إسرائيل: وزيران سابقان يرجحان حلاً عسكرياً لـ«النووي» الإيراني


أدخل القادة الإسرائيليون في الحكومة والمعارضة موضوع إيران ومواجهة مشروعها النووي وسائر نشاطاتها العسكرية في المنطقة إلى معركة الانتخابات القريبة. وخرج وزيران سابقان في حكومة بنيامين نتنياهو بتصريحات يقولان فيها إن «الخيار العسكري» هو الحل الوحيد لمواجهة طهران وإن الإيرانيين «يعرفون أن رئيس الوزراء الحالي يائير لبيد لا يصلح لقيادة إسرائيل في حرب كهذه. ولذلك؛ فإن الإسرائيليين يفضلون قائداً قوياً مثل نتنياهو».

وكان رئيس المعارضة (نتنياهو) قد باشر هذا الاتجاه بعدما اجتمع مع لبيد واستمع منه إلى تقرير إحاطة، اطلع خلاله على ما تفعله حكومته ضد «النووي» الإيراني. وقصد لبيد بذلك أن يصد هجمة نتنياهو وحزب «الليكود» على الحكومة واتهامها بالتقصير و«النوم خلال الحراسة». ولكن نتنياهو خرج من الاجتماع إلى الصحافيين ليصرح قائلاً: «أخرج من لقاء لبيد أكثر قلقاً». واتهم الحكومة بأنها «تعمل بصبيانية في معالجة موضوع خطير». ولمح إلى أن لبيد «ملتزم بالأساس بالإدارة الأميركية وليس بمصالح إسرائيل».

وتولى الجنرال يوآف غالانت، وزير الإسكان السابق في حكومة نتنياهو، مهمة الكلام الصريح أكثر، فقال (الثلاثاء) إن «إيران شهدت 30 سنة من الجهود الدولية لثنيها عن مشروعها النووي ومشاريعها العسكرية للهيمنة على منطقة الشرق الأوسط، ولم تنفع معها أي أساليب عمل. والحل الوحيد لوقفها هو في الخروج إلى عملية عسكرية أو التهديد الجدي بعملية عسكرية. ولا ينفع أي شيء آخر. كل شيء آخر هو مجرد كلام». ومن هنا انتقل غالانت ليتحدث عن القيادة الإسرائيلية، قائلاً: «إسرائيل دولة قوية، ولديها قدرات خارقة في العديد من المجالات المهمة؛ الأمنية وغير الأمنية. عندما نتخذ القرار؛ فسنعرف ما الذي سنفعله. ولكن؛ لكي نتخذ القرار الصحيح، نحتاج إلى قيادة قوية وحازمة، ذات خبرة وإبداع. وهذه ليست من صفات لبيد».

بدوره، قال وزير شؤون الاستراتيجية السابق، يوفال شتاينتش، إن «على العالم أن يعترف بأن جهوده الدبلوماسية وعقوباته الاقتصادية قد فشلت في التأثير على إيران لتغيير مسارها العدواني، ولم يعد هناك من أدوات ضغط سوى الضغط العسكري»، متحدثاً أيضاً عن «أهمية وجود حكومة قوية في إسرائيل تبث القوة باتجاه طهران، وليس قيادة ضعيفة ترتعد فرائصها من المواجهة». وقال شتاينتس، خلال حديث إذاعي (الثلاثاء)، إن «حكومة جديدة بقيادة نتنياهو، الذي يعرف الإيرانيون كم هو قوي، سوف تغير المعادلات في الشرق الأوسط». وانتقد شتاينتس الإدارة الأميركية الحالية لأنها لن تحرص على وضع بند في الاتفاق يفرض على إيران أن توقف تخصيب اليورانيوم.

من جهة ثانية؛ أوضح الجنرال عاموس يدلين، الرئيس الأسبق لشعبة الاستخبارات العسكرية والرئيس السابق لـ«معهد أبحاث الأمن القومي» في تل أبيب، أن «الخيار العسكري أُهمل في إسرائيل منذ سنة 2015 وحتى السنة الأخيرة. ولكننا لا نستطيع رثاءه؛ فهو حي وموجود وينبغي وضعه على رأس أجندة الجيش الإسرائيلي».

وقال يدلين، الذي يعمل اليوم باحثاً كبيراً في جامعة هارفارد، إن «هناك شخصاً واحداً يقرر الاتجاه. إنه لا يجلس في إسرائيل ولا في الولايات المتحدة. إنه في طهران. يدعى علي خامنئي؛ هو صاحب القرار، فإذا قرر الحرب فسيتقدم أكثر في المشروع النووي وستكون حرباً. وإذا قرر التراجع، فسيسود الهدوء. ولكن في كل الحالات لا غنى عن وجود خيار عسكري قوي وجدي ومدروس ومعد له بشكل جيد، ونحرص على أن تعرف طهران بوجوده. فقط هكذا نستطيع معرفة الاتجاه الإيراني».

وقال يدلين إن «إدارة الرئيس (الأميركي) جو بايدن متخوفة من حقيقة الموقف الإسرائيلي. فهي تعيش عقدة ترمب». ورأى أنها «تتهم إسرائيل بدفع الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترمب، إلى الانسحاب من الاتفاق النووي، ولا تريد تكرار هذا الخطأ. وفي الواقع معها حق أن تخشى على الاتفاق. وأنا أقول إن الاتفاق النووي الجديد سيكون سيئاً وربما أسوأ من سابقه»، متوقعاً أن الاتفاق المستحدث «سيعطي لإسرائيل نفساً طويلاً ووقتاً ما للتحضير للخيار العسكري. فالخطأ الذي ارتكبته حكومة بنيامين نتنياهو هو أنها عندما مارست الضغوط حتى تنسحب واشنطن من الاتفاق في 2018 لم تعد لنفسها خطة بديلة، وأهملت الخيار العسكري. وعلى الحكومة الحالية في إسرائيل أن تصحح هذا الخلل». في غضون ذلك، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن لبيد سوف يتوجه إلى العاصمة الألمانية برلين يوم 11 سبتمبر (أيلول) المقبل، في زيارة تستغرق يومين، دون الكشف عن مزيد من تفاصيل الزيارة.

وتدعو إسرائيل إلى التوصل لاتفاق يستمر فترة أطول ويفرض إجراءات رقابة أكثر صرامة على البرنامج النووي الإيراني، وكذلك فرض قيود على برنامج طهران الخاص بتطوير الصواريخ. وترى إسرائيل أنها معرضة لتهديدات وجودية من إيران.

وكان لبيد قد دعا المستشار الألماني أولاف شولتس خلال اتصال هاتفي في 18 أغسطس (آب) الحالي، إلى ضرورة نقل رسالة حادة وواضحة من قبل أوروبا مفادها بعدم تقديم مزيد من التنازلات للإيرانيين، مطالباً الأطراف الأوروبية بمعارضة أسلوب المماطلة الذي تتبعه إيران في المفاوضات.


تاريخ الخبر: 2022-08-31 18:23:24
المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 79%
الأهمية: 89%

آخر الأخبار حول العالم

توقيف 8 طلبة طب بوجدة بعد يوم واحد من تهديدات ميراوي

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-15 00:25:53
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 58%

توقيف 8 طلبة طب بوجدة بعد يوم واحد من تهديدات ميراوي

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-15 00:26:02
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 60%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية