الشهيد حاتم.. عاش في «مدني» ودفع روحه ثمناً للحكم المدني


“تَرعرَع فِي مَدنِي ، وظلَّ يُنَاضِل لِأَجل الدَّوْلة المدنيَّة”.. عِبارةٌ تَعنِي الكثِير فِي حِكاية الشهِيد حَاتِم نَجْم الدِّين ، اَلذِي كان وفيًّا لِوطنه ومدينته، وقيمه، حَتَّى وَإِن كان الثَّمن حياته ذاتهَا .

التغيير: فتح الرحمن حمودة

حين ارتقت روحه الشهر الفائت، لم يتخط الشهيد حاتم نجم الدين «18» عاماً، ما يؤكد مجدداً على قيمة الدم السوداني عند عناصر الانقلاب، التي لا تتورع مقابل لعاعة من عرض الدنيا، عن  حصد الأطفال، والنساء، واليافعين، فقط لتأمين بقاء الانقلابيين.

وظهر حاتم في صورة قبل ارتحاله بلحظات بعبوة غاز مدمع وجهت إليه مباشرة، وهو يساعد رفاقه بساعده الأخضر، ومن ثم انتقلت هذه العزيمة لرفاقه وهم يشيعونه قبل مواصلة معركتهم لأجل الحرية، فهم وإن تعبوا لا يعرفون الاستلقاء أثناء المعركة.

ولد حاتم في مدينة ود مدني، ولكنه كان حضوراً في الصفوف الأمامية بكافة المواكب تقريباً التي خرجت تطالب بالدولة المدنية، فعل ذلك في حقبة المخلوع البشير، ثم واصل ذات الدرب والمسير، حين قرر البرهان الانقلاب على الحكومة المدنية الشرعية.

 حياته

توفيت والدة حاتم قبل ثلاث سنوات، فانتقل إلى كنف خالته بمدينة ود مدني.

كان حاتم ولعاً بكرة القدم، التي أثرت مباشرة على تحصيله الأكاديمي، إذ أصيب بكسر في قدمه قبل موعد الامتحانات، ما أدى به إلى تجميد العام الدراسي، ومن ثم بعد شفاءه التحق بالعمل مع خاله في مدني لاكتساب الرزق الحلال في مهنة (المكانيكا).

شجاعة نادرة

إن جمدت الظروف حلم حاتم بمواصلة الدراسة، فإن ظل يلاحق الأكبر بإزاحة العسكر، حتى آخر أنفاسه.

حقيقة يؤكدها كل من عرفه بأنه يمتلك شخصية مميزة وشجاعة كانت ظاهرة في تقدمه للصفوف الأمامية في المواكب الاحتجاجية، وفي مساعي لجعل الحياة أفضل من خلال الانخراط عملياً في رسم خارطة طريق الوطن الحر الديموقراطي.

يقول ابن خالته عنه، انه كان شديد الحرص بألا يتأخر عن الواحدة ظهرا توقيت الثورة، فحين تطلق زغرودة (حي على الكفاح) ينبعث لمشاركة رفاقه في المواكب، وإن كان مرتدياً أثواب العمل.

ويصف الشهيد بأنه كان خدوماً، يعمل على انجاز أي مهمة توكل له مهما كانت صعوبتها، كما انه كان محبوباً لدى الجميع.

ونعته غالبية من زاملوه في شوارع الثورة، بمدينتي ود مدني والخرطوم بأنه شديد التعلق بالثورة، ومتيم بحب هذا الوطن.

رحلة الخرطوم

وصل حاتم إلى الخرطوم في وقت قصير ليقيم مع شقيقة والدته بمنطقة مايو جنوبيّ الخرطوم، وبدا في عمل مع خاله بالمنطقة الصناعية معتمدا على نفسه لكسب المال.

يقول أبن خالته إن حاتماً اتصل على والدته بود مدني قبل ثلاثة أيام من ارتقاء روحه، قائلا لهم انه يود العودة إلى مدني، لاستخراج بدل فاقد لرقمه الوطني.

ويضيف انه كان يريد استخراج الهوية حتى يستطيع استخراج جواز سفر ورخصة القيادة للبحث عن عقد للعمل خارج البلاد.

ولكن مع ملاحقة كل هذه الأحلام، لم ينس تقدم الصفوف الأمامية مع العمل على خدمة الجرحى والمصابين سواء في مواكب مدني، أو الخرطوم.

ويقول بعض الثوار والثائرات إن مشاركته الأخيرة أكدت على شجاعته بتقدم الصفوف الأمامية إلى جانب المساعدة في إجلاء الجرحى والمصابين من محيط الموكب.

الشهادة

لم يكن الشهيد حاتم إلا واحداً من الشهداء الذين قدموا أرواحهم رخيصة من أجل تحقيق شعارات ثورة ديسمبر المجيدة المتمثلة في الحرية، السلام والعدالة مؤمنين بأنه لا مساومة في تلك الشعارات مطلقاً.

وكان 31 أغسطس الماضي موعداً لارتقاء روح حاتم في شارع المطار، على يد آلة القمع الانقلابية، فيما سيظل صموده، وصوره، حاضرة في الذاكرة وفي المواكب.

تاريخ الخبر: 2022-09-06 00:23:27
المصدر: صحيفة التغيير - السودان
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 46%
الأهمية: 65%

آخر الأخبار حول العالم

أول تعليق من رونالدو بعد التأهل لنهائي كأس الملك

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 09:07:35
مستوى الصحة: 89% الأهمية: 90%

وفاة غامضة ثانية لمسؤول كشف العيوب في طائرات "بوينغ"

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 09:07:29
مستوى الصحة: 75% الأهمية: 89%

الروسي روبليف يجرد ألكاراز من لقب مدريد للأساتذة

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 09:07:34
مستوى الصحة: 84% الأهمية: 92%

ترامب يقارن متظاهري الجامعات مع مقتحمي الكابيتول

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 09:07:30
مستوى الصحة: 88% الأهمية: 89%

‏ إسقاط 12 مسيرة أوكرانية فوق 5 مقاطعات روسية

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 09:07:33
مستوى الصحة: 84% الأهمية: 99%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية