قامت واشنطن، يوم أمس الثلاثاء 30 غشت الجاري، بإرسال باربرا ليف، مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى، إلى تونس، في مهمة جعلتها تغطي شمال إفريقيا، وذلك في ظل التوتر المُتصاعد الذي تشهده العلاقات المغربية التونسية، إثر استقبال قيس سعيد، الرئيس التونسي، لزعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، على هامش قمة طوكيو للتنمية في إفريقيا “تيكاد 8”.
وبحسب عدد من المتابعون للشأن الدولي، فإن مساعدة الخارجية الأمريكية بدت، خلال لقائها بالرئيس التونسي، يوم أمس، غير راضية عن المسار الذي سلكته تونس، حيث اعتبروا الاستقبال الذي خص به قيس الدبلوماسية الأمريكية بـ”البارد”، مشيرة أن “الجزائر تطمح إلى الحفاظ على نفوذها في تونس، من أجل مواجهة كل من مصر، والتحالف الإسرائيلي-المغربي، الذي تعتبره تهديدا لاستقرارها”.
وتجدر الإشارة، أن الرئيس التونسي، جدّد “تمسك تونس بسيادتها ورفض التدخل في شؤون بلاده الداخلية”، الشيء الذي يوضح أن باربرا ليف ترى انزلاق تونس نحو الاستبداد، والذي أسس له سعيد من خلال سيطرته على جميع السلطات.
وأعرب بيان للرئاسة التونسية عن “الاستياء من التصريحات التي أدلى بها عدد من المسؤولين الأمريكيين في الآونة الأخيرة”، في إشارة إلى الانتقادات الصادرة عن الأوساط السياسية في واشنطن فيما يتعلق بقرارات رئيس الجمهورية التونسية، مضيفا أن اللقاء كان فرصة “أوضح فيها رئيس الجمهورية عديد المسائل المتصلة بالمسار الذي تعيشه تونس، وفتد خلالها عديد الادعاءات التي تروج لها أطراف معلومة”، مطالبا “السلطات الأمريكية أن تستمع إلى نظيرتها التونسية لمعرفة حقيقة الأوضاع”.