نحو المستقبل: نظارة سحرية
نحو المستقبل: نظارة سحرية
(1) : كل وسائل المررور تحت الأرض
في القرن 21 , قد يحدث أن تختفي الطرق والشوارع تماما من داخل المدن, ويصبح المرور كله في أنفاق تحت الأرض , فما الذي يجعل الناس يفكرون في مثل هذا التغيير؟ وما أهم نتائجه إذا حدث فعلا؟
سألت هذا السؤال لمجموعة أطفال , بين سن التاسعة والثانية عشرة , فقال أحدهم: سيحدث هذا لمنع تلوث هواء المدن بعادم السيارات , ولتفادي ضوضاء حركة المرور.
قال آخر: ستتحول مساحات الطرق إلي حدائق , فيجد الأطفال أماكن واسعة يلعبون فيها. والأشجار التي ستتم زراعتها ستساعد علي تنقية الهواء, وتعويض أشجار الغابات التي يقطعونها الآن.
قال ثالث: في الأنفاق ستكون حركة المرور أسرع , لأن المشاة لن يعطلوها . وإذا كانت الأنفاق مفرغة من الهواء, فإن وسائل المواصلات ستنطلق فيها بسرعة كبيرة جدا.
قال رابع: ستختفي حوادث المرور التي تقتل كل عام عددا أكبر من الذين يموتون في الحروب, لأن السير في الأنفاق سيكون تحت رقابة أشد , كما أنه من السهل تنظيمه.
وقال خامس: سيكلف مثل هذا التغيير مبالغ طائلة جدا, لابد من دفع رسوم عند استخدام أي نفق, وهذه الرسوم ستساعد علي صيانة الأنفاق والاحتفاظ بها دائما في حالة جيدة.
(2) : نظارة سحرية
في عام 2025, وقد جاءت لزيارتنا صديقة للأسرة . وعندما جلست علي المقعد الكبير بالصالون, وضعت بجوارها نظارتها. ودخل ضيف جديد فوقفت الزائرة لتحيته , لكنها نسيت أين وضعت نظارتها فجلست فوقها , لذلك رأيتها تعاود الوقوف بسرعة, وتتناول من فوق المقعد شيئا قد انطوي علي نفسه كأنه بالونة ضغطها طفل في قبضة يده.
وأخذت أبحث عن كلمات أخفف بها أثر خسارتها لنظارتها, لكنني رأيتها تستخدم أصابع يديها, وتعيد النظارة إلي شكلها الأصلي كأنها تتعامل مع قطعة من المطاط, ثم وضع النظارة مرة ثانية فوق عينيها.
وعندما رأت الدهشة في عيون كل من حولها , قالت: هذه النظارة تم صنعها من مواد جديدة, وهذه المواد مرنة لا تنكسر, وهي في نفس الوقت مواد قوية جدا, ويمكن أن تتخذ الشكل الذي نريده, سواء في ذلك إطار النظارة أو العدسات نفسها.
وأضافت الضيفة: وخلال سنوات قليلة , سنتعامل في كل نواحي حياتنا بمواد جديدة سيتوصل إليها العلماء. وحتي البيوت, سنبنيها بمواد تميل وتهتز مع أي زلزال مهما كانت قوته, ثم تعود إلي نفس شكلها ومكانها بغير خسائر.
(3) : ما الذي سيحدث في القرن 21
كلنا نريد أن نعرف ما الذي سيقدمه لنا بقية القرن 21 من مفاجآت . يتوقع علماء المستقبليات, وهم من رجال العلم الذين تخصصوا في دراسة ما يمكن أن يقدمه لنا المستقبل, أن يحدث تقدم وتغيرات اجتماعية وعلمية كبيرة وكثيرة.
ويؤسسون توقعاتهم نتيجة دراسة ما تم التوصل إليه فعلا من اكتشافات واختراعات. كذلك دراسة ما يشغل بال العلماء في الوقت الحاضر من أفكار وأحلام.
إنهم يبذلون جهودهم لكي لا نكون في وضع يشبه الحال في بداية القرن العشرين , حيث لم يكن يتوقع أحد هذه الإنجازات التي تحققت فعلا خلال (100) سنة ماضية, مثل اختراع السيارات والطائرات والراديو والتليفزيون والكمبيوتر واكتشاف واستخدام الطاقة الذرية والسفر إلي الفضاء والليزر والهندسة الوراثية.
لقد تركت هذه الاكتشافات والاختراعات أثرا عميقا علي كل حياتنا, مع أنه في عام (1900) لم يتصور أحد أنه يمكن أن يوجد شيء منها . لكن علماء المستقبليات يحاولون الآن أن يقدموا احتمالات حول ما يمكن أن يحدث في السنوات القادمة , مثل توفير طعام لكل الناس , وعلاج معظم الأمراض بالجينات والهندسة الوراثية, واكتشاف مصادر جديدة للطاقة, والمحافظة علي بيئة نظيفة.
يعقوب الشاروني
Email: [email protected]