أكد المستشار الألماني، أولاف شولتس، ان بلاده متفقة مع إسرائيل على وجوب منع إيران من الحصول على سلاح نووي. وأوضح خلال مؤتمر صحافي من برلين مع رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، اليوم الاثنين، أنه "لتحقيق ذلك يجب أن يكون هناك اتفاق دولي".
إلا أنه أوضح أنه لا يوجد سبب لرفض إيران مقترحات الدول الأوروبية بشأن إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015، معتبراً أنه من المؤسف عدم استجابة طهران بعد بصورة إيجابية
"مفاوضات فاشلة"
من جهته، شدد لابيد على أن العودة للاتفاق النووي الإيراني بشروطه الحالية ستكون خطأ فادحا، داعياً إلى تحرك جماعي لمنع إيران من أن تصبح دولة نووية. وقال إن الوقت قد حان لتجاوز المفاوضات السابقة الفاشلة.
كما أكد أن حصول طهران على السلاح النووي سيهدد العالم، قائلاً "سنواجه الخطر المتفاقم بحصول إيران على قنبلة نووية".
مكافحة البرنامج النووي الإيراني
وفي وقت سابق الاثنين أكد لابيد خلال اجتماع ثنائي مع الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير في برلين استمر ساعة، أهمية الاستمرار في مكافحة البرنامج النووي الإيراني.
كما تطرق إلى تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وفق ما أفاد حساب لابيد على تويتر.
"موقف حازم"
يذكر أنه بعد البيان الأوروبي الحاسم اللهجة تجاه إيران، وجه لابيد الشكر لكل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا على "الموقف الحازم" في المفاوضات النووية، معتبراً أن حكومته نجحت بمنع إعادة إحياء الاتفاق النووي، عبر تقديمها معلومات حديثة عن نشاطها النووي.
و أكد خلال اجتماعه الأسبوعي لمجلس الوزراء أمس الأحد، أن تل أبيب قدمت للدول الأوروبية معلومات استخباراتية حديثة بشأن النشاط النووي الإيراني في عدد من المواقع.
إلى ذلك، رأى أن "هناك ما يشير إلى نجاح الحملة الإسرائيلية لمنع إعادة إحياء الاتفاق النووي، ووقف رفع العقوبات عن إيران".
بيان الدول الثلاث
أتت تلك التصريحات بعد إصدار الدول الأوروبية الثلاث، مساء السبت، بياناً مشتركاً دانت فيه "التصعيد النووي الإيراني"، معتبرة أن طهران "فشلت" في إبرام الاتفاق النووي المطروح.
كما دعت إيران إلى التعاون بشكل كامل وبحسن نية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ورأت أن الأمر متروك لها لتقديم إجابات ذات مصداقية من الناحية الفنية على أسئلة الوكالة بشأن أماكن المواد النووية على أراضيها.
نص نهائي
يذكر أن الاتحاد الأوروبي كان قدم في الثامن من أغسطس 2022، وبعد جولات ومفاوضات طويلة ومعقدة انطلقت في أبريل الماضي (2021) في فيينا، واستمرت 16 شهراً، نصاً نهائياً للتغلب على مأزق إحياء الاتفاق النووي.
وقد تسلم المنسق الأوروبي لتلك المحادثات، جوزيف بوريل، الرد الإيراني الأول في منتصف أغسطس 2022، تلاه الرد الأميركي على الملاحظات والمطالب الإيرانية، ثم رد طهران ثانية، الذي وضع المفاوضات ثانية في مهب الريح، وسط غموض يلف مصيرها.
فيما دأبت إسرائيل منذ أشهر على انتقاد النص الأوروبي للاتفاق النووي، مؤكدة أنه سيئ، وأنها غير ملزمة به، وقد عمد العديد من مسؤوليها خلال الفترة الماضية إلى لقاء مسؤولين أميركيين وأوروبيين بغية ثنيهم عن المضي قدماً في هذا المسار.