نحن نختلف عن بعضنا البعض، فلكل منا مهارات وقدرات وميول مختلفة. وعندما يتعلق الأمر بالمسار المهنى أو اختيار الكلية، سوف نجد أنفسنا أمام قاعدة عامة، ألا وهى: «لا يوجد تخصص يصلح لجميع الأشخاص.. ولا شخص يصلح لجميع التخصصات».

ومع التنوع الكبير وتعدد هذه التخصصات الجامعية، يقف الطالب ليجد نفسه أمام قرار مصيرى، إذ يصعب عليه تحديد أى من بين هذه التخصصات هو الأنسب له.

وفى هذا السياق، سوف نقدم مجموعة من النصائح والإرشادات إلى جانب خطوات محددة، تساعد الطالب فى تحديد التخصص أو الكلية الأنسب له.

النصيحة الأولى هى أن تتعرف على اهتماماتك وميولك وقدراتك.. اعرف نقاط القوة والضعف فى شخصيتك، وحدد مبادئك وأولوياتك.

أثبتت الدراسات أن أكثر الأشخاص نجاحًا وسعادة بوظائفهم هم الأشخاص القادرون على معرفة أنفسهم جيدًا، وبالتالى قدرتهم على اتخاذ قرارات تتفق مع ميولهم ورغباتهم وأولوياتهم.

مع التطور الذى يحدث فى العالم نجد أن سوق العمل تتطور أيضًا، فتظهر وظائف جديدة لم تكن موجودة من قبل، وتختفى أخرى حلت الآلة فيها محل الإنسان.

ومن هنا يجب على الطالب البحث عن هذه الوظائف المستقبلية، ومعرفة ما هى المهارات المطلوبة لكل تخصص.

ويتم فى هذه الخطوة تحقيق التوافق بين المهارات والقدرات والميول الشخصية وما يتناسب معها من بين وظائف المستقبل، والوصول إلى قائمة مختصرة لهذه الوظائف مرتبة حسب الأولويات الشخصية.

وبذلك نصل إلى قائمة مختصرة لمجموعة من الوظائف التى تتناسب مع مهاراتك وقدراتك ونرتبها حسب الأولوية.

ثم من الضرورى البحث عن التخصصات أو الكليات التى تؤهلك إلى العمل بهذه الوظائف الموجودة بالقائمة المختصرة، والتعرف عليها بعمق، من حيث طبيعة الدراسة، ومدتها، وعدد السنوات الدراسية، حيث إنه يوجد بعض من هذه التخصصات يتطلب استكمال دراسات عليا، ودراسة عملية، حتى تتمكن من الالتحاق بهذه الوظائف، إلى جانب أهمية الاستماع والاستفادة من الخبرات السابقة للدارسين وخريجى هذه التخصصات، ومدى توافر فرص العمل بها، وأيضًا معدل الدخل المادى المتوقع لهذه الوظائف.

وفى ظل التوسع فى إنشاء الجامعات وتنوعها بين حكومية وأهلية وخاصة وتكنولوجية ودولية، أصبح من السهل على الطالب إيجاد بدائل تتناسب مع مستواه الأكاديمى ومجموع درجاته بالثانوية العامة، مع الأخذ فى الاعتبار الإمكانات المادية والموقع الجغرافى وتصنيف هذه الجامعات ومدى الإقبال على خريجيها فى سوق العمل. 

وبذلك، وبعد اتباع هذه الخطوات، يستطيع الطالب أن يصل إلى معرفة الكلية الأفضل له التى تتناسب مع مهاراته وميوله ومستواه الأكاديمى.

إلى جانب ذلك توجد مجموعة من النصائح والإرشادات العامة لجميع أبنائنا فى هذه المرحلة الانتقالية، وهى:

١- ابدأ فى البحث عن التخصص المناسب لك مبكرًا، وبمجرد التحاقك بالمرحلة الثانوية، حتى تستطيع أن تضع لنفسك خطة مستقبلية وهدفًا تسعى لتحقيقه.

٢- طور من مهاراتك الشخصية بشكل مستمر، لأن الشهادة الجامعية أصبحت غير كافية لتأهيلك لوظائف المستقبل. 

٣- اتجه إلى التعليم الذاتى بجانب دراستك، من خلال كورسات وبرامج تدعم بها مسارك المهنى فى المستقبل.

٤- وإذا وقفت حائرًا بين خيارين تتساوى فيهما رغباتك ودرجاتك، عليك أن تتجه إلى التخصصات المزدوجة التى تتيح لك دراسة أكثر من مجال، وبالتالى تؤهلك لأكثر من وظيفة.

قرار اختيار التخصص والكلية يجب أن يتم بشكل منهجى وعلمى يتسم بالدقة، اختصارًا للوقت وتجنبًا لضياع سنوات إضافية أو الاضطرار لتغيير المسار المهنى لاحقًا.

وعلى الآباء والأمهات أن يكونوا على درجة من الوعى تمكنهم من تقديم النصائح والإرشادات لمساعدة أبنائهم للوصول للكلية والتخصص المناسب لشخصيتهم وقدراتهم، حتى وإن تعارضت رغبات أبنائهم مع رغباتهم الشخصية.