سياسيون عراقيون لـ«الدستور»: نثق فى حكمة السيسى وقدرته على حل الأزمة السياسية

على وقع الأحداث المتسارعة فى العراق خلال الأيام القليلة الماضية، التى تطورت بطريقة مؤسفة إلى مواجهات دامية أسفرت عن مقتل ٢٣ شخصًا وإصابة المئات، أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى عن وقوف مصر بجانب الدولة الشقيقة، ودعم استقرارها وأمنها، مع الاستعداد لبذل أى جهد من شأنه أن يحافظ على سلامتها، ويفتح مسار الحوار وإنهاء التصعيد الحالى، وذلك فى اتصال هاتفى مع مصطفى الكاظمى، رئيس الوزراء العراقى.

وعبَّر «الكاظمى» عن شكره وتقديره للرئيس عبدالفتاح السيسى، لحرصه واهتمامه بمتابعة الوضع فى العراق، على ضوء عمق العلاقة الطيبة التى تجمع البلدين والشعبين الشقيقين.

وشدد عدد من الخبراء والسياسيين العراقيين، الذين تحدثت معهم «الدستور»، على أهمية الدور المصرى فى دعم العراق لمجابهة التحديات المختلفة، مطالبين بمبادرة عربية بقيادة مصر لإعادة الاستقرار إلى البلاد من جديد.

عائد الهلالى: بغداد فى أمس الحاجة لجهود القاهرة فى الوقت الحالى

قال عائد الهلالى، عضو البرلمان العراقى عن «الإطار التنسيقى»، إن مصر يمكن أن تلعب دورًا كبيرًا فى العراق، على ضوء علاقة الأخوة والتاريخ والأدوار المشتركة التى تربط البلدين الشقيقين، والاتفاقيات الأخيرة الموقعة بينهما، علاوة على خطورة ما وصلت إليه الأوضاع فى الفترة الأخيرة.

وأضاف «الهلالى»: «العراق فى أمس الحاجة لجهود الإخوة المصريين، مع وجود هذه الرغبة لدى العراقيين أيضًا، خاصة بعد أن عجز الحليف الإقليمى السابق عن تقريب وجهات النظر بين الشركاء السياسيين جميعًا، ما يتطلب تغيير البوصلة نحو العمق العربى، لما يتوافر فيه من خصال ربما تجعله بديلًا ناجحًا قادرًا على المساهمة فى إنضاج وتطوير التجربة العراقية الفتية، ويمنع العراق من الذهاب إلى الفتنة والانزلاق فى براثنها».

وواصل: «العراقيون ينتظرون مبادرة عربية عاجلة لإنهاء الأزمة، ونرى أن مصر مهيأة لقيادة هذه الجهود فى الفترة المقبلة، التى يجب أن ترتكز على نزع فتيل الأزمة، وتجنيب العراق والمنطقة صراعًا ربما يستمر لأجيال طويلة ويتفوق على الصراع الأفغانى، لأن وجود الفصائل المسلحة وسلاح العشائر كلها تعتبر مؤشرات خطيرة جدًا قادرة على أن تعبث بالسلم الأهلى».

واعتبر أن الأحداث الجارية الآن هى نتاج طبيعى لعدم حلحلة الأمور ومحاولة إيجاد مخرج من الأزمة الحالية المتفاقمة جدًا والأزمات السابقة، لافتًا إلى أن «الإطار التنسيقى» والشركاء الآخرين حاولوا تحريك المياه الراكدة، لكن جميع المبادرات قوبلت برفض شديد جدًا من قبل زعيم التيار الصدرى، مقتدى الصدر، حتى اضطر إلى إعلان اعتزاله العمل السياسى، عبر تغريدته الأخيرة التى كان يتحدث بها مع مرجع التيار الصدرى السابق، كاظم الحائرى، الذى انتقد تصرفات «الصدر» بشدة، وذلك تحت ضغط داخلى وخارجى كبير، ولعدم وجود حلول مقنعة للأزمة الحالية.

وأكمل: «أنصار الصدر ذهبوا إلى أبعد من مناطق احتجاجاتهم، فدخلوا القصور الحكومية وحصلت انتكاسة كبيرة، نتيجة عدم تدخل قوى الأمن لحمايتها، وتداعت الأمور بشكل دراماتيكى، ما تسبب فى سقوط عدد من القتلى والجرحى، لكن الأمور الآن بدأت تستتب بعد دخول (سرايا السلام) التابعة للتيار الصدرى، وتعاونها مع الجيش لمنع أى احتكاك يمكن أن يحدث».

واختتم بالحديث عن السيناريوهات المتوقعة، مشددًا على أنه لا حل إلا بالحوار، خاصة بعد أن صدر عن «الإطار التنسيقى» بيان يدعو الإخوة الصدريين للعودة إلى طاولة الحوار، وهو ما أشارت إليه أيضًا البيانات الصادرة عن السفارة الأمريكية والبعثة الدولية والسفارة الإيرانية فى بغداد، فكلها شددت على ضرورة حل الأمور بالطرق السلمية.

عباس الجبورى:تصريحات الرئيس المصرى نابعة من محبة وأخوة صادقة 

أشاد عباس الجبورى، المحلل السياسى العراقى، بالتصريحات الصادرة عن الرئيس عبدالفتاح السيسى بشأن العراق، الإثنين الماضى، التى تعد امتدادًا لمواقف مصر المشرفة تجاه الشعب العراقى. وقال «الجبورى»: «مصر معروفة بحبها ودعمها لتطلعات الشعب العراقى، واحتفاظها بهذه المحبة منذ زمن بعيد، لذلك عندما تحدث الرئيس السيسى عن دعمه العراق والشعب العراقى، هو يدرك أنه لا فرق بين المصريين والعراقيين، الذين تجمعهم روابط الأخوة والصداقة الكبيرة». وأضاف: «الأوضاع السياسية فى العراق بها العديد من الأزمات والإشكاليات، والصدامات الأخيرة مع القوات الأمنية تحتاج إلى مزيد من الوقت حتى نعرف الأطراف المتنازعة بشكل سليم».

عدنان الكنانى: ندعو الرئيس المصرى لمساندة العراقيين

دعا عدنان الكنانى، الخبير الأمنى العراقى، الرئيس عبدالفتاح السيسى وجميع الخيرين فى العالم إلى مساندة الشعب العراقى، الذى يتعرض إلى ما أسماه «إبادة جماهيرية جماعية»، وسط تغير العديد من المفاهيم فى البلاد بسبب الأوضاع الحالية.

وقال «الكنانى»: «نتمنى من القيادة والشعب فى مصر دعم وإنصاف الشعب العراقى، وتخليص بلاده من الكتل السياسية والأزمة الحالية، خاصة أن حقوق العراقيين سُرقت وصودرت، ودماءهم أصبحت رخيصة ويُستهان بها، علاوة على حدوث مجاعة وصلت إلى حد لا يطاق، حتى إن نصف العراقيين تحت خط الفقر».

نسيم عبدالله:القاهرة تحظى بقبول الجميع

أكد النائب العراقى نسيم عبدالله، أن مصر من أقرب البلدان إلى قلوب العراقيين، وتدخلها فى الأزمة الحالية فى البلاد سيسهم فى تحقيق الاستقرار.

وأضاف نسيم عبدالله أن مصر لها أهداف سامية فى العراق، وعلى مدار تاريخها لم تناصر طرفًا ضد آخر فى البلاد، مشيرًا إلى أن القاهرة لها قبول فى نفس كل عراقى.

وتابع: «اليوم بكل ما تحمله القيادة المصرية من حنكة وذكاء، تستطيع أن تكون طرفًا وسيطًا لأنها تحظى بقبول من كل الأطراف»، مشيرًا إلى أن العراقيين يأملون خيرًا من الدور المصرى.

وأعرب عن أمنيته بأن تتدخل مصر فى الأزمة لإنهائها، مشيرًا إلى أن الإطار التنسيقى والتيار الصدرى يثقان فى رجاحة عقلية الرئيس عبدالفتاح السيسى من أجل حل الأزمة.

وقال إن هناك تصعيدًا كبيرًا فى البلاد، يمارسه أنصار زعيم التيار الصدرى مقتدى الصدر، مشيرًا إلى أن الإطار التنسيقى يعتقد أن الدولة يجب أن يكون لها دور فى مواجهة هذه التظاهرات، داعيًا التيار الصدرى إلى الجنوح لآليات الدستور.

آيات مظفر: لا بد من تشكيل حكومة أو إجراء انتخابات

قالت آيات مظفر، المتحدثة باسم «ائتلاف النصر» الذى يتزعمه رئيس الوزراء السابق حيدر العبادى، إن العراق لا ينسى دور الرئيس السيسى فى دعم البلاد.

وذكرت أن المبادرة المصرية التى تدعو إلى حل الأزمة تنبع من الترابط بين البلدين، ومن أهمية العراق الاستراتيجية فى المنطقة، والحرص على استقراره.

وأكملت أن الأوضاع فى العراق مضطربة جدًا، ولهذا دعا حيدر العبادى، فى بيان عن الائتلاف، إلى التهدئة بين الأطراف المتنازعة وضبط النفس.

وأشارت إلى أن كل الأطراف المتنازعة هم فى النهاية أبناء بلد واحد، مضيفة: «لهذا يجب أن يحافظوا على الاستقرار المجتمعى والهدوء، وأن يحافظوا على مؤسسات الدولة الرسمية، كما يجب على الحكومة العراقية أن تؤدى دورها الحقيقى فى حفظ دماء المواطنين». 

وتابعت: «السيناريو الوحيد لحل الأزمة خلال الفترة الحالية هو الجلوس على طاولة الحوار، مثلما دعا الائتلاف فى مبادرة جادة وهامة، إلى جانب تشكيل حكومة أو إجراء انتخابات مبكرة»، مشددة على ضرورة وجود التزام من جميع الأطراف بما يُتفق عليه.

ولفتت إلى أن عدم الجلوس على طاولة الحوار سيزيد التصعيد الحالى، وستدخل البلاد فى حالة من العصيان وتعطل المصالح على جميع المستويات.

كفاح محمود:الجميع يعول على الدور المصرى ..والصراعات لن تطول كثيرًا

أشار كفاح محمود، المستشار الإعلامى فى مكتب مسعود بارزانى رئيس إقليم كردستان العراق السابق، إلى أن مصر تتمتع بعلاقات وطيدة مع الحكومة والشعب العراقى، ويمكن أن تؤدى دورًا فى حل الأزمة.

وأضاف كفاح محمود أن طرح الرئيس السيسى أى مبادرة لوقف الصراع الدائر فى العراق، أمر هام، لما يتمتع به الرئيس المصرى من احترام من السلطات فى البلاد، مردفًا: «مصر كانت الرائدة فى حل كثير من الإشكاليات فى المنطقة، وآخر جهودها تمثل فى إيقاف إطلاق النار فى غزة». وأشار إلى أن الكل فى العراق يعول على الدور المصرى، مضيفًا أن اتصالات جرت بين الرئيس السيسى ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمى خلال الساعات الماضية، لتهدئة الأوضاع.

وذكر أن أبرز أسباب اندلاع التصعيد هو الخلاف بين التيار الصدرى والإطار التنسيقى، وهما الفريقان اللذان دخلا الانتخابات فى أكتوبر الماضى، إذ حصل «الصدر» على ٧٣ مقعدًا، فيما دفعت خسارة الآخرين إلى عرقلة تشكيل الحكومة.

وقال: «تحالف التيار الصدرى مع الحزب الديمقراطى الكردستانى الفائز أيضًا، وكذلك الفائزون فى المكون السنى، وسعى التحالف الثلاثى إلى تقوية موقفه عبر التصعيد». وتابع: «الصراعات والتصعيد الذى تشهده البلاد خلال هذه الفترة، لن يطولا كثيرًا، لأن التجربة العراقية تضم لاعبين أساسيين يسيطرون على الأمور، وليس من مصلحة أحد أن تستمر الأوضاع هكذا فى العراق».

على التميمى:حل المحكمة الاتحادية للبرلمان سيهدئ الأوضاع

قال الخبير القانونى والسياسى العراقى على التميمى، إن لقاء العلمين الذى دعا إليه الرئيس السيسى، وحضره رئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمى، وضع أسسًا واستراتيجيات مستقبلية للتعاون المشترك بين البلدان.

وأضاف أنه من أجل ذلك سيطلب العراق من مصر مساعدته فى حل الأزمة، لأن القاهرة لها دور كبير فى مساعدة العرب جميعًا، كما أن لها رؤيتها السياسية والاستراتيجية والأمنية المهمة فيما يتعلق بالداخل العراقى، بهدف إنهاء الصراع.

وقال إنه حان الوقت لاتخاذ إجراء مهم والتحول نحو المحيط العربى خاصة القاهرة، مضيفًا أن هناك مقترحًا لحل الأزمة عبر المحكمة الاتحادية، التى يمكن أن تقرر حل البرلمان، وهو الحل الذى قد يشهد اعتراضًا من البعض، لكنه سيكون بوابة لإنهاء الصراعات والصدمات فى البلاد.

وتابع: «المقترح الثانى يتمثل فى عقد البرلمان العراقى جلسة طارئة استنادًا للمادة ٥٨ من الدستور، بدعوة من رئيس البرلمان أو بطلب من خمسين نائبًا، وأن يصوت على حل نفسه لتفادى تطور الصدمات الجارية».

تاريخ الخبر: 2022-08-31 21:21:21
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 57%
الأهمية: 55%

آخر الأخبار حول العالم

التوقيت والقنوات الناقلة لمباراة نهضة بركان والزمالك المصري

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-12 18:08:20
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 73%

“كوكب الشرق” أم كلثوم تغني في مهرجان “موازين” بالرباط

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-12 18:08:15
مستوى الصحة: 68% الأهمية: 85%

عمدة الرباط في عين العاصفة بسبب تركة اغلالو

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-12 18:08:09
مستوى الصحة: 61% الأهمية: 83%

حصد 33 ميدالية.. المغرب يتوج بلقب البطولة العربية لألعاب القوى للشباب

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-12 18:09:05
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 57%

هل يؤسس الرباح حزبا سياسيا جديدا؟

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-12 18:08:17
مستوى الصحة: 75% الأهمية: 84%

البنزرتي يتعاقد مع فريق جديد بعد إقالته من تدريب الوداد

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-12 18:08:05
مستوى الصحة: 74% الأهمية: 72%

شلل مرتقب بمستشفيات المملكة

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-12 18:08:12
مستوى الصحة: 69% الأهمية: 75%

وفاة أول مريض يخضع لزرع كلية خنزير معدل وراثيا

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-12 18:09:06
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 59%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية