في الساعات الأولى لفرز أصوات الانتخابات التشريعية السويدية كان كل شيء يشير إلى فوز أحزاب جبهة اليسار وانشغل أنصار هذه الأحزاب بالاحتفال في مقراتهم الانتخابية، لكن بعد ساعتين انقلبت الجداول فجأة لتشير إلى احتمال فوز الأحزاب اليمينية بـ 175 مقعداً مقابل 174 مقعداً، أي بفارق مقعد واحد فقط فيما عد الأصوات لم ينته بعد.
وأفاد مراقبون باحتمال فوز اليمين في الانتخابات البرلمانية السويدية لعام 2022، لكن بسبب الفوارق الضئيلة في عدد أصوات الجانبين، تم تأجيل إعلان النتيجة النهائية للانتخابات حتى الانتهاء من فرز أصوات السويديين المقيمين في الخارج والتي ستحدد يوم الأربعاء.
في موازاة ذلك، أدى ظهور حزب "نيانس" ذو النزعة الدينية الإسلامية منذ ثلاث سنوات على الساحة السياسية، إلى خطف نسبة لا بأس بها من أصوات المهاجرين المسلمين من صناديق اليسار وهذه النسبة كانت تكفي لتغيير الكفة لصالح اليمين، رغم ضآلتها.
وأصابت ارتدادات الزلزال الانتخابي جبهة اليمين نفسها أيضا، حيث تقدم حزب "الديمقراطيين السويديين" المتشدد على حزب "مودرات" المحافظ، وكان الحزب الأخير منذ عقود المنافس الأول لحزب "الاشتراكيين الديموقراطيين" كأهم حزب يساري سويدي.
وبهذا أصبح جيمي أوكه سون، الذي تحول حزبه المتشدد إلى ثاني أكبر حزب سياسي في البلاد، النجم السياسي الصاعد في انتخابات عام 2022.
حزب ذو خلفية نازية
إلى ذلك، يرى المعارضون للحزب المتشدد "الشعبوي" أنه ذو خلفية "نازية جديدة" ويتهمونه بالعنصرية ومعاداة المهاجرين.
وفي خضم الفرح الذي ساد أعضاء الحزب في مقره الانتخابي، أكد أنه يود المشاركة في الحكومة المستقبلية بسبب الدعم الواسع النطاق من الشعب لحزب "الديمقراطيين السويديين".
كما قال زعيم حزب "مودرات" أعرق أحزاب اليمين، أولف كريستر شون، إنه مستعد للعمل من أجل تشكيل حكومة جديدة ومستقرة وقوية لجميع السويد ولكافة المواطنين.
يشار إلى أن النتائج باتت شبه نهائية بالاستناد إلى أصوات المواطنين في داخل السويد، ورغم ترجيح فوز كتلة الأحزاب اليمينية التي من المتوقع أن تهزم اليسار بقيادة رئيسة الوزراء ماغدالينا أندرسون، إلا أن أصوات السويديين في الخارج قد تقلب الموازين في اللحظات الأخيرة وبفارق بسيط للغاية.
