بدأت المرحلة الثانية من رسوم الأراضي في 15 أغسطس الحالي، وسبقتها المرحلة الأولى التي كانت تتركز على الأراضي الخام، المرحلة الثانية تشمل الأراضي المطورة والخام، وصدر عن البرنامج لرسوم الأراضي البيضاء مؤخراً أكثر من 5000 فاتورة للمرحلة الثانية، بمساحات تتجاوز 25 مليون متر مربع، من الأراضي المطورة، هذه الفواتير تعني إلزامية السداد خلال سنة من صدورها، وهناك بالطبع مراحل ثالثة ورابعة، رسوم الأراضي كما هو معروف صدر لسبب توفير المعروض من الأراضي، ومنع حجب الأراضي أو الاحتكار لها أو تجفيف السوق من الأراضي التي يحتاجها السوق وطالبو السكن، وهي تشمل السكني والتجاري، وهذا ما يسهم في حل مشكلة الأراضي التي قفزت الأسعار معها إلى نسب عالية، والرسوم للأراضي لا تذهب كإيرادات بقدر ما هي لتطوير الأراضي الخاصة بالوزارة، والتي بالتالي هي تعيد توزيعها على محتاجي السكن.
الرسوم ليست جباية أو هدفاً لتحصيل الأموال أبداً، بقدر أو تحفيز ملاك هذه الأراضي على طرحها بالسوق وعرضها أو تطويرها أو بيع جزء منها، فالأرض أصبح تأكل وتشرب عكس ما كان سائداً سابقاً، وهذا هو المطلوب، وحسب ما سجل برنامج رسوم الأراضي بالمرحلة الثانية بالرياض عن 21 حياً بمساحات تتجاوز 16 مليون متر مربع، من الأراضي المطورة غير المعمورة، وهذا يمثل أكثر من 63 % من إجمالي المساحات المسجلة، هذه الرسوم التي فرضت ليست بحثاً عن رسوم بذاتها بقدر طرح المزيد من الأراضي بالسوق لمواجهة الطلب، والوزارة والبرنامج تعمل بجهد وعمل دؤوب بلا توقف وتطوير وتحديث وتغيير للمزيد من العمل لخلق توازن من المعروض من الأراضي السكنية أو التجارية، خاصة أن الرياض مقبلة على نقله كبيرة في مشاريعها الضخمة تحقيقاً لرؤية المملكة ووصول عدد سكانها كما ذكرها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان: "نستهدف أن تكون الرياض من أكبر عشر مدن اقتصادية في العالم، اليوم هي رقم أربعين، من أكبر أربعين اقتصاداً في العالم كمدينة، نستهدف في الرياض أن نصل من 7.5 ملايين نسمة إلى ما بين 15 و 20 مليون نسمة في 2030". وهذا ما يضع البرنامج لرسوم الأراضي أمام عمل مهم وكبير في توفير الأراضي.
وإن كنت أقترح بحكم تصاعد الأسعار وحجم الطلب بالرياض خاصة، أن تكون المرحلة الثانية يضاف لها كل الأراضي من 500 متر وأكثر وليس 10 أمتار وأكثر، وذلك تسريعاً لطرح المزيد من الأراضي، وأن لا يكون شاملاً مخططاً واحداً فقط بل أي ملكية له بأي مخطط وهذا سيضيف للسوق كماً كبيراً من الأراضي المطورة.
نقلاً عن "الرياض"
