تفاجأ مواطنو مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة وسط الجزيرة الأسبوع الماضي بجريمة قتل مروّعة راح ضحيتها شابين من المتطوعين في العمل الإنساني.
التغييرــ عبد الله برير
استيقظت المدينة صبيحة «السبت» على أصوات استنجاد صادرة من دار أصدقاء الشوارع بمنطقة الدرجة، لتهرع الشرطة إلى مسرح الحادث الذي عثر فيه على شابين قتيلين.
ومن ثم انتشرت صور مروّعة للحادثة على مواقع التواصل الاجتماعي بالمدينة تظهر احد الشابين مشنوقاً وكشفت مؤشرات أولية وفقاً لمسرح الجريمة إلى أنه انتحر في وقت بدا فيه القتيل الآخر صريعاً مضرجاً بدمائه على أثر إصابته بحجر ضخم في رأسه.
وتتبع دار أصدقاء الشوراع التي شهدت مسرح الجريمة لمنظمتي أبطال وأصدقاء الشوارع الخيريتين للبنين والبنات وتقع بصورة مباشرة تحت إشراف وزارة الرعاية الاجتماعية بولاية الجزيرة.
تفاصيل
القتيل الأول يُدعى محمد الجعلي شاب متطوع تنحدر أصوله من ولاية النيل الأبيض التحق بدار الأطفال في ود مدني ناشطا في المجال الطوعي.
أما الآخر المهندس مهند قدم من الخرطوم بناء على حاجة تم رفعها من قبل منظمة أصدقاء الشوارع للناشطة مهاد عصام التي ابتعثته إلى ود مدني قبل أيام من وقوع الحادثة للقيام بتوصيلات كهربائية تخص الدار.
بعد اكتشاف جريمة القتل تسربت صور للقتيلين وسرت شائعات بأن مهند قام بقتل الجعلي وشنق نفسه في وقت لم تقدم فيه الشرطة أي بيان عن الحادثة.
منطقة الحادثة أحيطت بقوات مكثفة من المباحث وجهاز المخابرات العامة والاستخبارات العسكرية بود مدني وسط إجراءات أمنية مشددة.
والثلاثاء حضرت أسرة القتيل الجعلي لمدينة لمدينة ود مدني لاستلام الجثمان و تجهيز عربة إسعاف لنقله مع تحضير حافلة «بص« للراغبين في السفر إلى ولاية النيل الأبيض لتقديم واجب العزاء.
علمت «التغيير» أنه لم يتم فتح بلاغ تحت أي من المواد الجنائية واكتفت النيابة بتقييد الحادثة تحت بند الإجراءات الأولية بعد أن رفض القسم الجنوبي استقبال البلاغ الذي تم تحويله إلى القسم الأوسط.
المنظمة
منظمة أصدقاء وأبطال الشوارع في بادئ الأمر كان مقرها الرئيسي يقع في منطقة الحي السوداني جوار دار الصيادلة متاخماً لقيادة الفرقة الأولى مشاة بود مدني.
ولكن بعد انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر 2021 تم طرد النزلاء من البنات من الدار و تم تجفيف المبنى ليظل بلا حراسة من الخفير وأفراد الشرطة.
ويسمى قسم البنين بـ «دار أبطال الشوارع ولكن تم تجفيفه أيضاً و ترحيل الأولاد إلى دار الاتحاد العام للطلاب السودانيين».
وكان قد أبدت مدير عام وزارة الرعاية والتنمية الاجتماعية السابقة في حكومة رئيس الوزراء المُستقيل د. عبد الله حمدوك ، الدكتورة صفية عبدالرحمن أبدت اهتماما متعاظما بالدار في فترة الحكومة الانتقالية بالتعاون مع ديوان الزكاة بولاية الجزيرة وقامت بتأهيل الدار فيما التزم الديوان بالوجبات الغذائية للنزلاء وبجانب مواد تموينية وتوصيل وصيانة الكهرباء وصيانة الحمامات.
لاحقاً تدهورت أحوال الدار بعد انقلاب 25 أكتوبر بعد إعفاء دكتورة صفية ومدير ديوان الزكاة لتصبح بلا حراسة أمنية وهو ما فتح الباب واسعا أمام تساؤلات حول دوافع وأسباب جريمة مطلع الأسبوع التي لم تفك الشرطة طلاسمها بعد.
