قال موقع «إيو أوبزرفر»: إن توجيه ضربة طويلة الأمد للنفوذ الروسي في وسط وجنوب آسيا يجب أن يكون أولوية مطلقة للاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه.

وبحسب مقال لـ «جان دي رويت»، احتفظت الدول السوفيتية السابقة، كازاخستان وأوزبكستان وقيرغيزستان وطاجيكستان وتركمانستان، بعلاقات وثيقة مع روسيا منذ عام 1989.

وأردف: مع ذلك، قد يتغير هذا الإجماع، شهدت المنطقة تحولا سياسيا كبيرا مؤخرا وهي في نقطة انعطاف حقيقية، رياح التغيير تهب بالفعل في المنطقة.

ومضى يقول: في الأمم المتحدة، لم تدعم أي من القوى الخمس في آسيا الوسطى روسيا في قرار 2 مارس الذي يدين غزو أوكرانيا، وفي الآونة الأخيرة، انتقد رؤساء قيرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان تقارير الكرملين عن الاجتماعات الثنائية التي أشارت إلى دعمهم للحرب، كما أرسلت كازاخستان وأوزبكستان بجرأة مساعدات إنسانية إلى أوكرانيا.

وأضاف: مع استمرار الحرب، أصبح من الواضح بشكل متزايد أنه بينما يواصلون التحوط بجدية لخطابهم، فإن دول آسيا الوسطى تقاوم بمهارة الحرب الروسية والنفوذ الروسي، إن فرصة وجود محور طويل الأجل ممكنة، ولكن من الواضح أن مشاركة الاتحاد الأوروبي هي المفتاح.

ونوه بأن التحدي الذي يواجه أوروبا والغرب هو أن تثبت لهذه الدول أن خلق مسافة أكبر من روسيا هو الخيار العملي، مشيرا إلى أنه بصرف النظر عن فوائده الجيوسياسية، فإن مثل هذا المحور من شأنه أن يمنح فوائد متعددة لكل من أوروبا وآسيا الوسطى.

وأشار إلى أن قضية الطاقة الملحة هي إحدى هذه الفرص، موضحا أن العمل عن كثب مع منتجي الطاقة الرئيسيين، خاصة كازاخستان وتركمانستان، لفطم أوروبا عن اعتمادها على النفط والغاز الروسي هو حافز رئيسي للتعاون.

وتابع: إلى حد ما، فإن المشاركة على هذه الجبهة جارية، لقد بذل الاتحاد الأوروبي جهودا مضنية لضمان عدم تأثير عقوباته على روسيا على إمدادات النفط الكازاخستاني إلى أوروبا، والتي تمثل 8% من إجمالي واردات النفط، والتي يمر معظمها عبر روسيا.

وأضاف: لكن على المدى المتوسط، يتعين على أوروبا أن تفعل المزيد، هناك مصلحة إستراتيجية متبادلة واضحة في تزويد كازاخستان بالدعم المالي والفني الذي تحتاجه لتنويع طرق التصدير عبر بحر قزوين.

ومضى يقول: من الأهمية بمكان أيضا إتاحة الفرصة الحقيقية لدعم انتشار القيم الأوروبية كالحكم الرشيد، والتسامح، والمساواة، وحقوق الإنسان.

واستطرد: يحتفل البنك الدولي بمرور 20 عاما على مشاركته مع آسيا الوسطى، معترفا بالفرصة غير المسبوقة للمنطقة كمركز للتجارة والتجارة، ومع ذلك، فهو يعترف بأن الضغوط وأوجه عدم المساواة لا تزال كبيرة، لا سيما مع تغير المناخ، والفقر في المناطق الريفية، والمواقف الأبوية المستمرة في جميع أنحاء المنطقة.

وأردف: هناك خطوات كبيرة لا يزال يتعين اتخاذها، لا تزال أوزبكستان وتركمانستان من بين أكثر دول العالم قمعا، حيث حرية التعبير والانفتاح السياسي مفاهيم غير معروفة عمليا.

وأضاف: مع ذلك، يمكن للاتحاد الأوروبي أن يكون له تأثير حقيقي في دعم الاتجاه الإيجابي للتغيير، إذا استثمر الموارد اللازمة للمساعدة في دعم الإصلاحات.

وتابع: من الواضح أن الإصلاح مطروح بالفعل على جدول الأعمال، منذ غزو أوكرانيا، كانت كازاخستان تنفذ ثورة كبيرة في نظامها السياسي من خلال دستور تقدمي جديد أسفر عن نتائج باهرة، كما تحرز قرغيزستان تقدما مشجعا بشكل تدريجي في التحول الديمقراطي والتحرير السياسي.

لكن، بحسب الكاتب، هذا لن يكون فعالا إلا إلى جانب المشاركة الجوهرية على جبهات أخرى، وأضاف: يجب أن تظهر أوروبا التزاما حقيقيا بالعمل بشكل منتج مع هؤلاء الحلفاء الجدد، بدون تعاون اقتصادي حقيقي وشراكات استثمارية، ستكون الإيماءات الدبلوماسية جوفاء.

واختتم بقوله: من خلال المزيج الصحيح من الدبلوماسية والمشاركة الجوهرية والبراعة، يمكن أن يمثل غزو أوكرانيا نقطة تحول للمنطقة وللتأثير الروسي، يمكن لهذه التحولات، في نهاية المطاف، أن تضع الأسس لعالم لم تعد فيه روسيا تشكل تهديدا لأي دول ذات سيادة.