التخويف.. طريقة سيئة لهزيمة اليمين في إيطاليا


حذرت مجلة «بوليتيكو» من أن حملة يسار الوسط الإيطالي المبنية على التخويف من اليمين والتركيز على التهديد هي طريقة سيئة لجذب الناخبين.

وبحسب مقال لـ «جورجيو فونتانا»، فإن مستقبل إيطاليا قاتم، حيث لا يوجد خيار سوى التصويت اضطرارا لأي شخص يمكنه إيقاف موجة ما بعد الفاشية.

ومضى يقول: تتنبأ استطلاعات الرأي بأنه سيكون هناك نمو في الامتناع عن التصويت بسبب انعدام الثقة على نطاق واسع في الأحزاب السياسية، خاصة بين أولئك الذين تقل أعمارهم عن 35 عاما.

وأضاف: بصفتي معاديا للفاشية، أريد تماما إيقاف الموجة السوداء. إن فوز تحالف يميني بقيادة جيورجيا ميلوني سيكون بمثابة كارثة، مما يؤدي إلى انتشار كراهية الأجانب وإصلاحات مالية غير متكافئة وثقافة الخوف والاستياء على أقل تقدير.

وأشار إلى أن إساءة استخدام السلطة واللامبالاة ستصبح مبررا سياسيا.

أخبار متعلقة
حكومة دراجي.. تجربة ناجحة للتعايش بين الشعبويين والتكنوقراط
وظائف وزارة الدفاع.. طريقة التقديم والتخصصات المتاحة
وأردف: كان التهديد بعدم التصويت عملة شائعة لليسار منذ قرابة عقدين من الزمن، وأضعفت قدرة يسار الوسط على بناء برنامج يحصل على الدعم.

ومضى يقول: في عام 2001، اعتبرت مجلة الإيكونوميست أن سيلفيو برلسكوني غير لائق لإدارة إيطاليا، وخلصت إلى أن انتخابه سيكون بمثابة يوم مظلم للديمقراطية الإيطالية وسيادة القانون. ومنذ ذلك الحين، صاغ الديمقراطيون اليساريون حملاتهم وفق مفهوم «إما نحن أو الذئب». إما نحن أو سيلفيو بيرلسكوني، أو بيبي جريللو، أو ماتيو سالفيني أو جيورجيا ميلوني.

وأشار إلى أنه لم يكن هناك مطلقا في إيطاليا جناح يميني ديمقراطي حقيقي: إما أنه ملوث على الدوام بالفاشية كحزب الرابطة، أو ملوث بقضايا أخلاقية وقانونية مثل برلسكوني، أو كان مقنعا بطموحات ثورية تخفي طبيعة رجعية مثل حركة الخمس نجوم.

وأضاف: ربما كانت حملاتنا الانتخابية منذ عام 1948 تستند جزئيا دائما إلى الخوف. في الماضي، كان هناك رهاب الشيوعية، وهي تقنية أعاد برلسكوني تنظيمها واستخدمها في حملاته الانتخابية.

وتابع: لكن التركيز على التهديد طريقة سيئة للترويج لبديل. إن وقف الجناح اليميني الملوث بالفاشية الجديدة هو مجرد خطوة أولى. بعد ذلك، يجب على حكومة منتخبة أن تدير البلاد، ونأمل أن تكون بخطة جيدة. لا يكفي مجرد متابعة أجندة رئيس الوزراء المنتهية ولايته ماريو دراجي. تجنب أزمة الآن من أجل مواجهة أزمة أكبر لاحقا ليس إستراتيجية.

ولفت إلى أنه من المؤكد أن الامتناع عن التصويت لا يدل على خيار صريح.

ومضى يقول: يمكن للمرء أن يختار عدم المشاركة في الانتخابات بسبب عدم الاهتمام العام ولكن أيضا بسبب الإرهاق ونقص الهوية. سيكون من الخطأ قراءته على أنه مجرد علامة على عجز أخلاقي. إنه يسلط الضوء على قضية هيكلية، مشكلة أكبر تتعلق بالثقة في الديمقراطية التمثيلية.

واستطرد: لذلك، فمن الضروري التصويت لإيقاف اليمين. ولكن الاعتقاد بأن السياسة تتلخص في التصويت كل بضع سنوات، يختزل المشكلة. وتابع: بشكل عام، يعاني اليمين من مشكلات أقل. إستراتيجيته وحشية، وهو يعرف كيف يثير الكراهية والانقسام على أكمل وجه. في حين أن مهمة اليسار هي بناء بديل ذي مصداقية وجذرية لأولئك الذين يؤمنون بالمساواة الاجتماعية ويريدون تجنب الاحتباس الحراري. لكن افتراض أن الناخبين سيصوتون له دائما قد يكون خطأ قاتلا.
تاريخ الخبر: 2022-08-29 03:24:18
المصدر: اليوم - السعودية
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 51%
الأهمية: 54%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية