أن يصف كرامتك)، (والسارافيم تمجدك)، (من قبل صلاحه)، (فخر البتولية)، (خرج من بطنك)، (من قبل رأفته)، (ومخلص كل أحد)، (ينبوع ماء الحياة المقدس)، (قرر لنا سلامه).

إن ثيئوتوكية الجمعة أظهرت حكمة الكنيسة في تثبيت إيمانها في نفوس وعقول أبنائها، فصاغت كلمات لها إيقاع ووزن موسيقي في جمل لحنية غاية في البساطة والسلاسة، ومرد هذه الثيئوتوكية يحمل معاني بلاغية عميقة ولكنها بسيطة تجمع كل أفكار هذه الثيئوتوكية،فيسترجع الإنسان إيمانه كلما يردد هذه الألحان فتثبت داخله معاني لاهوتية محفورة في أذنه وعقله وكيانه، فيسبح بها ابن الله الذي لأجل محبته جاء وتجسد لأجلنا وخلصنا فلنسبحه ونمجده ونزيده علوا إلى الأبد.

التحليل الموسيقي للحن بالنوتة الموسيقية

رابط اللحن بالقبطي بصوت المعلم إبراهيم عياد

رابط اللحن بالعربي بصوت الشماس المُرتل بولس ملاك

توافق مابين المرد المتكرر وأرباع الثيئوتوكية في الأفكار اللغوية والأفكار اللحنية

العبارتين الأولى والثانية

لهما ركوز موسيقي أساسي

فيهما تشابه في الألفاظ

وتكرار أو مقارنة في المعنى

العبارة الثالثة

لها ركوز موسيقي ثانوي

يوحي بالتعجب لأمر فائق

كما أنها نهاية غير كاملة