حالة من الرعب والفزع، يعيش فيها المواطنون في باكستان منذ ما يزيد على شهرين، بسبب فيضانات ضخة، ناتجة عن الأمطار الموسمية التي اجتاحت بلادهم، والتي أفقدت ملايين الباكستانيين منازلهم، وأجبرتهم على النوم في ملاجئ مؤقتة.

الفيضانات التي اجتاحت باكستان أصابت العديد من مناطقها بشلل تام، وأغرفت قرى كاملة تحت الماء، وأدوت بحياة أكثر من 1400 شخص، بحسب ما نقلته شبكة «ميدنسينس فروتييرس».

وفي هذا التقرير، تحاول «الوطن» الإجابة على أبرز الأسئلة التي تجول في أذهان الكثيرين حول الوضع في باكستان.

ما هو الوضع الحالي في باكستان؟

تشير التقديرات الأولية من المنظمات الدولية إلى أن عدة ملايين من الناس بحاجة إلى مساعدات إنسانية، ولاحظ فريق الأطباء أن الاحتياجات هائلة، بالإضافة إلي وجود بعض القرى تحت الماء تمامًا وأن كثيرا من الناس فقدوا كل شيء وينامون في الخيام على جانب الطريق.

ما الذي تفعله فرق الأطباء لضحايا الفيضانات؟

تدخل فرق الأطباء بسرعة بعد إعلان حالة الطوارئ، في 26 من أغسطس الماضي، وكان هناك حوالي ألف موظف من أطباء في نواحي باكستان، ولكن خلال كارثة طبيعية  بهذا الحجم، لم يكن هذا كافياً.

وفي الوقت الحالي، يسافر فرق من الأطباء إلى مناطق مختلفة لإجراء التقييمات والبدء في تقديم الرعاية للمقيمين، كما تحاول العيادات المتنقلة توفير الرعاية الصحية قدر الإمكان لمن يحتاجون إليها.

بالإضافة إلى ذلك، تحاول الفرق اللوجستية توفير مياه صالحة للشرب، ويقوم أيضا بتوزيع السلع الأساسية مثل الصابون ومنتجات النظافة وأدوات الطهي، وإرسال المزيد من الموارد المادية والبشرية بصورة أسرع.

ما نوع الاحتياجات الطبية لدى الناس؟

 تنتشر بعض الأمراض المتوطنة في باكستان، بسبب تدهور الظروف المعيشية ونقص النظافة، على سبيل المثال الملاريا، وهذه الأمراض يمكن أن تتطور بسبب المياه الراكدة والأطفال الأكثر عرضة للخطر، ويعد الأطفال أكثر عرضة للإصابة بمرض الملاريا.

وفي السياق ذاته، مرض حمى الضنك، التي تنتقل أيضًا عن طريق لدغات البعوض، وهو مرض متوطن آخر في باكستان، كما أن هناك حالات من الإسهال المائي الحاد نتيجة الفيضانات، وذلك لاحتمال تلوث المياه الجوفية واحتياطيات المياه.

وتتكاثر مسببات الأمراض في هذه الظروف، حيث يفتقر الناس إلى مياه الشرب المأمونة والمراحيض العاملة، فمن المرجح أن تنتشر الأمراض المنقولة بالمياه.

كيف يكافح الأطباء هذه الأمراض؟

يعمل فريق الأطباء على منع تطور مثل هذه الأمراض، من خلال إنشاء مراكز علاج مخصصة أو توزيع مضادات الملاريا والأدوية المستخدمة في علاج عدوى الملاريا والوقاية منها، كما يعمل الأطباء على مساعدة الأشخاص المصابين بالأمراض المزمنة مثل مرض السكري، لأنهم في حالة عدم وجود هياكل صحية وظيفية، وقد يعانون من فقدان استمرارية الرعاية.

ما هي العواقب المحتملة على المدى الطويل؟

وتعتمد عواقب الكارثة الطبيعية على حجمها وعدد الأشخاص المتضررين، وتضاعفت الأمطار الموسمية 3 مرات هذا العام في باكستان، كما غمرت المياه ما يقرب من ثلث البلاد، التي يبلغ عدد سكانها 220 مليون نسمة.