طيب الشهداء
طيب الشهداء
عندما سكبت المرأة طيبها فى بيت الفريسى نظر الحاضرون إلى قيمة الطيب من الناحية المادية الصرف و كانت قيمته الغالية فى نظرهم مقدرة بالدنانير أما عند الرب يسوع فالقيمة الحقيقية ليست فى الطيب المسكوب انما فى القلب المسكوب قبله.
هذا هو الطيب الحقيقى الغالى القيمة، الطيب الذى ملأ البيت برائحته العطرة و الذى لم تنقطع رائحته فى الكنيسة المقدسة على مر الدهور مسكوباً مع صلوات القديسين التى هى بخورٌ متصاعدٌ أمام عرش الله.
مسكوباً مع دماء الشهداء التى هى عنوان المحبة الكاملة عرفاناً بجميل من سكب للموت نفسه حباً بنا. و هكذا أيضاً كل توبة و كل تنقية للقلب و تطهير للفكر و كل تقديس للحواس حباً فى السيد هى أعمال محبة تفوح رائحتها لا بين المؤمنين فحسب بل لكل العالم كرازة و سلوكاً حسناً و نوراً “لأننا رائحة المسيح الزكية لله” (٢كو١٥:٢).
القديس بولس بعد جهاده طيلة حياته كان فرحاً بتلك القارورة التى سكبها عند أقدام الحبيب و قال “فإنى الآن أُسكب سكيباً و وقت انحلالى قد حضر” (٢تى٦:٤). إن تعبير السكيب يقصد به الخمر الذى يصب على الذبائح التى تقدم فى العهد القديم (خر٤١:٢٩)، فإن كانوا هكذا يفعلون بالذبائح التى تقدم فى انتظار الذبيحة الحقيقة المسيح الفادى فيالفرحى و سرورى أننى الآن أُسكب سكيباً ليمتلئ العالم من رائحة الطيب و ليعلم “أن المسيح يسوع جاء إلى العالم ليخلص الخطاة الذين أولهم أنا” (١تى١٥:١).