كشفت منظمتان دوليتان، أن «12» مليون طفل سوداني يواجهون عدم استقرار التعليم، وحذرتا من حدوث كارثة «جيلية»، وطالبتا بإجراءات عاجلة.
الخرطوم: التغيير
قالت منظمتا رعاية الطفولة العالمية واليونيسف، إن هناك حوالي «6.9» ملايين فتاة وفتى «أي ما نسبته واحد من كل ثلاثة أطفال في سن الدراسة» ممن لا يذهبون إلى المدرسة في السودان.
وأضاف أن دراسة «12» مليون طفل آخرين ستتقطّع بشكل كبير بسبب نقص المعلمين، وضع البنية التحتية، والحاجة إلى توفير بيئة تمكّن الأطفال من التعلّم وتجعلهم يحقّقون إمكاناتهم الكامنة في حدّها الأقصى.
وتعاني بنية التعليم في السودان من هشاشة وتشوهات وإشكالات كبيرة، خلفتها تركة نظام الإنقاذ خلال ثلاثين عاماً، حيث قل الانفاق على التعليم وخرجت الدولة بصورة شبه كلية من القطاع واتجهت إلى خصخصته.
بذل التركيز الطموح
وقال المدير القطري لمنظمة رعاية الطفولة العالمية في السودان أرشد مالك، إن عدم بذل التركيز الطموح لمعالجة هذه القضايا الحاسمة، سيجعل المزيد من الفتيات والفتيان يفقدون طفولتهم بسبب العمل والزواج وانتهاكات الحقوق الأخرى.
ونوّه التصريح المشترك للمنظمتين إلى أن فقر التعلّم زاد بمقدار الثلث في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل على صعيد العالم، وذلك بسبب حصول أسوأ صدمة للتعليم والتعلّم عبر التاريخ المُدوّن.
وقال: «يخاطر هذا الجيل من الطلاب الآن بخسارة 21 تريليون دولار من الأرباح المحتملة على مدى الحياة، حسب القيمة الحالية للدولار، أو ما يعادل 17 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي الحالي».
إجراءات عاجلة
من جهتها، قالت ممثلة اليونيسف في السودان مانديب أوبراين: «لا يمكن لأي بلد أن يتحمل عبء عدم معرفة ثلث أطفاله الذين في سن الدراسة، مبادئ القراءة والكتابة أو الحساب أو المهارات الرقمية. فالتعليم ليس مجرد حق- إنه أيضاً شريان حياة».
«إن لم تُتّخذ إجراءات عاجلة فإن أزمة التعلم في السودان ستصبح كارثة جيليّة».
ونبهت المنظمتان إلى أن الفتيات يعانين هشاشة الأوضاع بشكل خاص، فالدلائل تشير إلى أن الأزمة الاقتصادية تعمّق عدم المساواة بين الجنسين في السودان، وخاصة بين شريحة الفتيات اليافعات.
وقالتا إنه للحيلولة دون خسارة المزيد من فرص التعلّم، فإن إعادة فتح المدارس وتوفير فرص التعليم البديل للأطفال الذين فاتتهم سنوات عديدة من المدرسة، تُعتبر على رأس الأولويات.
ودعت اليونيسف ومنظمة رعاية الطفولة العالمية- بصفتهما قياديتين مشاركتين في مجموعة التعليم الدولي في السودان، حكومة السودان إلى إعادة فتح المدارس في أقرب وقت ممكن، وإبقاء المدارس مفتوحة طوال العام الدراسي بأكمله، وضمان عدم احتلال المدارس من قِبل جهات مسلحة، وتيسير فرص التعليم البديل الإضافية للتأكد من عدم ترك أي طفل خلف الركب.
ونادتا جميع أصحاب المصلحة- وفي مقدمتهم الحكومة- إلى ضمان توفير التمويل الكافي للتعليم، بما في ذلك رواتب المعلمين وبرامج التغذية المدرسية.
