قال أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، إنّ المنطقة العربية رغم مساهمتها بنسبة ضئيلة في الانبعاثات العالمية للغازات الدفيئة، فإنّها من أكثر المناطق تأثراً بتبعاتها.

وأضاف أبو الغيط، أنّ إحدى محطات هذا المسار مواجهة تغيرات المناخ ستُكتب في مصر، التي ستحتضن في غضون أشهرٍ قليلة فعاليات قمة المناخ في دورتها الـ27، موضحًا أنّ منتدى البيئة والتنمية لعام 2022، سيُسهم بلا شك في إثراء النقاش حول موضوعات في غاية الأهمية لنا جميعًا كالمياه والتغير المناخي والطاقة والأمن الغذائي واستدامة الزراعة، وهي ملفات ستتناولها قمة شرم الشيخ للمناخ.

العالم لا يزال يعاني وضعًا مترديًا

وأشار أبو الغيط، في كلمته، إلى أنّ العالم لا يزال يعاني وضعًا مترديًا ألقى بظلاله على الجهود الدولية للتنمية، وتسبب في تباطئها، بل أدى إلى خسارة العديد من الإنجازات التي تحققت، إذ خلّفت جائحة كورونا، وما تلاها من أزماتٍ متلاحقة ومتداخلة تركةً ثقيلةً على جميع الأصعدة، قد يستمر علاجها لفتراتٍ أطول مما نعتقد.

وعلى الصعيد العربي، كان أثر هذه الأزمات أشد وطأة وعمقاً بسبب الطبيعة الخاصة للمنطقة والاضطرابات الخطيرة التي شهدتها على مدار العقود الماضية، حيث أضافت الأزمات الأخيرة أعباءً جديدةً إلى تلك التي تعاني منها الدول العربية.

الأزمة الأوكرانية الروسية أثرت سلبا على سوق الغذاء

وأشار إلى أنّ هذه الأزمات أوضحت أنّ هناك قصورًا في أساليب إدارة المخاطر القديمة لمجابهة أزمات غير تقليدية، وكشفت عن ترابط القطاعات بشكلٍ وثيق وتداخل مشكلاتها، فعندما نشبت الأزمة الروسية الأوكرانية، شهد العالم اضطرابًا جديدًا لإمدادات سوق الغذاء العالمية، وارتفاعًا حادًا في أسعار الطاقة، وانعكس سلبًا على تكلفة إنتاج السلع الغذائية ونقلها.

وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أنّ المنطقة العربية تستأثر بثلث الصادرات الروسية الأوكرانية من الحبوب، ما تسبب في مضاعفة المخصصات المالية الموجهة لسد فجوة الغذاء العربية المقدرة حاليًا بأكثر من 100 مليون طن من الأغذية، والتي تحذّر كل التقديرات من احتمال تضاعفها في المستقبل القريب.

وشدد على أنّ المنطقة العربية في حاجة مُلحّة لبناء قدراتنا على إدارة هذا الترابط بشكلٍ فاعل على جميع المستويات، وهو ما من شأنه أن يحقّق لدولنا العديد من المكاسب التي تعزز الأمن القومي العربي في كل جوانبه.

وفي ختام كلمته، وجّه الشكر إلى المجلس العربي للمياه مثمنًا تعاونه للدفع قدماً بالعمل العربي المشترك في مجال المياه والموضوعات المتصلة به.