سوداني يروي لــ«التغيير» قصة نجاته من الموت في أقبية السجون الليبية


يواصل السودانيون هجراتهم إلى ليبيا بحسبانها معبراً لمستقبل أفضل، أو جغرافيا لتقلهم إلى الشواطئ الأوروبية، وذلك رغم انتشار حوادث القتل والجريمة والتمييز القائم على اللون، في ظل صمت مطبق من سلطات الانقلاب في السودان عما يجري لرعاياها في الجارة الشمالية الغربية.

التغيير: فتح الرحمن حمودة

رسم ماهر (اسم مستعار) لشاب سوداني مهاجر إلى ليبيا، حكاية المعاناة التي تظل السودانيين في الجارة الشمالية الغربية، وتصل إلى حد التطبيع مع الموت.

ماهر الذي طالب (التغيير) بحجب اسمه لضرورات تتعلق بكونه لا يزال على التراب الليبي، تعرض إلى اختبار مؤلم، باحتجازه في أحد السجون سيئة الصيت، على يد قوات حرس الحدود الليبية.

وتعاني ليبيا من حالة انعدام الدولة منذ الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي على يد الثوار المدعومين من الغرب.

وقال ماهر إنه فور وصوله إلى الأراضي الليبية تمّ توقيفه بموجب قانون «البحث الجنائي» وهو قانون سيئ الصيت لملاحقة الأبرياء، ما يجعله أسوا بكثير من قانون النظام العام الذي سنه نظام المخلوع البشير.

و ذكر انه ظل محتجزا بسيارة الشرطة لأكثر من «5» ساعات منذ إلقاء القبض عليه حيث تعرض للضرب المبرح وصودر هاتفه المحمول من قبل ضابط شتمه بعبارة ذات طابع عنصري، على خلفية جنسيته السودانية.

وفي مخفر الشرطة، لم يجد ماهر المساعدة رغم محاولته الحثيثة من اجل الحصول على أوراقه الرسمية حتى يطلق سراحه، ليتم تحويله إلى النيابة ببلاغ فضفاض.

رحلة الانتهاكات

يقول ماهر إن رحلة الانتهاكات بحقه، بدأت منذ أن تم نقله برفقة «11» شخصاً إلي سجن «الكويفية» حيث عملوا على نظافة السجن لساعات مستمرة فور وصولهم .

مؤكداً بأنه لم يكن لديه خيار سواء نظافة السجن مع رفقائه، لمدة ثمان ساعات مقابل الحصول على قطعتي خبز وجبنة وكميات بسيطة من المياه لا تكفي للشرب.

نظام الطعام

يحكي الشاب أن النظام الغذائي للنزلاء هو عبارة عن وجبة مكرونة توزع كل يوم عند الساعة الواحد ظهرا إضافة إلى عبوة مياه (نصف لتر) إن نفذت فليس للسجين بد من  تناول الماء غير الصالح للشرب.

حد الموت

يقول ماهر لـ(التغيير) إن السجن من أكثر السجون  الليبية السيئة الذكر، جراء الانتهاكات التي تمارس بداخله في حق النزلاء كما انه مصمم لعدة طوابق، الثاني منها مخصص للتعذيب والثالث للموت (حد تعبيره).

وفي اليوم المحدد لعرضه أمام القضاة، تعمدت إدارة السجن تجاوز هذا التاريخ ليكون منفردا داخل زنزانة لأيام، بسبب ما يرى أنه لون بشرته.

ويذكر ماهر تم إدخاله إلى السجن الانفرادي مباشرة مع اثنين من أصحاب البشرة السوداء ومن ثم تم التنكيل بهم بداية من حلاقة شعر الرأس بأدوات حادة غير معقمة، وبالضرب بالأحذية والأحزمة العسكرية بالتركيز على الوجه، وذلك لعشرة أيام متواصلة.

ونتيجة للتعذيب القاسي وغير الإنساني، كثيراً ما دخل في  نوبات إغماء، قال إنها تنتهي بأن يجد نفسه من دون ملابس، ومن دون أن يعرف ما جرى له أثناء تلك الفترة.

وعانى ماهر من التعذيب لأيام داخل الزنزانة الانفرادية، وكان طبيعيا أن يتقيأ الدم، من دون عرضه على الأطباء، حيث تكتفي إدارة السجن بمنحه العقاقير المسكنة.

اتجار بالبشر

يؤكد ماهر، تورط مسؤولي السجن في عمليات الإتجار بالبشر، إذ يتم بيع النزلاء كالرقيق لأصحاب المزارع المتواجدة خارج المدينة، ليصبحوا المتحكمين فيهم، وحتى في حيواتهم.

يذكر أن ماهر قد سمع المسؤولين داخل السجن يتحدثون مع  صاحب مزرعة اشترى 15 نزيلاً ليعملوا لصالحه في مزرعة خارج المدينة.

المحاكمات

تبنى المحاكمات على حسب الحالة المزاجية للقضاة حد قول ماهر، الذي يتابع: سألت بعض النزلاء عن جرائمهم فقال احدهم تم الحكم عليه بعامين ونصف، وغرامة 20 الف دينار بتهمة «شرب الخمر». و ذكر آخر بالحكم عليه بستة أشهر و دفع غرامة الف دينار بتهمة «الاغتصاب» وثالث حكم عليه بستة أشهر بتهمة « ترويج المخدرات».

طريق الخروج

يحكي ماهر أن الضابط المسؤول قام بتهديده قبل زيارة محامي ليبيا تواصل معه عن طريق بعض النزلاء، وفي المقابل طالبه مسؤولي السجن بعدم ذكر حوادث التعذيب التي تعرض لها حال أراد الخروج بسلام.

ليخرج ماهر من السجن بعد «21» يوما قضاهم تحت التعذيب ومعانقة الموت داخل السجن الليبي .

تاريخ الخبر: 2022-08-28 15:24:02
المصدر: صحيفة التغيير - السودان
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 59%
الأهمية: 66%

آخر الأخبار حول العالم

تعليق الدارسة وتأجيل الاختبارات في جامعة جدة - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-29 06:23:55
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 62%

إبادة جماعية على الطريقة اليهودية

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 06:06:57
مستوى الصحة: 75% الأهمية: 92%

يعيش في قلق وضغط.. هل تُصدر المحكمة الجنائية مذكرة باعتقال ن

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-04-29 06:22:01
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 70%

ما خسائر قطاع النقل والمواصلات نتيجة الحرب في غزة؟

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-04-29 06:22:07
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 62%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية