يتوقع أن يسجل سوق الطاقة الشمسية في الولايات المتحدة قفزة كبيرة خلال الفترة المقبلة تؤدي به إلى أن يتضاعف ثلاث مرات خلال السنوات الخمس المقبلة، وذلك بفضل جملة من التطورات التي تشهدها البلاد والتي تُحتم على الأميركيين أن يغيروا من سلوكهم في استهلاك الطاقة.
وتعتبر الولايات المتحدة أكبر مستهلك للطاقة في العالم، بما فيها النفط والغاز، كما أنها صاحبة أكبر اقتصاد في العالم، وهو ما يجعل تحولها نحو الطاقة الشمسية تطوراً بالغ الأهمية على مستوى العالم.
وقال تقرير جديد صادر عن جمعية صناعات الطاقة الشمسية نشرته شبكة "سي إن بي سي" الأميركية واطلعت عليه "العربية نت"، إن سوق الطاقة الشمسية في الولايات المتحدة سيتضاعف ثلاث مرات تقريباً خلال السنوات الخمس المقبلة، مدفوعاً بالقانون الذي وقعه الرئيس جو بايدن، مؤخراً، وهو أكبر مشروع قانون للمناخ في تاريخ الولايات المتحدة.
وتوقع التقرير نمو السوق الأميركية بنسبة 40% أكثر من التوقعات السابقة حتى عام 2027 في أعقاب التشريع الجديد الداعم.
وقالت المحللة الرئيسية في شركة "وود ماكنزي" المتخصصة بمراقبة أسواق الطاقة، ميشيل ديفيس: "لقد أعطى قانون خفض التضخم لصناعة الطاقة الشمسية أكبر قدر من اليقين على المدى الطويل لديها على الإطلاق".
وأضافت: "عشر سنوات من الإعفاءات الضريبية للاستثمار تقف في تناقض صارخ مع التمديدات لمدة عام أو عامين أو خمس سنوات التي شهدتها الصناعة في العقد الماضي".
وتابعت ديفيس، أنه "ليس من قبيل المبالغة القول إن القانون الجديد سيؤدي إلى حقبة جديدة لصناعة الطاقة الشمسية في الولايات المتحدة".
ويربط التقرير إجمالي تركيبات الطاقة الشمسية عبر قطاعات السوق التي تنمو من 129 غيغاوات يومياً إلى 336 غيغاوات على مدى السنوات الخمس المقبلة.
لكن على المدى القريب، قال التقرير إن التحديات التي تعاني منها الصناعة، بما في ذلك تأخيرات سلاسل التوريد ستواصل تقليص النمو.
وخلال الربع الثاني من العام 2022، شهد سوق الطاقة الشمسية تركيب 4.6 غيغاوات من الطاقة الشمسية الجديدة، بانخفاض 12% على أساس سنوي، لكن بزيادة 12% عن الربع الأول.
وبالنسبة لتقديرات العام بأكمله، تبلغ الآن 15.7 غيغاوات المضافة، وهو أقل إجمالي سنوي منذ عام 2019.
وعزا التقرير الكثير من التباطؤ الأخير إلى تحقيق وزارة التجارة في مكافحة الإغراق والرسوم التعويضية على واردات الطاقة الشمسية من كمبوديا وماليزيا وتايلاند وفيتنام.
ففي يونيو الماضي أوقف البيت الأبيض التعريفات الجديدة للطاقة الشمسية لمدة عامين، لكن شهور عدم اليقين أوقفت إنشاءات الطاقة الشمسية الجديدة حيث انتظر المطورون لتوضيح السياسات المستقبلية.
وقال التقرير: "في جميع أنحاء صناعة الطاقة الشمسية، كان من الممكن أن تكون أحجام الربع الثاني أعلى لولا قيود سلاسل التوريد والتباطؤ على مستوى الصناعة من مارس إلى يونيو بسبب بدء التحقيق في مكافحة التحايل".
ويأتي النمو في سوق الطاقة الشمسية وسط المزيد من الانقطاعات المتكررة لشبكة الكهرباء التقليدية، حيث طلبت ولاية كاليفورنيا من السكان خفض الاستخدام لأن درجات الحرارة القياسية تدفع الطلب على الطاقة إلى مستويات عالية جديدة.
كما أن الظواهر الجوية المتطرفة الناجمة عن تغير المناخ أثرت على الشبكة، فيما قفزت أسعار الطاقة أيضاً في أعقاب ارتفاع أسعار السلع الأساسية مما يدفع المستهلكين إلى التحول إلى الطاقة الشمسية.
