يحاول الفيلم الوثائقي «نضالهن منتقص» تسليط الضوء على تطلعات النساء السودانيات لتحقيق التمكين والمساواة لإثبات قدرتهن على إحداث التغيير.
التغيير: فتح الرحمن حمودة
«نضالهن منتقص» وثائقي للمخرجة عفراء سعد، التي تخرجت من قسم المكتبات والمعلومات بكلية الآداب جامعة النيلين فكانت الصحافة والإعلام أولى اهتماماتها.
تروى “سعد” قصة الفيلم لـ «التغيير» و تقول إن الفكرة برزت عقب خطاب وزيرة الثقافة والإعلام في الحكومة الانتقالية المحلولة عبر الانقلاب العسكري، عندما قالت: «إن جميع الأحزاب السياسية لم تسمى نساء لمنصب ولاة الولايات».
وسرعان ما تقرر تصوير فيلم وثائقي يروي نضال المرأة السودانية المُنتقص، على حد وصفها.
وكانت قد بدأت عفراء سعد، رحلتها في مجال صناعة الأفلام منذ سنوات، عبر فيلم «أوف لاين» الذي لا تتجاوز مدته 7 دقائق، وهو أول اعمالها ليبرز عملها الأخير الذي حمل إسم «نضالهن مُنتقص».
و ذكرت “سعد” إن فكرت الفيلم تدور حول آراء النساء في المشاكل التي واجهتهن ومشاركتهن في الثورة، ومدى الصعوبات التي ظلت تواجههن وماذا يصنعن إذا أصبحن في مواقع اتخاذ القرار في ذات المجالات.
ونضال المرأة المُنتقص يعني – بحسب ما ذكرت – إبراز دور السلطة الأبوية، أكثر من الممارسات الشخصية، وأن المرأة السودانية شاركت جميع خطوط الدفاع عن الثورة، وعلي الرغم من ذلك لم تحصل عن وضع منصف، وذلك ما ذكره الفيلم.
ويركز الفيلم على سمع أصوات النساء في قضاياهن المختلفة في شتى مجالاتهن لمعرفة ردود أفعالهن، حول أبعادهن عن مواقع اتخاذ القرار.
المشاركة في الثورة
وترى “سعد” أن فعالية المرأة السودانية من خلال مشاركتها في الثورة والحراك السياسي، إلى جانب عملها في المهن الأخرى، “مُنتقص” مهما فعلن، لم تتم الإشارة إليهن فيه ولن يؤخذ بعين الاعتبار نضالهن منتقص وكدحهن العظيم.
وقالت إن فيلمها ضم فئات مختلفة من النساء منهن ناشطات في العمل السياسي والعام، وأخريات يعملن منذ فترات طويلة في مجال المهن محدودة الدخل.
وتحاول “سعد” خلال فيلمها أن تعمل على عكس تطلعات النساء السودانيات في تحقيق التمكين والمساواة والحقوق لنيل نصيبهن من الأدوار المجتمعية وغيرها لإثبات قدراتهن في إحداث التغيير.
ويتطرق الفيلم للربط بين المسيرة التاريخية للنساء إلى جانب عملهن في العديد من المجالات مثل العمل المهني محدود الدخل، والعمل بالأجر غير المنتظم، ووجود النساء في العمل السياسي.
و تؤمن “سعد” إن “نضالهن منتقص” فكرة ستظل مستمرة، وما يضمن ذلك هو تواصلهم في التوثيق مع أجيال مختلفة وفئات عمرية متفاوتة في المستقبل القريب.
مجموعة تساؤلات
ويطرح الفيلم مجموعة من التساؤلات للنساء من بينها مشاركتهن في الثورة مع إحساسهن بأوضاع النساء.
وما إذا كان لديهن إحساس بأن الحكومة الانتقالية القادمة قادرة على إحداث التغيير الذي يتطلعن له.
وكانت “سعد” قد واجهت الكثير من التحديات والصعوبات في رحلة التوثيق، مبررة ذلك بأن صناعة الأفلام ليست بالساهل.
وأن من الطبيعي أن تكون هنالك تحديات وصعوبات أحيانا تجعلك تتوقف قليلا ثم تواصل.
ولخصت الصعوبات التي واجهتها في مراحل تصوير الفيلم في ظل ظروف غير طبيعية، إلى جانب المعدات اللوجستية إلى حد ما.
وذكرت أنها استطاعت تجاوزها بفضل إيمان الفريق الذي كان يعمل معها ويؤمن بالفكرة.
رحلة التوثيق
وبدأت رحلة توثيق «نضالهن مُنتقص» أواخر العام 2019، داخل الخرطوم وولايات أخرى من بينها شمال وجنوب كردفان غربي السودان.
وكان من المقرر أن يعرض الفيلم كعرض أول بالعاصمة الخرطوم لكن تغيرت الظروف عقب انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي.
وذكرت “سعد” أن الفيلم تأجل عرضه على خلفية الأزمة التي يعاني منها الناس بسبب الانقلاب، وأن ما تم تحديده يرتبط بالظروف الأمنية.
وتتمنى عفراء سعد، إكمال أجزاء الفيلم حتى تستطيع عرضه داخل العاصمة الخرطوم والمناطق الأخرى التي وثقت فيها لبعض النساء.
