النيروز يوم البركة الجديد (١)


بقلم: م. منير وصفي بطــرس

باحث في موسيقى الألحان القبطية

مـدرس مــــادة اللــــحن الكنــــسي

بمعــــهـــد الرعـــــاية والتـــــربيـة

تحتفل كنيستنا المجيدة في بداية كل سنة قبطية بعيد من أهم أعيادها الدينية والقومية وهو عيد النيروز، ومن ضمن ألحان عيد النيروز ذكصولوجية موضوعها له إرتباط خاص بهذا العيد،وتُعتَبَر صلاة وطلبة متكاملة تصعد إلى عرش رئيس الإيمان ومُكَمِّلِهِ ربنا يسوع المسيح الذي يقودنا في موكب نصرته كل حين.

ولذلك فالكنيسة إحتفالاً بهذا العيد تصلي بالطقس الفرايحي لمدة ستة عشر يوماً من 1 توت إلى 16 توت من كل عام إحتفالاً ببداية السنة القبطية الجديدة، واحتفالاً بانتصار الشهداء على الشيطان وتمتعهم بالفرح الأبدي.

وعن الشهداء يقول القديس أغسطينوس كلمات عميقة من أقواله الذهبية: “لقد كان هناك قطيع من الذئاب وقِلَّة من الغنم، فعندما افترست الذئاب الكثيرة الغنمات القليلة تحولت الذئاب إلى الغنم”،كما قال أيضاً: “ولقد أشرق عيدُ الشهداء المجيد إذ أمر يسوع قائد شهدائه جنودَهُ أن يحاربوا متقدماً هو أولاً في الحرب منتصراً حتى يقتفوا آثاره ويستعينوا بقدرته ويُتَوَّجوا حسب مواعيده”.

أصل وتاريخ عيد النيروز:

تجميعاً لما كتبه المتنيح الأرشيدياكون بانوب عبده في كتابه كنوز النعمة أن المصريين اهتموا بملاحظة النجوم وخاصة بالنجم (الشِعرَى اليمانية) فهو يظهر قبل الفجر في وقت الفيضان،والفيضان له علاقة بالنيل الذي يعتبرونه مصدر الخيرات ولذلك اعتبروا ظهوره هو بداية لسنتهم الزراعية وجعلوا هذا اليوم عيداً قومياً.

ونجم الشِعرَى اليمانية ويُسمى بالإنجليزية ( (Siriusيعتبر ألمع النجوم في سماء كوكبنا بعد الشمس والقمر، وأصبحت السنة هي المدة مابين ظهور هذا النجم وقت الفيضان إلى وقت ظهوره مرة أخرى في الميعاد نفسه، وكانت السنة 360 يوم أضافوا في آخرها خمسة أيام، ثم تم ضبط هذه السنة في العصور المتأخرة.

أما تسميته باسم “النيروز” فترجع إلى عصر الامبراطورية الفارسية التي بدأت سنة 559 ق م على يد الملك كورش، فعندما دخل الفرس أرض مصر احتفظوا بالتقويم المصري وأطلقوا لفظة “ني – روز” ومعناها (اليوم الجديد) على أول يوم منه.

وكان المصريون في هذا اليوم يقومون ببعض العادات والممارسات مثل:

1- الاستحمام (يشير إلى الاغتسال من أرجاس العام الماضي)،

2- ارتداء الملابس الجديدة (رمز لتجديد النيات الصادقة وعمل ماهو صالح ومفيد)، 3- وكانوا يأكلون نوع من الخبز مجرد من الخميرة (يرمز إلى وجوب العيش بلا رياء أو خبث)،

4- ويخبزون أيضاً نوع من الخبز يسمى (خبز الاتحاد المقدس) مخبوز من كل الحبوب التي تنبت في مصر (يشير إلى العهد الذي يتجدد بين الحكام والرعايا)،

5- وكانوا يقومون بتكريم العاملين وحرث حقل النيروز الذي كان بمديرية أسيوط، وفيه يقدم كهنة الإله توت محراثاً ليشارك في حرثه الملك والأمراء، لكي يتعلم المصريون أن الزراعة هي حياة مصر،

6- ثم زراعة النخيل كشعار لهذا العيد، فهو يمثل الجَد في العمل، كما أنه لايحتاج إلى عناية خاصة مثل الشخص الجاد الذي لا يعتمد على غيره، وفيه معنى مقابلة الشر بالخير مثل النخلة حينما نرميها بحجر تُقابل الرجم بمنح الثمار، كذلك النخل رمز للثبات والعلو والاستقامة، وكل هذه الرموز والمعاني نجدها تتوافق مع المعاني الروحية الموجودة في ذكصولوجية عيد النيروز،حيث أنها تتكلم عن تأكيد طلب البركة في بداية السنة الجديدة،البركات الروحية والبركات النفسية والبركات المادية، حتى نتمتع ببداية مباركة جديدة، كما تقول الصلاة في القداس الإلهي: (إصنع معنا حسب صلاحك يا مُعطِياً طعاماً لكل جسد، إملأ قلوبنا فرحاًونعيماً لكي نحن أيضاً إذ يكون لنا الكفاف في كل شيء كل حين،نزداد في كل عمل صالح).

ثم تحول هذا العيد إلى بداية للتقويم القبطي فاعتبروا أن بداية حكم ديوكلتيانوس سنة 284 م هو بداية للتقويم القبطي، نظراً لكثرة الدماء الطاهرة التي سُفِكَت على اسم المسيح في أيام هذا الحاكم القاسي، وكان أول توت من سنيهم يوافق 29 أغسطس حسب التقويم اليولياني، ونتيجة للفروق البسيطة في السنة تغير عيد النيروز في وقتنا الحالي إلى 11 سبتمبر.

وبلغ أقصى اهتمام بهذا العيد في أيام المماليك، حيث كانت الحكومة تدفع مرتبات طائلة من المال والملابس الحريرية والفاكهة لكبار رجال الدولة، وتوزع الصدقات تحت إشراف موظف مخصوص يسمى (أمير النيروز)، ثم أصبح هذا العيد مهملاً لحوالي خمسمائة عام، إلى أن أصدر الخديوي محمد علي الكبير سنة 1839م أمره بجعل التاريخ القبطي هو التاريخ الرسمي في دوواوين الحكومة، ثمأصبح التقويم الغربي في أيام الخديوي إسماعيل 1875 م هو التقويم الرسمي حتى عصرنا الحالي، وأصبح عيد النيروز والتقويم القبطي احتفالاً دينياً قاصراً على المسيحيين الأقباط، ومع ذلك مازال يُستَخدَم التقويم القبطي حالياً في مصر بين الفلاحين المصريين ويعتمدون عليه في شئون زراعتهم.

وللمقال بقية بإذن الله.

الرابط الخاص بذكصولوجية عيد النيروز بصوت المعلم إبراهيم عياد:

تاريخ الخبر: 2022-09-01 12:21:59
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 60%
الأهمية: 62%

آخر الأخبار حول العالم

انخفاض الرقم القياسي للإنتاج الصناعي بنسبة 8.7% خلال مارس 2024م السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-05-09 09:23:59
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 56%

توقعات أحوال الطقس اليوم الخميس

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-09 09:25:06
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 54%

تحديد سعر الطرح النهائي لاكتتاب مياهنا عند 11.50 ريال للسهم

المصدر: أرقام - الإمارات التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-05-09 09:24:25
مستوى الصحة: 34% الأهمية: 50%

الصين توصي باستخدام نظام بيدو للملاحة في الدراجات الكهربائية

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-09 09:25:04
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 66%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية