شارك عشرات الآلاف من السعوديين في برنامج "رواد السياحة" الحكومي الذي يسعى إلى تدريب 100 ألف سعودي داخل المملكة وفي معاهد أوروبية بارزة في مجالات القطاع كافة.

ويشمل البرنامج الذي جرى إطلاقه في يونيو/حزيران الماضي، وتبلغ ميزانيته 100 مليون دولار، ثلاثة مستويات تلائم المتدربين المبتدئين وأصحاب الخبرات المتوسطة والمديرين وتغطي 52 وظيفة.

ويتضمن التدريب داخل المملكة 20 برنامجاً في ستة مسارات تتدرج من خدمات الدعم الفندقي المختلفة والتسويق والإرشاد السياحي لإدارة السياحة والفنادق، حسبما يوضح المدير العام للتوطين والتدريب في وزارة السياحة، بندر السفيّر.

ويهدف البرنامج إلى تدريب 25% من ملتحقيه في معاهد سياحية في إسبانيا وفرنسا وهولندا وسويسرا.

وتقول المتدربة منيرة الربيعان، وهي سعودية منقبة بحثت لأشهر عن وظيفة في قطاع السياحة لوكالة الصحافة الفرنسية: "جاءتني هذه الفرصة للتعلم وتطوير قدراتي للحصول على وظيفة".

وتتابع وهي تنصت مع زميلاتها بشغف لتعليمات مدربتهن في غرفة تحاكي غرفة فندق "ستكون لدي خبرة وثقافة وثقة في نفسي للتعامل مع الناس"، قبل أن تزيل الغبار عن إطار السرير ومجموعة من الأدراج.

ويعمل 850 ألف شخص في قطاع السياحة في المملكة، ويشكل السعوديون 26% فقط منهم، حسب الأرقام الرسمية.

يقول وكيل وزارة السياحة لتنمية القدرات البشرية، محمد بشناق، إن "برنامج التدريب الضخم" يهدف إلى بناء قدرات "احترافية وفعالة للغاية" للسعوديين في "قطاع السياحة عموما والضيافة خصوصاً".

ولعقود كانت السياحة في السعودية مقتصرة على السياحة الدينية المرتبطة بالحج والعمرة في مكة المكرمة والمدينة المنورة، ويفتقد العاملون في القطاع إلى خبرة في التعامل مع السياح الباحثين عن الراحة والترفيه.

وفتحت السعودية في 2019، بعد عقود من الانغلاق، أبوابها أمام السياح فاستحدثت تأشيرات إلكترونية عند الوصول لمواطني 49 بلداً. وتسعى لاستقبال 30 مليون سائح أجنبي بحلول 2030 مقابل 4 ملايين العام الماضي، ضمن خطة انفتاح اجتماعي واقتصادي لتنويع اقتصادها المرتهن للنفط.

كذلك أتاح البرنامج أسبوعاً من التدريب في سويسرا، للشاب الوليد الزيدي، مدير المبيعات في فرع فندق أجنبي في الرياض، من أجل "التعامل مع أنواع سياح مختلفين"، مشيراً إلى أن معظم الزبائن الذين اعتاد خدمتهم بالمملكة من الموظفين ورواد الأعمال.

ونهاية أغسطس/آب، اعتمدت السعودية قانوناً جديداً للسياحة يهدف إلى تحويلها إلى وجهة سياحية عالمية.

كما أعلنت السلطات الأسبوع الماضي عن توسيع نطاق التأشيرات الإلكترونية لتشمل المقيمين في دول الخليج، في ما اعتبره خبراء محاولة لمنافسة جارتها الإمارات التي تستحوذ على نصيب الأسد من السياحة في المنطقة.

TRT عربي - وكالات