حالة من الضبابية والتوجس، تسود أوساط المعلمين وأولياء الأمور، في مدارس المجلس الأفريقي للتعليم الخاص، بعد أيلولة إدارتها مرة أخرى لمنظمة الدعوة الإسلامية المحلولة بواسطة لجنة إزالة التمكين.
التغيبر : الفاضل إبراهيم
تأتي حالة الضبابية، بعد عودة الطاقم الإداري القديم الذي كان يُدير المدارس قبل سقوط النظام المخلوع والذي تم إرجاعه بعد انقلاب 25 أكتوبر الماضي، منهياً إدارتها بواسطة لجنة إزالة التمكين.
تتزايد المخاوف وسط المعلمين والطاقم الإداري من ضياع المكاسب التي تحققت في عهد الإدارة السابقة، بعد فصل المدارس من المنظمة، حيث أصبح للمدارس استقلالية مالية تمكنت من خلالها الإدارة السابقة من زيادة المرتبات وصيانة المدارس من أموال المدارس التي كانت نسبة ٢٥% من أموالها تذهب للمنظمة بحسب الإدارة السابقة، فى حين كان مرتب المعلم لا يتعد الـ( ٥) آلاف جنيه في ذلك الوقت.
وحسب مصادر تحدثت لـ(التغيير)، فإن بعض منسوبي الإدارة الحالية التي جاءت بهم المنظمة عقب استلامها المدارس التي تبلغ أكثر من (٤٢) مدرسة داخل وخارج السودان كانت لجنة التمكين قد أجرت مع بعضهم تحقيقا حول اختفاء مرتبات (٨) أشهر تخص المعلمين ببنك أمدرمان الوطني، إلا أن التحقيقيات لم تسفر عن شيء وظلت القضية تشكل لغزاً غامضاً حتى الآن.
سياسة التشفي
أيضاً هنالك شكاوى وصلت (التغيير) بنقل معلمين من القاهرة للخرطوم كانت الإدارة السابقة قد تعاقدت معهم لمدة عامين للعمل بمدارس المجلس الأفريقي في مصر، ولكن الإدارة الحالية طالبتهم بالرجوع فورا مما أثار مخاوف من انتهاج سياسة التشفي تجاه المعلمين والإداريين المساندين للثورة السودانية.
واستغرب مدير مدارس المجلس الأفريقي للتعليم الخاص (سابقا)، عز الدين إبراهيم محمد إبراهيم، في حديثه لـ(التغيير) من الطريقة والشكل الذي تمت به عملية استلام الإدارة الجديدة من القديمة.
وقال إبراهيم “وصلنا خطاب من لجنة الأصول المستردة بوزارة المالية بضرورة إخلاء المدرسة للإدارة الجديدة وفق قرار المحكمة العليا، وحقيقية نحن لسنا ضد قرار المحكمة، ولكن استغربت من الطريقة”. مضيفاً “كان يجب أن تكون وفق الأسس المعروفة (تسليم وتسلم) كما حدث في بداية فترتنا عندما تم استلام المدارس من الأصول المستردة (تسليم وتسلم)، وليس إخلاء طرف كما الآن.
ويقول إبراهيم، رغم ذلك بعدما تم إنهاء فترتي، قمت بإجراءات كشف تسليم للمنظمة (بتوقيع شخصي فردي) وفق الأرصدة والحسابات بالبنوك وجرد للمخزن وحقوق المعلمين متمثلة فى الميزانية للعام الجديد متضمنة زيادة مرتبات المعلمين وفق زيادة الرسوم الدراسية.
الاستمرار في المهنية
وتمنى إبراهيم، أن تسير الإدارة الجديدة بذات الطريقة المهنية التي كانت في السابق إبان إدارتهم التي رفعت مرتبات المعلمين من (١٢) إلى (٥٢) الف جنيه في المتوسط، ومن ثم كانت سترتفع مع بداية العام الدراسي القادم إلى (١٨٠) الف جنيه كحد أدنى، مماخلق نوعاً من الاستقرار الدراسي انعكس على نتيجة العام الدراسي المميزة للمدارس.
وأشار المدير السابق، إلى أن المنظمة أوكلت في البداية أمر الإدارة للأستاذ صديق عبد الغني وهو من الكفاءات المعروفة في التعليم، مبينا أن صديق أكد لهم بأنه سيحافظ على مكاسب المعلمين، ولكن سرعان ما تمت إقالته وتم تعيين مدير جديد مكلف وهو الشيخ جاد المولي.
مستقبل المدارس
وفي سؤال لـ(التغيير)، حول مستقبل المدارس بعد عودتها تحت مظلة منظمة الدعوة الإسلامية، قال: إنه ليس سياسي بل أكاديمي وتربوي من خارج هذه المؤسسة، ولكنه يتمنى أن تظل المدارس ناجحة ومتفوقة كما تركها.
وأضاف: “عندما استلمنا الإدارة كان الرصيد المالي (صفر)، رغم أن المدارس لديها أمكانيات مالية كبيرة جداً قمنا بتوظيفها لصالح المعلمين وبيئة العمل والمشاريع التي لم تكتمل.
بل وجدنا أن هنالك ديوناً قديمة، هي عبارة عن مرتبات المعلمين لمدة (٨) أشهر وهى التي تم سحبها من حساب المدارس ولم يعرف حتى اللحظة من الفاعل، سددناها كلها لشركة “دانفوديو” وشركة كنار للأدوية بل قمنا بإكمال العمل في مدرسة نسيبة الثانوية بود نوباوي أمدرمان بتكلفة (٣٠٠) مليار، وكذلك دفعنا تعويضات مدارس اندونسيا جاكرتا بالدولار واستطعنا أن نعيد بعض المدارس المتوقفة أو المتارجحة للعمل مرة آخرى.
ويشير إبراهيم، لإلى أنه علم بأن هنالك توجساً من المعلمين بعد استلام الإدارة الجديدة، قائلاً: “هذا طبيعي بسبب المخاوف من ضياع المكاسب التي تحققت بعد الاستقرار الذي حدث في الفترة السابقة. نحن صدقنا بزيادة المرتبات لـ(١٨٠-٢٠٠) الف جنيه كحد أدنى، بعد زيادة الرسوم وفق الميزانية للعام الدراسى الجديد وتوفيرالمرتبات في فترات شهور الإجازة (٦٧٨) التي كانت تشهد شحاً في الموارد بجانب البديل النقدي ووفرنا الزي المدرسي والكتاب للعام الجديد.
وأكد على أهمية استقلالية المدارس من أي جهة سياسية كشرط لتحقيق النجاح بما يسهم في تخريج أجيال ناجحة.
