د. عمرو فرج لطيف يكتب: ماذا قلت لكاظم الساهر.. وماذا قال لى؟

على حين لا تَوَقُّع، وعلى حين انبهار، وبعد غيابٍ طويل كاد يرهقنا لولا الصبر الجميل، وعلى حين تصطفُّ كُلَّ أصابع القدر تلقائياً وتمسك بيدها خيوط المستحيل ليصبح واقعاً ملموساً لا تكاد تُكذِّبه عين.. 

في برنامج «معكم مُنى الشاذلي» الذى يُذاعُ على قناة (cbc)، وفي حلقة استثنائية كان ضيفها الموسيقار العِراقي المُبدع كاظم الساهر. 
وبعد غياب دام أكثر من 13 عامًا عن مصر كان اللقاء حافلاً بكل الحُب، وكان الجمهور الساهري هو حلقة الوصل وحجر الأساس في بِنْيّةِ هذا اللقاء وإضفاء روح الجنون والشغب والشغف والدخول في عالم السلطنة حيث الإبداع الموسيقي ممتزجاً بروائع الكلمات.

كان اللقاء ثريَّاً، تسوده روح الفرح وملامح الشوق التي بدت حتى على ملامح الإعلامية القديرة الأستاذة «منى الشاذلي»، كان اللقاء جماهيرياً حدَّ الخُرافة وكأن الكون كُلَّه كان على موعد مع القيصر.

ومن خلال فريق الإعداد وصلت لي بطاقة دعوة لحضور تسجيل الحلقة باستديوهات «cbc» بمدينة الإنتاج الإعلامي، حيث الحضور الثانية ظهراً وبدء التسجيل في الرابعة عصراً، ولم يكن في حسباني هذا الإخراج العبقري والذى تم.
وفجأة وقبل نهاية التسجيل بنصف ساعة تقريباً تفتح الأستاذة «مُنى الشاذلي» باب الأسئلة من الجمهور، والشاهد في الأمر أنِّي لم أكن قد أعددت كلمة ولا حتى أعرف ما سوف أقول لو تم اختياري، ولكن مثلما تعلَّمت لا بد وأن أكون جاهز دوماً you must be ever ready!   
فقمت ورفعت يدي للمرة الأولى ولم يتم اختياري، فعاودت التجربة للمرة الثانية وأيضاً لم يتم اختياري، وحين رفعتها للمرة الثالثة لمحت معالم التردِّد على وجه الإعلامية «مُنى الشاذلي» ولكن لحسن الحظ أنَّها اختارتني وكانت المُداخلة كالتالي:
بدأت بـ: السلام عليكم ورحمة الله. 
ثُمَّ وكما تعلَّمنا أنَّه من أبسط حقوق المستمع أن يعرف من يتكلَّم إليه.. 
فقمت بتعريف بسيط عن نفسي كالتالي:
عمرو فرج لطيف، طبيب، وشاعر، وعضو اتحاد كُتَّاب مصر، ومن مؤسِّسي جمعية مُحبِّي كاظم الساهر في مصر.

د. عمرو لطيف 


بعدها وبفيض إلهى ومن دون إِعداد مُسبق كان لا بد من قصيدة توضِّح مدى انتظارنا الطويل للموسيقار المبدع كاظم الساهر، وبنفس الوقت تحوي نوعا من التكريم للقديرة مُنى الشاذلي، فوقع اختياري تلقائياً على نص #مُني من ديواني الرابع #المدائن_الحمراء، والذى تّمَّ نشره بالتعاون مع دار هُنَّ للنشر والتوزيع عام 2021 وكلماتها كالتالي:
أَنشَدتُ فِيكَ الشَّوقَ حَتَّى مَلَّنِي،
وَنَسِيتُ نَفسِي فِي غِيَابِكَ يَا أَنَا.
وَغَزَلتُ عُمرِي صُدفَةً كَي نَلتَقِي،
وَبَكَيتُ حَتَّى رَقَّ لِي دَمعُ الضَّنَى.
يَا سَارِقًا دِفءَ الْفُؤَادِ أَعِدهُ لِي،
قَلبِي تَجَمَّدَ إذ بدا لي مُوهَنَا.
أَشكُو إِلَيكَ، وَمِنكَ فِيكَ لِعِلَّتِي،
وَوَدِدتُ لَو أَلقَى بِعَينيكَ الفَنَا.
قَيسٌ عَلَى لَيلَاهُ جُنَّ، ولَيلَتِي
فَيضُ الرُّؤَى وَلَرُبَّمَا كَانَت مُنَى.
ومن الجدير بالذكر أنَّ هذه القصيدة قد أنشدها عميد المُنشدين الشيخ ياسين التهامي بميلاد مولانا الإمام الحسين عام 2017، وكذلك تم ابتهالها في ابتهالات فجر إذاعة القرآن الكريم من القاهرة بصوت الفنَّان الأوبرالي إبراهيم راشد، وتم تقديمها في العديد من القنوات التليفزيونية، مثلاً قناة «المديح» بصوت المنشد أحمد عبدالغفار، وفي الحفلات الخاصة خصوصا بصعيد مصر بصوت العديد من المنشدين مثل الشيخ على السعدي.
عقب انتهائي من إلقاء القصيدة، وبينما كان كاظم الساهر في كامل استيعابه وبمنتهى حضوره يُنصت بمُنتهى السعادة، لم أكن مُتوقِّعاً رّدَّةَ فِعله والتى كانت كالتالي: كاظم يصفق، يُثني على القصيدة، يقف تقديراً لي، ويطلب مُصافحتي والسلام عَلَيّ، كُلُّ هذا ما لم أكن أتوقعه ولا تصورته يوماً ولكنه أصبح واقعاً وحقيقة.

د. عمرو لطيف والفنان كاظم الساهر في برنامج معكم مُنى الشاذلي

ومن بعدها قمت وسألت كاظم الساهر كالتالي:
كاظم الساهر في مهرجان فاس للأغاني الروحية عام 2005 قمت وأنشدت للحلاج قصيدة "عجبتُ منك ومِنِّي"، وقصيدة "رأيتُ ربِّي بعين قلبي"، وفي ألبوم «لا تزيديه لوعة» عام 2007 قد أنشدت أيضاً من كلمات الحلاج قصيدة "والله ما طلعت شمسٌ ولا غَرُبت"، فلماذا لا تتجه إلى هذا اللون من الغناء خصوصاً في ظل طغيان المادة وغياب الروحانية؟ فكان الرد جميلاً ومُفصَّلاً من الموسيقار المبدع عن حُبِّه للحلَّاج وأشعاره وعن مدى تألقه بتلحين القصائد رغم الضغط العصبي الواقع عليه، ومن بعدها أثني كاظم الساهر مُجدَّداً علىّ فقمت واستأذنت في أن أهديه دواويني فإذا به يوافق على الفور ويقف للمرة الثانية في تواضع العظماء ويأتي إلى مكاني حيث أقف ويقول: "لي الشرف"، ويهمس لي: "أحسنت حبيبي".

رسالة خطية من الفنان كاظم الساهر للدكتور عمرو لطيف


كاظم الساهر بدا بسيطاً مُتواضعاً مُحبِّاً صادقاً يملأ الدنيا من بديع ذوقه ورقته، وحاول جاهداً أن يمنح الجميع كأس الصفاء مع الوداد مع المحبة.

ختاماً أتوجَّه بكامل الشكر والتقدير إلى الإعلامية القديرة الأستاذة مُنى الشاذلي، وفريق الإعداد الأكثر من رائع، لحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة وللذوق العالي، ولي عتب صغير وأتمنى أن يلقى صدى عند مسئولي القناة بمنحي فيديو مداخلتي مع الموسيقار المُبدع كاظم الساهر دون مونتاج ودون قص لتكتمل الفرحة.

تاريخ الخبر: 2022-09-03 18:21:43
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 45%
الأهمية: 58%

آخر الأخبار حول العالم

أنشيلوتي: "هناك قبطان واحد في ريال مدريد اسمه بيريز ونحن هم البحارة"

المصدر: البطولة - المغرب التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2024-05-09 03:06:35
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 56%

دي ليخت: "حكم الشرط قال لي بعد المباراة 'أنا آسف لقد ارتكبت خطأ'"

المصدر: البطولة - المغرب التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2024-05-09 03:06:39
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 58%

ريال مدريد يواجه بوروسيا دورتموند في نهائي دوري الأبطال يوم 1 يونيو

المصدر: البطولة - المغرب التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2024-05-09 03:06:41
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 54%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية