تصاعدت ألسنة النيران لتغطي سماء إحدى قرى محافظة البحيرة، وسط صرخات وعويل السيدات، بينما كان الشباب يسرعون لإخماد حريق اندلع داخل منزل، لتخرج منه أم مُسنة، تشوهت معالم وجهها الذي زينته تجاعيد الشقاء، بعد إصابتها بحروق بالغة نُقلت بسببها إلى مستشفى الحروق، لكنها توفيت قبل وصولها.

غرفة صغيرة تخلو من الأثاث أصبحت مطعمًا لشقيقين، قررا التخلص من والدتهما المسنة «وداد.ر.م»، 76 عامًا، والتي اتخذت من عصاها عكازًا لوهن جسدها، دون الاعتماد عليهما، غير أن حيلة شيطانية روادت المتهمين للتخلص من المجني عليها دون استغراق وقت حسبما خُيِّل لهما.

تفاصيل واقعة إشعال النيران في غرفة مُسنة بالبحيرة

أحضر الشقيق الأصغر، ويُدعى «رمضان.م.ا»، كمية من البنزين، وسكبها على جدران غرفة والدته، لترتفع ألسنة النيران الممزوجة بصرخات والدته المسنة، إلا أن قلبه لم يلن لهول المشهد.

أسرع أهالي القرية لإخماد الحريق وإخراج السيدة المسنة متأثرة بحروق بالغة، لتلقى مصرعها قبل وصولها إلى مستشفى الحروق بمركز حوش عيسى، في محافظة البحيرة.

الغرفة كلمة السر

بدأت أجهزة الأمن بمحافظة البحيرة تشكيل فريق بحث جنائي لكشف غموض الواقعة، وتبين أن الشقيقين وراء الحريق الذي نشب بغرفة والدتهما المسنة، رغبة منهما في الحصول على غرفتها، وبرهن المتهمان بتلك الواقعة المؤلمة مقولة لطالما ترددت في الآونة الأخيرة وهي «قلب ولدي عليا حجر».

وتلقى اللواء أحمد خلف، مدير أمن البحيرة، إخطارًا من مركز شرطة شبراخيت يفيد بنشوب حريق داخل غرفة سيدة مُسنة، ولقيت مصرعها متأثرة بحروق بالغة، وحُفظت الجثة داخل ثلاجة حفظ الموتى وحُرر محضر بالواقعة.

حبس الشقيقين 4 أيام على ذمة التحقيقات

وضبط رجال مباحث مركز شبراخيت المتهمين، واعترف المتهم الأول بحرق غرفة والدته أثناء نومها بعد تحريض من شقيقه الآخر «رمضان»، حيث خطط لذلك قبل أيام قليلة.

وقررت جهات التحقيق بمحافظة البحيرة أمس، حبس المتهمين بقتل والدتهما 4 أيام على ذمة التحقيقات، وحُرر المحضر، وتولت النيابة التحقيق في الحادث.

أستاذ علم الاجتماع: دوافع المال وراء الجريمة 

ومن جانبه، ذكر سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة، أن السبب وراء تلك الواقعة هو الرغبة السريعة للمتهمين في جني الأموال، كما أن مشكلة الميراث تثير بعض المشاكل.

وأشار إلى أن كثرة الإنجاب وعدم توافر المال الكافي للإنفاق يدفع الفرد لارتكاب تلك الجرائم، موضحًا أن الحل يتمثل في تنظيم الأسرة.

وأضاف محمد ماجد الفقي، المحامي بالجنايات، أن العقوبة المتوقعة للمتهمين هي الإعدام، حيث تُعد الجريمة قتلاً عمدًا مع سبق الإصرار والترصد، كونها اشتملت على أركان القتل العمد، حيث بيّت الشقيقان النية للتخلص من والدتهما.