يبدو أن صحة الملكة إليزابيث الثانية، ملكة بريطانيا ليست على ما يرام؛ إذ تسود أجواء من التوتر في قصر باكنجهام الملكي، الذي أصدر بيان قال فيه إن الملكة صاحبة الـ 96 عاما وُضعت تحت الإشراف الطبي وأن أطبائها "قلقون" على صحتها.

وأوضح القصر في بيان أن الملكة التي تحكم البلاد منذ 70 عامًا لا تزال في قلعة بالمورال، منزلها في المرتفعات الاسكتلندية، حيث تقضي معظم فصل الصيف، لكن مساء الأربعاء، ألغت فجأة اجتماعًا افتراضيًا مع أعضاء مجلس الملكة الخاص بعد أن نصحها أطباؤها بالراحة، بحسب ما نقله موقع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".

بيان قصر باكنجهام عن الملكة إليزابيث

وقال القصر في بيان: "بعد مزيد من التقييم هذا الصباح، فإن أطباء الملكة قلقون على صحتها وأوصوا بأن تظل تحت إشراف طبي".

وقال مكتب الأمير تشارلز ولي العهد البريطاني وزوجته كاميلا، إنهما سافرا ليكونا مع الملكة في قلعة بالمورال.

وكان ابنه الأكبر، الأمير وليام، الذي يحتل المرتبة الثانية في ترتيب ولاية العرش، في طريقه أيضًا إلى اسكتلندا، وكذلك أبناء الملكة الآخرين، أندرو وإدوارد، وابنتها الأميرة آن هناك بالفعل.

تفاصيل الحالة الصحية للملكة غير معروفة، على الرغم من أن القصر قال مؤخرًا إنها تعاني من مشاكل في الحركة، بعد أن تعافت من عدوى كورونا Covid-19، فبراير الماضي، ثم أوضح لاحقًا أن الملكة إليزابيث الثانية خرجت من المرض "مرهقة".

آخر ظهور للملكة إليزابيث الثانية

وفي صورة نشرها القصر يوم الثلاثاء، لها ولرئيسة الوزراء البريطانية الجديدة ليز تراس، حملت الملكة عصا في يدها اليسرى.

كان تدهور صحة الملكة سببًا متكررًا للقلق خلال السنوات القليلة الماضية، ما أجبرها على إلغاء العديد من المظاهر العامة، وحتى المناسبات الرسمية مثل إحياءها السنوي لذكرى قتلى بريطانيا في زمن الحرب.

والتقطت العدسات صورا لها في اليوم السابق وهي تستقبل ليز تراس رئيسة الوزراء الجديدة، في مقرها الاسكتلندي بقلعة بالمورال.

وقال القصر في بيان إنه "بعد مزيد من التقييم هذا الصباح، أعرب أطباء الملكة عن قلقهم على صحة جلالتها وأوصوا ببقائها تحت الملاحظة الطبية".

وأعربت تراس عن قلق الدولة بأسرها إزاء هذه الأنباء.

وأضافت "قلبي، وقلوب كل الناس في أنحاء المملكة المتحدة مع جلالة الملكة وعائلتها في هذا الوقت".

الملكة إليزابيث تتغيب عن مهرجان في اسكتلندا لأول مرة

وفي سابقة لم تحدث، تتغيب الملكة إليزابيث ملكة بريطانيا، التي تعاني من مشاكل في الحركة، عن حضور مهرجان بريمار هايلاند في اسكتلندا، وهي المرة الأولى التي تغيب فيها عن الحدث منذ توليها العرش قبل 70 عاما.

وقال مصدر في قصر باكنجهام، إن القرار اتخذ مراعاة لراحة الملكة، مضيفا أن الأمير تشارلز، ولي العهد، سيحضر الحدث حسبما هو مقرر.

تدهور صحتها بعد كورونا

وتراجعت الملكة إليزابيث الثانية كثير إلى قلعة وندسور، مقر إقامتها الريفي خارج لندن، على الرغم من أنها حافظت هذا العام على عادتها الصيفية بالانتقال إلى بالمورال، وهي قلعة تقع وسط تلال اسكتلندا الصخرية ووديان سيلفان.

خلال اليوبيل البلاتيني في يونيو، بمناسبة مرور 70 عامًا على توليها العرش، ظهرت ملكة مبتسمة على شرفة قصر باكنجهام لمشاهدة عرض عسكري وطائرة تابعة لسلاح الجو الملكي على شرفها. لكنها تخطت معظم بقية الاحتفالات، بما في ذلك حفل موسيقي أقيم في ميدان الملكة فيكتوريا أمام القصر.

ومع انحسار الملكة عن الرأي العام، تولى وريثها تشارلز العديد من واجباتها العامة، بما في ذلك الافتتاح الرسمي للبرلمان ومنح الفروسية، وتوقفت عن السفر خارج بريطانيا منذ عدة سنوات.

الملكة إليزابيث تفقد شريكها

في أبريل 2021، فقدت الملكة زوجها الأمير فيليب البالغ من العمر 73 عامًا، والذي توفي قبل أسابيع قليلة من عيد ميلاده المائة.

في حفل تأبين فيليب، جلست وحيدة، في كنيسة سانت جورج في قلعة وندسور، وهو مشهد مؤثر رغم قيود التباعد الاجتماعي للوباء.

جدية غير معهودة بالعائلة المالكة

وقالت "بي بي سي": هناك درجة من الجدية لم نشهدها من قبل، حقيقة أن البيان صدر عندما كان القصر متحفظًا للغاية بشأن الإدلاء بأي تعليق على صحة الملكة.

وجاء في البيان، أن أطباء الملكة قلقون على صحتها وأنها لا تزال تحت إشراف طبي، لن نحصل على وضوح كبير من القصر، لأنهم لا يكشفون عن تفاصيل صحة كبار أعضاء العائلة المالكة، لكن حقيقة أن الأسرة تتجمع في بالمورال هي مؤشر على خطورة الوضع.

قلق سياسي

من جهته أعرب رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، توني بلير، عن قلقه "للغاية" على صحة الملكة.

وكتب رئيس الوزراء العمالي السابق على تويتر أنه يشعر بقلق عميق من الأخبار المتعلقة بصحة الملكة.

ونشر زعيم الحزب الوحدوي الديمقراطي في أيرلندا الشمالية السير جيفري دونالدسون، على تويتر رد فعله، ودوّن قائلا: "أفكاري وصلواتي مع جلالة الملكة وعائلتها في هذا الوقت المقلق".

وأضاف: "ستشعر الدولة بأكملها بقلق عميق من الأخبار الواردة من قصر باكنجهام في وقت الغداء.. أفكاري وأفكار الناس في جميع أنحاء المملكة المتحدة - مع جلالة الملكة وعائلتها في هذا الوقت".