رأت الإدارة الأميركية، أمس (الثلاثاء)، أنّه من غير المجدي في الوضع الراهن تصنيف روسيا «دولة راعية للإرهاب»، رافضةً بذلك دعوات في هذا الصدد وجّهتها إليها كييف وبرلمانيون أميركيون.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن، قد اكتفى بالإجابة بـ«كلا» عن سؤال بهذا الصدد طرحه عليه صحافيون (الاثنين). وأنهت إجابته المقتضبة هذه شهوراً من التردد الأميركي في هذا الموضوع، أقلّه في العلن.
والثلاثاء قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان – بيار، في معرض شرحها للصحافيين جواب بايدن، إنّ تصنيف روسيا دولة راعية للإرهاب «ليس الوسيلة الأكثر فاعلية أو الأقوى لمحاسبتها» على غزوها أوكرانيا. وأوضحت أنّ خطوة كهذه قد تضرّ كذلك بجهود إيصال المساعدات الإنسانية إلى أوكرانيا. وأضافت أنّ إدراج اسم روسيا على القائمة الأميركية للدول الراعية للإرهاب يمكن أن يؤدّي أيضاً إلى «تقويض (التحالف) المتعدّد الأطراف وغير المسبوق والذي كان فعّالاً للغاية في محاسبة (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين، وكذلك تقويض قدرتنا على دعم أوكرانيا» في المفاوضات.
من جانبه، قال منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، إن الحكومة الأميركية لا تخطط لتصنيف روسيا دولة راعية للإرهاب.
وقال للصحافيين: «نعتقد أنها ليست الطريقة الفضلى والأكثر كفاءة وفاعلية لمواصلة محاسبة روسيا». وأضاف أن الحكومة الأميركية نظرت في التداعيات المحتملة لهذا التصنيف وناقشت هذه الخطوة مع خبراء وخلصت إلى استنتاج مفاده أن هذا التصنيف يمكن أن يعيق جهود المنظمات غير الحكومية للحصول على الدعم الإنساني لأوكرانيا. ورأى أن هذا التصنيف من الممكن أن يؤثر سلباً أيضاً على موقف أوكرانيا حول طاولة المفاوضات إذا استؤنفت المحادثات مع روسيا.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قد طالب في نهاية يونيو (حزيران) بتصنيف روسيا «دولة راعية للإرهاب»، وذلك غداة غارة روسية استهدفت مركز تسوّق وأسفرت عن مقتل 18 شخصاً على الأقل.
وفي واشنطن طالب برلمانيون أميركيون، تتقدّمهم رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي، إدارة بايدن بالإقدام على هذه الخطوة بهدف زيادة الضغط على موسكو بعد مرور أكثر من ستّة أشهر على بدء غزوها أوكرانيا.
وتضمّ القائمة الأميركية للدول الراعية للإرهاب حالياً أربع دول فقط هي إيران وسوريا وكوريا الشمالية وكوبا.
