لماذا رفض طه حسين زيارة أمريكا والحصول على الدكتوراه الفخرية؟
لماذا رفض طه حسين زيارة أمريكا والحصول على الدكتوراه الفخرية؟
"أظهرت الولايات المتحدة الأمريكية نفسها واضحة جلية لا يحيط بها غموض أو إبهام، فهي لا تعدل بإسرائيل أحدًا، ولا ترى بأسًا من أن تفقد ثقة المصريين بها وثقة الأمة العربية كلها العاجلة على المصالح المحققة الباقية، القيم العليا عن الولايات المتحدة وأمثالها ليست إلا كلامًا يعلل به الضعفاء، وليست أدرى ما للأمريكيين ومالي".. هكذا رد عميد الأدب العربي طه حسين على الدعوة التي وجهت إليه لزيارة الولايات المتحدة الأمريكية ليحصل على الدكتوراه الفخرية من جامعاتها إلى درجة أنه دفع بزوج ابنته الدكتور محمد حسن الزيات للتأثير عليه.
وكتب طه حسين رسالة بعث بها الدكتور محمد حسن الزيات الدبلوماسي في السفارة المصرية بأمريكا ووزير الخارجية وخرجت الرسالة للعلن في مقال منشور بجريدة "الجمهورية".
ونشر إبراهيم عبدالعزيز في جريدة "القاهرة" 2003، جزءًا من الرسالة التي كتبها إلى زوج ابنته ردًا على دعوته لزيارة أمريكا، وكانت: "أما زيارتنا لأمريكا فأمر بعيد كل البعد، أولًا، لأن سوزان زوجته ليست راغبة في هذه الزيارة بحال من الأحوال لبعد أمريكا ومشقة السفر إليها وإشفاقها علىّ من عناء هذه الزيارة ومن الحياة الأمريكية المرهقة، وثانيًا لأني قد بلغت من السن ما يزهدني في مثل هذا النشاط، وما يمكن أن يكون وراءه من ألوان الغرور، ولن أسعى إلى مثل هذه الزيارة لا عند السفير المصري ولا عند الحكومة ولا عند الأمريكان، ولن أتكلف مثل هذه المشقة إلا أن أكره عليها إكراهًا، وما أعرف أن أحدًا يحاول إكراهي على ما لا أحب، فأرح نفسك إذن من التفكير في زيارتنا لأمريكا، وأرح نفسك من التفكير في الدكتوراه الفخرية إلا أن تفكر فيها لنفسك".
ومن الرسالة: "ولست أدري ما للأمريكيين ومالي، فهم يضطهدونني بالدعوات وطلب المقالات، ليسمعوني كما يقولون أبوالعلاء، جعجعة ولا يروني طحنًا، وأكبر الظن أنك أنت وزوجك مصدر هذه الدوشة الأمريكية التي لا طائل منها ولا غناء فيها".
وفي جريدة الجمهورية في 19 نوفمبر 1955، كتب طه حسين في جريدة الجمهورية مقالًا بعنوان "صرح الحق"، هاجم فيه السياسات الأمريكية التي تكيل بمكيالين بين العرب وإسرائيل وتمنع تسليح مصر في الخمسينيات.
