صدر حديثًا عن الهيئة العامة لقصور الثقافة -ضمن سلسلة آفاق السينما- كتاب “روايات يوسف السباعى ..بين الواقع والشاشه” لمؤلفه د.إسلام على جعفر .

يبدأ الكتاب بعرض تاريخ العلاقة بين الرواية والسينما فى مصر والتأثير المتبادل بينهما، وكيف اعتمدت السينما فى بدايتها بصورة جوهرية على الرواية العالمية ثم انتقلت للرواية المصرية لتكون المصدر الرئيس للإقتباس منها فى عصر ازدهار السينما المصرية .

و يشرح الكتاب تفاصيل عملية الاقتباس الفنية والى اى مدى كانت ناجحة فى مراحل تطور السينما المصرية ،متطرقًا فى صفحاته التالية لمقارنة شاملة بين الفيلم والروايه من مختلف الاوجه .

وبعد ذلك الشرح الوافى يقتحم الكتاب عالم يوسف السباعى والذى تقف رواياته على مسافة واحدة، بين واقعه وحياته وبين تجسيدها على شاشة السينما والتليفزيون.

يقسم الكتاب عالم السباعى لثلاثة أقسام تمثل ثلاثة مراحل فى تاريخ مصر ؛ مرحلة ما قبل ثورة يوليه ثم المرحلة التى تلتها ، وأخيرًا فترة السبعينيات حتى اغتياله .

و انعكست طبيعة كل مرحلة على فن الرواية عند السباعى دون ان تغير من اسلوبه السهل الممتنع، إلا ان خلفيته العسكرية وعمله السياسى والثقافى أثر بصورة كبيرة على تناوله للموضوعات ، وقد اختار الكاتب رواية (انى راحله) والفيلم والمسلسل للتعبير عن المرحلة الاولى ، ورواية (رد قلبى) والفيلم والمسلسل للتعبير عن المرحلة الثانية ورواية (العمر لحظه) والفيلم للتعبير عن المرحلة الثالثة .

ويعتبر الكتاب رؤية مختلفة لأدب السباعى واسهاماته على الشاشة من خلال كتابته للسيناريو والحوار، وأيضًا يجيب على اسئلة مهمة مثل، كيف عانى السباعى خلال مراحل حياته بسبب حبه للكتابة؛ فتارة تقف مهنته كضابط امام طموحاته الادبية فى بداية حياته ثم تارة اخرى يتعارض اتجاهه الليبرالى مع سياسة الدولة الاشتراكيه؛ وأخيرًا يقف بين سندان؛ اختياره لتصفية الاشتراكيين بعد تحول الدولة للرأسماليه وبين التزامه الادبى والاخلاقى تجاهم ، كما يجيب الكتاب أيضًا عن ما هية الاختلاف الذى شهدته روايات السباعى بعد تحويلها لفيلم ومسلسل ، وهل تأثر توقيت انتاج العمل على اساسيات العمل الاصلى واختلاف المعالجة فى عمليه السرد و الشخصيات والصراع والمكان والزمان والتوجه السياسى نحو الشخصيات والاحداث ؟ وهل أثر الوسيط المرئى على مدلولات النص؟ .

الكتاب يخاطب جميع مستويات القراء ليستكمل الصورة عندهم عن اعمال السباعى بين الرواية والفيلم والمسلسل و التى شكلت علامة بارزة فى الثقافة المصرية، فقد حققت بعض روايات السباعى نجاحًا اكثر من تحويلها لافلام وحققت بعضها الآخر نجاحًا كمسلسل أكثر من تجسيدها كأفلام ، بينما زادت مبيعات بعض الروايات بعد نجاحها كأفلام , كما يتناول الكتاب العلاقات المتشابكة بين الثلاثة الاشكال الابداعية؛ مع عقد مقارنات بينهم و تحليل للعناصر الفنية التى تشكل كل جنس منهم .

د.اسلام على جعفر، تخرج فى كلية الإعلام – قسم صحافة عام ١٩٩٢ ، ثم التحق بالقوات المسلحة المصرية كضابط متخصص، حصل على ماجستير إعلام ٢٠٠٥ ، دبلوم التذوق الفنى ٢٠٠٨ ، دبلوم النقد الفنى ٢٠١٠، زمالة أكاديمية ناصر العسكرية العليا كلية الدفاع الوطني ٢٠١٤، دكتوراه في الإعلام ٢٠٢٠ وأخيرًا دكتوراه في النقد الفنى ٢٠٢١.